26 أبريل، 2024 3:19 م
Search
Close this search box.

“لاوس” .. 80 مليون ذخيرة نشطة تهدد حياة 6.5 مليون نسمة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي : 

لا تنتهي الحرب عادة بمجرد توقف القنابل عن توجيه الضربات، وإنما تستمر آثارها السلبية على الأرض وعلى الإنسان، وبعضها يستمر لسنوات طويلة.. إذ تمثل “الألغام”، التي تعد ميراث حرب تخلفها الصراعات، خطراً خفياً يؤدي بحياة الآلاف.

ويواجه آلاف السكان، في هذه البلدان، معركة من نوع آخر من أجل البقاء على قيد الحياة؛ في بلد غرست فيه بذور الموت، وبمناسبة “اليوم العالمي للألغام”؛ نتذكر اليوم جمهورية “لاوس”، التي تعد البلد الذي يحتوي على أكبر كمية من “الألغام” في العالم، بسبب القنابل ذات الدمار الشامل، التي أمطرتها “الولايات المتحدة” بها خلال “حرب فيتنام” خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

ويعتقد أن 25% من المدن في “لاوس” مليئة بـ”الألغام”، ومنذ نهاية الحرب، قتل وتعرض للبتر أكثر من 20 ألف شخص، ويقع كل عام 300 ضحية جديدة؛ 40% منهم أطفال، بسبب القنابل الذي أُطلقت منذ حوالي نصف قرن.

580 ألف عملية أميركية في “لاوس”..

نفذت القوات الأميركية ما يزيد عن 580 ألف عملية عسكرية في “لاوس”، خلال الفترة من 1964 وحتى 1973، بهدف قطع خطوط الإمداد على “فيتنام الشمالية”، الأمر الذي تسبب في فقدان آلاف السكان القدرة على المشي، كما تسببت الذخائر الأميركية، غير المتفجرة، في وفاة حوالي 50 ألف مدني.

معدل القصف: مرة كل 8 دقائق..

ذكر الكاتبان، “كارين كواتس” و”خيري ريدفيرن”؛ في كتابهما (حصاد أبدي): أن “فيتنام كانت منطقة مهمة للغاية لوقوعها بين الصين الشيوعية وحليفتها فيتنام الشمالية من ناحية؛ ومن الناحية الأخرى تجاور تايلاند وماليزيا حلفاء الغرب”.

وبدأت الولايات المتحدة في قصف “لاوس”، منذ بداية إنشاء ممر “هو تشي منه”، الذي كان يربط بين “فيتنام الشمالية” و”الجنوبية”، كما أنه في ظل رئاسة الرئيس الأميركي، “ريتشارد نيكسون”، زادت حدة العمليات بدرجة كبيرة وتوسعت لتشمل كل أنحاء البلاد، وعقب إنتهاء الحرب في 17 نيسان/أبريل 1973، قُدر معدل القصف الذي تضرر منه شعب “لاوس” بمرة كل 8 دقائق على مدار اليوم ولمدة 9 سنوات متتالية”.

2 مليون طن متفجرات..

تقدر كمية المتفجرات، التي استخدمتها الولايات المتحدة في قصف “لاوس” بـ 2 مليون طن، من بينها 270 مليون قنبلة عنقودية، وهناك 80 مليون ذخيرة لم يتم تفجيرها، لكنها لا تزال نشطة حتى الآن وتعد بمثابة عدو غير مرئي يهدد حياة 6.5 ملايين شخص، ويحتوي كل لغم على 200 كرة فولازية؛ التي تتسبب في أضرار مضاعفة عند تفجرها تتراوح من بتر العضو المصاب وحتى الموت.

وتنص “اتفاقية الذخائر العنقودية” على حظر استخدام هذا النوع من القنابل، لكن الولايات المتحدة ليست ضمن الدول الموقعة عليها، والتي يبلغ عددها 108 دولة.

جهود إزالة الألغام..

تعمل حكومة “لاوس”، بالتعاون مع عدة منظمات غير حكومية، من أجل التخلص من “الألغام”، إذ يمكن إزالة الألغام المزروعة في منطقة تبلغ مساحتها هكتار واحد خلال 10 أيام بالعمل اليدوي المستمر بمشاركة ألف فني.

وحاولت الولايات المتحدة إزالة الآثار المدمرة للقصف الذي مارسته في “لاوس”، لكنها كانت شحيحة للغاية، إذ أنفقت خلال 8 سنوات، في الفترة من 1995 وحتى 2003، ما يساوي ما أنفقته خلال 3 أيام فقط من القصف خلال الحرب.

بيع القذائف الخردة مصدر رزق للفقراء..

يعتمد 80% من سكان “لاوس” على الزراعة، لكن هناك 17 محافظة ملوثة بـ”الألغام”؛ لذا فإن الحياة صعبة للغاية، لكن بعض الفلاحين استغلوا الأزمة في تحقيق ربح من خلال بيع القذائف القديمة على هيئة، “خردة”، ويتم بيع الكيلو بـ 25 سنتاً، وهي تعتبر مصدر رزق للأسر شديدة الفقر رغم المخاطر التي تحويها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب