24 نوفمبر، 2024 3:45 م
Search
Close this search box.

لتطويق “حزب الله” .. إسرائيل تقرع طبول الحرب على لبنان !

لتطويق “حزب الله” .. إسرائيل تقرع طبول الحرب على لبنان !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

توعدت إسرائيل لبنان بإجتياح بري كامل لا يقتصر على مدن جنوب لبنان فقط، ولكن أيضاً شمالها.

وفي كلمته أمام المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، هدد “أفيغدور ليبرمان”، وزير الأمن بجيش الاحتلال الإسرائيلي، بإجتياح بري للبنان في الحرب القادمة ناصحاً الشعب اللبناني وسكان بيروت بإعداد الملاجئ التي سيدخلون إليها قريباً.

وفي حديثه عن إحتمالات إندلاع الحرب في الجبهة الشمالية، قال “ليبرمان” إن الإجتياح البري ليس هدفاً بحد ذاته، ولكن إذا إقتضى الأمر فإن الهدف هو إنهاء الحرب بأسرع ما يمكن وبشكل حاسم.

مضيفاً: “ما رأيناه في كل المواجهات في الشرق الأوسط هو أنه بدون جنود على الأرض، فإن ذلك لا ينتهي”.

لبنان ستكون هدفاً مشروعاً في أي حرب مقبلة..

أتهم “ليبرمان”، “حزب الله”، قائلاً: “إن حزب الله ضحى بالمصالح القومية للبنان بالخضوع كاملًا لإيران، لذا فإن البلاد كلها ستكون هدفًا مشروعًا في أي حرب مقبلة”، مضيفاً: أن “الجيش اللبناني سيستهدف وإذا اضطر سكان تل أبيب إلى النزول إلى الملاجئ، فإن بيروت كلها سترغم على ذلك أيضًا”.

وأشار “ليبرمان” إلى أن الإجتياح البري قد يتطلب جهداً كبيراً، وتكبد خسائر أيضاً، مشيراً إلى أن “كل الخيارات مفتوحة، ويجب الإستعداد للإجتياح البري حتى لو لم يتم ذلك فعلاً”.

يخرق قرار مجلس الأمن..

كما وجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال “غادي أيزنكوت”، هو الآخر تحذيرات لـ”حزب الله” مما سماه بتداعيات بناء الحزب لقوته العسكرية وتزوده بصواريخ دقيقة.

مدعياً أن “حزب الله يخرق قرار مجلس الأمن الدولي، ويحافظ على تواجد عسكري في المنطقة، (جنوب لبنان)، ويتزود بمنظومات قتالية وأسلحة لتعزيز قوته القتالية، وأن الجيش الإسرائيلي يعمل لمواجهة هذه التهديدات ليل نهار لضمان جاهزيته القتالية وقوة الردع. سنقوم بكل ما يلزم للمحافظة على الحدود الشمالية لإسرائيل آمنة وهادئة”.

تعهدت باستمرار دعم الجيش اللبناني..

في المقابل، تعهدت الولايات المتحدة باستمرار دعم الجيش اللبناني ووصفته بأنه قوة توازن محتمل في وجه جماعة “حزب الله” المدعومة من إيران؛ رغم قول إسرائيل إنه لا يمكن التمييز بين القوتين وإنهما هدفان لها في أي حرب بالمستقبل.

وكان الإختلاف العلني في الرأي بين الحليفين الوثيقين ملحوظاً تماماً، لكن الأمر الأكثر إثارة للإنتباه أنه جاء على لسان مسؤولين كبار في نفس الحدث وهو مؤتمر إسرائيلي للأمن.

ولم تشارك القوات المسلحة اللبنانية في حرب عام 2006، بين “حزب الله” وإسرائيل، والتي أودت بحياة نحو 1200 شخص في لبنان و158 جندياً إسرائيلياً.

وتلقى الجيش اللبناني، منذ ذلك الحين، مساعدات عسكرية أميركية تزيد عن 1.5 مليار دولار، كما تلقى تدريباً ودعماً من القوات الخاصة الأميركية خلال السنوات السبع الماضية.

مخاوف من تعزيز نفوذها في لبنان..

بعدما ساعدت جماعة “حزب الله” في تحويل دفة الحرب الأهلية السورية لصالح الرئيس “بشار الأسد”، تخشى إسرائيل والولايات المتحدة من تحول الجماعة الآن إلى تعزيز نفوذها في لبنان. لكن البلدين يختلفان في الرأي بشأن ما إذا كان الجيش اللبناني سيساعد أم سيعرقل توسع “حزب الله”.

“ديفيد ساترفيلد”، القائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركي، قال في مؤتمر نظمه مركز أبحاث تابع لجامعة بتل أبيب: “سوف نواصل جهودنا لدعم مؤسسات أمنية رسمية وشرعية في لبنان مثل القوات المسلحة اللبنانية؛ القوة الشرعية الوحيدة في لبنان”.

مضيفاً أن الجيش اللبناني “قد يعمل جيداً كقوة موازنة أمام رغبة حزب الله في توسيع نفوذه هناك وأمام تأثير إيران في لبنان”.

يعمل بشكل مستقل..

قال الجيش اللبناني، في وقت سابق، إنه يعمل بشكل مستقل عن “حزب الله”، وكانت أقرب أنشطته عملية ضد تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود بين لبنان وسوريا العام الماضي، وأعلن حينها أنه لم ينسق مطلقاً مع مقاتلي “حزب الله”، الذين هاجموا التنظيم من الجانب السوري.

وقال مسؤولون من المخابرات الإسرائيلية العام الماضي؛ إنهم يعتقدون أن الجيش اللبناني يحافظ على إستقلاليته رغم قيام بعض الجنود بالتعاون مع “حزب الله”.

واشنطن تشارك إسرائيل نفس المخاوف..

يقول “ناثان سيلز”، منسق وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الإرهاب، إن واشنطن تشارك إسرائيل نفس المخاوف.

مضيفاً: “نشعر بقلق بالغ من تطوير حزب الله لقدرته على تصنيع أسلحة محلية أو القدرة على التغيير داخل لبنان”.

ورفض التعليق على مدى التقدم الذي ربما وصلت إليه هذه البرامج الصاروخية، لكنه قال إن الولايات المتحدة تحاول عرقلتها وعرقلة القدرات الأخرى لـ”حزب الله” من خلال استخدام العقوبات لوقف التمويل الذي تقدمه إيران سنوياً لـ”حزب الله”، والبالغ 700 مليون دولار.

مساع إسرائيلية للضغط على روسيا للتأثير على إيران..

شهد رد الفعل الإسرائيلي مساعي للضغط على روسيا، التي لها بعض التأثير على إيران و”حزب الله”، نظراً لتحالفهم في سوريا.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم إستضافوا وفداً أمنياً روسياً رفيع المستوى، وإن قضية الصواريخ كانت على جدول المناقشات.

مطالب بتوضيح الإعتزام لشن حرب أم لا..

بسبب تصريحات “ليبرمان” طالبت صحيفة (هاأرتس)، الحكومة الإسرائيلية، بالتوضيح للمواطنين في إسرائيل إن كانت تعتزم شن حرب قريبة في لبنان.

وكتبت الصحيفة العبرية أن الحكومة والجيش يحذران مواطني لبنان والعالم من مغبة حرب في لبنان على خلفية مصنع الصواريخ الذي تقيمه إيران هناك، متساءلة إن كان هذا التهديد يعني شن حرب عواقبها ستكون مؤلمة للجانبين.

وتابعت (هاأرتس) أن الحديث من قبل مسؤولين عسكريين وسياسيين عن تحويل لبنان إلى مصنع صواريخ إيراني، إزداد في الآونة الأخيرة، وتبعاً لذلك التهديدات بحرب قاسية في لبنان.

هل سيغير مصنع الأسلحة ميزان المنطقة الاستراتيجي ؟

أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى مقالة الرأي التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد “رونين منليس”، عن “خيار اللبنانيين”، وإلى تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلي في روسيا إلى نفس التهديد.

وتابعت أن على الحكومة أن تقدم لمواطني إسرائيل شرحاً مقنعاً وواضحاً: “لماذا يجب علينا أن نخرج لحرب في لبنان بسبب مصنع صواريخ ؟”، متساءلة: “هل هذا المصنع سيغيّر الميزان الاستراتيجي في المنطقة أكثر من التهديدات الأخرى ؟”.

تهديد للأمن القومي..

كما ذكرت صحيفة (العرب) اللندنية؛ أن الحكومة الإسرائيلية تمارس في الأيام الأخيرة ضغوطاً مركزة على لبنان، لوجود هواجس لديها من قيام إيران بتركيز مصانع لأسلحة دقيقة على الأراضي اللبنانية، وهو ما تعتبره تهديداً خطيراً لأمنها القومي.

ويوجد تخوف لبناني من أن التصعيد الإعلامي والسياسي الإسرائيلي ضد لبنان قد يكون تمهيداً لعمل عسكري يستهدف البلد، غير مستبعدين أن يشن سلاح الجو الإسرائيلي ضربات إنتقائية داخل الأراضي اللبنانية، كما حصل ويحصل في سوريا، وهذا الأمر قد يقود إلى حرب تدميرية المتضرر منها بالأساس لبنان.

وما يعزز هذا التخوف وجود مزاج دولي مناهض للسياسات الإيرانية في المنطقة، فضلاً عن وجود إدارة أميركية تدعم بشكل مطلق إسرائيل، ولن تقف حائلاً دون عملية عسكرية إسرائيلية في لبنان حال حسمت تل أبيب قرارها بشنها.

ضربات إنتقائية لشحنات أسلحة..

كانت إسرائيل قد وجهت، على مدار السنوات الست الماضية، ضربات إنتقائية لشحنات أسلحة موجهة لـ”حزب الله” من داخل الأراضي السورية، وهذا ما دفع بمسؤولي “الحرس الثوري” الإيراني إلى التفكير في نقل تكنولوجيا صناعة الصواريخ إلى داخل لبنان، لتفادي تلك الضربات، دون أن تهتم لما لذلك من تأثير على إستقرار هذا البلد.

وسائل الإعلام الإسرائيلية، مثل (هاأرتس)، ذكرت قبل أيام، أن طهران بدأت بالفعل، العام الماضي، في تركيز مصنع لصناعة الصواريخ تحت الأرض جنوب لبنان، بيد أن إسرائيل تمكنت من كشف الأمر، ما دفع الإيرانيين إلى التخلي مؤقتاً عن فكرة إنشاء ذلك المصنع، دون أن تستبعد المخابرات الإسرائيلية أن تكون إيران عمدت إلى تغيير موقعه المعروف لدى الإسرائيليين.

يحقق توازن الرعب بين “حزب الله” وإسرائيل..

يشكل إنشاء طهران مصانع للصواريخ داخل لبنان، هاجساً يؤرق المسؤولين الإسرائيليين؛ لأنها بذلك ستحقق توازن الرعب بين “حزب الله” وإسرائيل، وهو الأمر الذي تعتبره الأخيرة خطاً أحمر، والذي قاد رئيس وزرائها، “بنيامين نتنياهو”، إلى موسكو التي ترتبط بعلاقة قوية مع طهران.

يفعلون في لبنان ما فعلوه في سوريا..

كان وزير شؤون القدس الإسرائيلي، “زئيف إلكين”، قد قال الثلاثاء الماضي: “لقد منعنا محاولات لا تحصى من جانب إيران لتسليح حزب الله من داخل سوريا، والآن يحاولون، (الإيرانيون)، فعل الشيء نفسه على الأراضي اللبنانية”.

مضيفاً، في حديث للموقع الإلكتروني لصحيفة (يديعوت إحرونوت): “ولكن كما علمنا كيف نخرجهم من سوريا، سنفعل الشيء نفسه في لبنان”، من دون تقديم المزيد من التوضيح.

ما قيل في الغرفة يبقي في الغرفة..

كان “إلكين” قد رافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتنياهو”، في لقائه الإثنين الماضي في العاصمة الروسية موسكو، مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، حيث تركز البحث على التطورات في سوريا ولبنان.

“إلكين” قال عن الاجتماع مع “بوتين”: “تم التطرق إلى قضية المحاولات الإيرانية المستمرة للتموضع العسكري في سوريا، وثانياً قضية المحاولات الإيرانية لإقامة مصانع صاروخية دقيقة في لبنان”.

ورفض المسؤول الإسرائيلي الكشف عن موقف الرئيس الروسي من هذه القضايا، وقال: “ما قاله بوتين في الغرفة يبقى في الغرفة، إنها واحدة من الأمور التي سمحت للزعيمين ببناء مثل هذه العلاقة الشخصية، المفتوحة والصريحة، لأنه يمكن الإعتماد بأن ما يقوله لن يتسرب”.

يريد استثمار علاقة “بوتين” بإيران..

كان “بنيامين نتنياهو” قد صرح، قبل توجهه لموسكو، بأن إسرائيل “لن تحتمل” أن تقوم إيران بتحويل لبنان إلى “موقع كبير للصواريخ”.

ويرتبط الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، بعلاقات قوية مع إسرائيل وأيضاً له مصالح مشتركة مع إيران، الأمر الذي يريد استثماره رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو”، الذي تشكل زيارته إلى موسكو السادسة خلال العامين الأخيرين.

ويدرك “نتنياهو” أن روسيا في حاجة أكيدة إلى إيران في عدد من الملفات الحيوية؛ وفي مقدمتها الملف السوري، ولكن هذا لا ينفي وجود فجوات في العلاقة بين الطرفين يمكن توظيفها لصالح إسرائيل.

وكانت إسرائيل قد عقدت في العام 2015، اتفاقا لتفادي التصادم مع الروس في عملياتها العسكرية ضد مواقع تابعة لإيران أو لـ”حزب الله” في سوريا، أو شحنات أسلحة موجهة إلى لبنان. وبالفعل شنت إسرائيل العديد من العمليات العسكرية الإنتقائية داخل سوريا من دون أن تحرك روسيا ساكناً، الأمر الذي أثار تململ إيران و”حزب الله”.

وأوضح “إلكين”: “يتواجد الروس في المجال الجوي السوري منذ العامين ونصف العام، إلا أن إسرائيل نجحت في الحفاظ على الوضع القائم بحرية للعمل في المجالين السوري واللبناني رغم وجود روسيا”، مضيفاً: أنه “لا ينبغي أن يُنظر إلى هذا الأمر على أنه مفروغ منه، فمن الواضح أن الإيرانيين ليسوا سعداء جداً به ولا السوريين”.

تمهيد الرأي العام..

محلل الشؤون العسكرية في صحيفة (يديعوت إحرونوت)، “أليكس فيشمان”، يرى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى لتمهيد الرأي العام الدولي لعدوان أو عمليات إسرائيلية في لبنان، بينما يتولى “ليبرمان” تمهيد الرأي العام الإسرائيلي لحرب كهذه.

ووافق المحلل، “ران إيدليست”، هو الآخر هذا التقييم في مقال له في (معاريف).

التحول إلى حرب شاملة..

تعكس هذه التحليلات قراءة للتغيير في موقف القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل وداخل مراكز التقديرات العسكرية، لجهة كسر ميزان الردع الحالي بين إسرائيل و”حزب الله”، وإغفال التحذيرات التي سادت في السنوات الأخيرة من إحتمالات تدهور “عملية موضعية” إلى حرب شاملة.

ويبدو أن دوائر صنع القرار في إسرائيل، السياسية والعسكرية، باتت ترى أنه بالإمكان إغفال هذه المحاذير، والإستعداد لشن عمليات؛ حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة عسكرية شاملة مع “حزب الله”، وهو تطور لا يمكن عزله عن التطورات الإقليمية، خصوصاً في ظل تعزيز التنسيق العسكري بين إسرائيل وروسيا، وهو أمر عكسه لقاء “نتنياهو” الأخير، مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، إذ إختار “نتنياهو” موسكو ليطلق لأول مرة تصريحاته بأن إسرائيل لن تتردد، إذا لزم الأمر، في العمل في لبنان لوقف نشاط “حزب الله” في بناء قوته العسكرية وتزوده بالأسلحة المتطورة الكاسرة للتوازن، وعدم الإكتفاء، كما كان سائداً لغاية الآن، بضرب قوافل الأسلحة المعدّة للحزب من داخل الأراضي السورية.

شن حرب إختيارية..

إذا كان تردد حكومة إسرائيل في هذا السياق مرهوناً بقضايا التنسيق مع روسيا، فيبدو وفق تصريحات “نتنياهو” الأخيرة، ووصول وفد أمني روسي يقوده مستشار الأمن القومي الروسي إلى تل أبيب، “نيكولاي باتروشيف”، ويشمل أيضاً نائب وزير الخارجية الروسي، عنصراً مساعداً للمستوى السياسي الإسرائيلي في تهيئة الرأي العام الدولي، أيضاً، في ظل الدعم الأميركي المطلق والمضمون، في الإتجاه نحو خيار شن حرب إختيارية على لبنان.

العامل الآخر، الذي يعزز هذا التوجّه، هو ما عكسته نتائج ومعطيات مؤشر الأمن القومي، التي أفادت، لأول مرة منذ الحرب الثانية على لبنان في تموز/يوليو 2006، بأن 66 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون شن عمليات ضد “حزب الله”، حتى لو كان ثمن ذلك إندلاع حرب شاملة في لبنان.

كما أن 85 في المئة من الإسرائيليين، الذين شملهم استطلاع المؤشر المذكور، اعتبروا أن الوجود الإيراني في سوريا، يشكل تهديداً خطيراً لإسرائيل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة