8 أبريل، 2024 2:23 م
Search
Close this search box.

لا بديل لـ”بوتفليقة” .. الانتخابات الرئاسية الجزائرية بين الاحتجاجات واجتماعات المعارضة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

اعتراضًا على ترشيح الرئيس الجزائري، “عبدالعزيز بوتفليقة”، خرج آلاف المتظاهرين احتجاجًا على ترشحه للمرة الخامسة، مما تسبب في اندلاع إشتباكات، أمس الجمعة، في العاصمة، “الجزائر”، بين الشرطة والمتظاهرين المتوجهين إلى قصر رئاسة الجمهورية.

وحاول المتظاهرون السير بإتجاه مقر الرئاسة، في “المرادية”، غير أن قوات الأمن منعتهم من التوجه إلى هناك، بعد أن تم نشر قوات الشرطة أمام رئاسة الجمهورية.

وألقت الشرطة القبض على عدد من المتظاهرين، واضطرت إلى استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، فيما رد المحتجون بإلقاء الأحجار على عناصر الشرطة.

وتتواجد حشود المتظاهرين بساحة “البريد المركزي” وشارع “عميروش” المكتظ عن آخره بالمتظاهرين.

وخرج آلاف الجزائريين في مظاهرات بعد أداء صلاة الجمعة، في “الجزائر” العاصمة، بعد أيام من إطلاق نداءات للاحتجاج ضد ترشح الرئيس، “عبدالعزيز بوتفليقة”، للانتخابات الرئاسية للمرة الخامسة.

وأنطلق موكب كبير يضم آلاف الأشخاص من ساحة (1 ماي)، في وسط “الجزائر” العاصمة، نحو شارع “حسيبة بن بوعلي”، حيث يتم تنظيم المسيرة في هدوء، محاطة بالشرطة، وفقًا لموقع (تي. إس. إيه) الجزائري.

ليس هذا فقط؛ وإنما شهدت عدة ولايات وقفات احتجاجية سلمية، جرت في هدوء ودون تدخل من قِبل مصالح الأمن، فقد خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع الرئيسة لوسط مدينة “وهران”، يهتفون بشعارات ضد “العهدة الخامسة”.

وتعاظم عدد المشاركين في المسيرة من ساحة “أول نوفمبر” مرورًا بشارع “الأمير عبدالقادر” ثم “العربي بن مهيدي”؛ ليتوقفوا في ساحة “الشهيد بن عبدالمالك رمضان”، (الحريات)، قبل أن يعودوا إلى ساحة “نوفمبر”. ولم يتم تسجيل مضايقات أو توقيفات من طرف الشرطة، بحسب صحيفة (الخبر) الجزائرية.

كما كانت العديد من المسيرات في مناطق أخرى، لكنها بوتيرة أقل، لا سيما في ولايات شرق البلاد، كما نظمت مسيرة في “برج منايل” بولاية “بومرداس”، وأخرى ببلدية “مشدالة” بـ”البويرة”.

تحذير رسمي من النزول للشارع..

يُذكر أن “أحمد أويحيى”، رئيس الحكومة، كان قد حذر دعاة المقاطعة من النزول إلى الشارع، مؤكدًا على أن الدولة لن تترك الساحة لهم، كما قامت بذلك، في 2014، في إشارة إلى الحركة التي أطلقت على نفسها آنذاك اسم (بركات)؛ والتي كانت تعارض العهدة الرابعة للرئيس، مضيفًا أنه من حق المقاطعين إبداء موقفهم، لكن دون الخروج إلى الشارع، وقال “أويحيى”: “الدولة قادرة على التحكم في الشارع وعدم السماح بالإنزلاق”.

بوتفليقة” يجري فحوصات طبية..

من جانبها؛ أعلنت الرئاسة الجزائرية، الخميس الماضي، أن الرئيس، “عبدالعزيز بوتفليقة”، سيتوجه إلى “سويسرا”، يوم الأحد المقبل، لإجراء فحوص طبية دورية، لكنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل.

وجاء في بيان الرئاسة الجزائرية أن الرئيس، “عبدالعزيز بوتفليقة”، سيتوجه، يوم الأحد 24 شباط/فبراير 2019، إلى “جنيف”؛ من أجل إقامة قصيرة لإجراء فحوصات طبية دورية.

وأعلن “بوتفليقة”، (81 عامًا)، ترشحه للانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجرى، يوم 18 نيسان/أبريل 2019، سعيًا لفترة رئاسية خامسة، ويتوقع مراقبون فوز “بوتفليقة” في الانتخابات، وفقًا لوكالة (رويترز).

