وكالات – كتابات :
قال رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، “توني بلير”، إن على الغرب أن يظل مستعدًا للخطر المحتمل الآتي من المتطرفين الإسلاميين واحتمال لجوئهم إلى هجوم بيولوجي، معتبرًا أنهم يأتون في صدارة المخاطر الماثلة.
وقبل أيام من حلول ذكرى هجمات 11 أيلول/سبتمبر، أجتاحت حركة (طالبان)، “أفغانستان”، فيما سحبت القوات الأميركية والغربية جنودها من هناك. وتشعر “بريطانيا” بالقلق من أن عودة (طالبان) ستخلق لملء فراغ تركه الانسحاب الغربي، ما سيسمح لجماعات متطرفة: كـ (القاعدة) و(داعش)، لإكتساب موطيء قدم هناك.
وفي كلمة له أمام معهد “أر. يو. إس. آي” للدراسات في “لندن”؛ لمناسبة ذكرى هجمات 11 أيلول/سبتمبر، قال “بلير”؛ أن: “الإسلام السياسي، سواء الإيديولوجيا أو العنف، يُمثل تهديدًا أمنيًا من الدرجة الأولى، وسيأتي إلينا، حتى لو تمركز بعيدًا عنا، كما أظهرت أحداث 11 أيلول/سبتمبر”.
وقال “بلير”: “أن (كوفيد-19) جعلنا نتعلم عن مسببات الأمراض القاتلة. وقد تبدو احتمالات الإرهاب البيولوجي مثل عالم الخيال العلمي، ولكن سيكون أمرًا حكيمًا الآن الاستعداد لاستخدامه المحتمل من قبل لاعبين غير حكوميين”، في إشارة واضحة إلى الجماعات الإرهابية قد تستخدم: “الإرهاب البيولوجي”.
وبرغم أن التدخل العسكري البريطاني، إلى جانب الأميركيين، في “أفغانستان” ثم “العراق”، الحق ضررًا شعبيًا فادحًا بـ”حزب العمال البريطاني”، الذي كان حاكمًا وقتها، إلا أن “بلير” اعتبر أن على الغرب ألا يتوقف عن التدخل في دول معرضة للتطرف الإسلامي لتحويلها إلى ديمقراطيات ليبرالية.
وقال “بلير”؛ أن: “مكافحة الإرهاب وحدها لن تبدد التهديد الراسخ، ونحن بحاجة إلى بعض الجنود على الأرض. من الطبيعي أن نفضل أن يكون الجنود محليون، لكن ذلك لن يكون ممكنًا دائمًا”. وأوضح أنه: “لا يمكن أن تنجح مكافحة الإرهاب باستخدام الطائرات المُسيرة والضربات الجوية والقوات الخاصة فقط، ولابد من دعمها بجنود على الأرض”.
واعتبر “”بلير” أن التدخلات العسكرية الغربية فشلت؛ ليس لأن السكان المحليين يفضلون المتطرفين، ولكن بسبب ضعف القدرات المؤسسية والحوكمة في تلك البلدان، بما في ذلك الفساد. كما كان من الخطأ وجود نقص في التفكير الإستراتيجي والثقة السياسية بين القادة الغربيين.
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أنه: “ربما كان جيلي من القادة ساذجًا في الإعتقاد بأنه يمكن إعادة تشكيل الدول، أو ربما أن عملية إعادة الصياغة يجب أن تستمر لفترة أطول، ولكن قيمنا ما زالت هي القيم التي يختارها الأشخاص الأحرار”.