وكان الرئيس الجزائري قد أكد، في وقت سابق، أنه لم يعد بنفس القوة البدنية التي كان عليها، ولم يخف هذا يومًا على شعبه، وأضاف: “كرست كل طاقاتي خلال السنوات الماضية لإخماد نار الفتنة ولم شمل الأمة والإنطلاق في إعادة بناء البلاد”.

المعارضة تكتفي ببيان..

وفي محاولة استهدفت الاتفاق على تقديم مرشح مشترك للانتخابات الرئاسية، بمبادرة من حزب “العدالة والتنمية” الإسلامي، التقى قادة المعارضة الجزائرية في العاصمة، “الجزائر”.

وفي المقابل؛ أعلنت أحزاب وشخصيات رئيسة في المعارضة أنها لن تشارك في الاجتماع، أبرزُهم اللواء المتقاعد، “علي غديري”، المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

لكن نخبة من المعارضة؛ وبينهم من أعلن ترشحه لهذه الانتخابات، اكتفوا في بيان أصدروه بإعلان دعمهم لـ”الاحتجاجات السلمية” التي شهدتها مناطق مختلفة ضد ترشح الرئيس الحالي، “عبدالعزيز بوتفليقة”، لولاية خامسة.

وأكدوا في البيان أنهم: “يحذرون السلطة من مواجهة المواطنين في ممارسة حقهم الدستوري في التظاهر والتعبير عن رفضهم لاستمرارية الوضع الحالي”، و”الاستمرار في مسار التعاون والتشاور بين مختلف الفاعلين الأساسيين المعارضين لسياسات الأمر الواقع وفرضها”.

دعوة لسحب الترشح..

فيما دعا “عبدالرزاق مقري”، رئيس “حركة مجتمع السلم”، المرشح للانتخابات الرئاسية الرئيس “عبدالعزيز بوتفليقة”؛ إلى سحب ترشحه للرئاسة والتراجع عن الولاية الخامسة.

دعم “بوتفليقة”..

من جهته؛ دعا “أحمد أويحيى”، رئيس الوزراء الجزائري، وأمين عام “حزب التجمع الوطني الديمقراطي”، إلى حشد كل قدرات وطاقات حزبه لدعم الرئيس، “عبدالعزيز بوتفليقة”، والمساهمة في تحقيقه الفوز بعهدة رئاسية جديدة لضمان الاستمرارية في بناء “الجزائر” وتقدمها.

أما رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، “أحمد بن بيتور”، فكان قد أعلن في وقت سابق عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية بسبب ما اعتبره عدم جدية الانتخابات ودفع السلطة البلاد إلى نفق مظلم.

تباين عميق في رؤية المعارضة لمستقبل الجزائر..

تعليقًا على خطوة المعارضة، اعتبر الخبير في شؤون بلدان شمال إفريقيا، “أبوبكر الأنصاري”، أن فشل المعارضة الجزائرية في التوصل لمرشح واحد كان متوقعًا، ويعتبر مؤشرًا على التباين العميق في رؤيتها لمستقبل البلاد.

وأوضح أن المعارضة الجزائرية، شأنها شأن بقية قوى المعارضة في بلدان عربية مختلفة، تعارض من أجل المعارضة فقط.

ورأى أن الرئيس الحالي، “عبدالعزيز بوتفليقة”؛ “يملك إرثًا سياسيًا ونضاليًا يؤهله لخوض الانتخابات والفوز بولاية رئاسية جديدة”.

مشيرًا إلى أن: “بوتفليقة لعب دورًا كبيرًا في تحييد قوى خارجية سعت لإثارة البلبلة في البلاد، ونقل ظاهرة الربيع العربي إليها، وأن الدبلوماسية والحنكة السياسية التي يتمتع بها ما زالت ضرورية لصون وحدة واستقرار الجزائر”.

تخلق ديناميكية في المشهد السياسي..

وكان المحلل السياسي الجزائري، “سليمان أعراج”، قد قال إن دعوة المعارضة لعقد اجتماع لبحث قضية مرشح توافقي ستخلق ديناميكية في المشهد السياسي، لافتًا إلى أن المعارضة تمتلك أدوات كثيرة لخلق الاجماع والاتفاق على مرشح.

مضيفًا أن هذه المعارضة ضعيفة من حيث الأداء والمردود، موضحًا أن المبادرة محدودة جدًا وتأثيرها لا يخرج عن حدود الاجتماع الذي التقوا فيه.

وأشار إلى أن الجماعات التي قادت الاحتجاجات ضد ترشح الرئيس الحالي، “عبدالعزيز بوتفليقة”، لا تمثل الجزائريين ككل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب