اعلنت هيئة المساءلة والعدالة، اليوم الأربعاء، أنها اصدرت قرارا باجتثاث رئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمد بموجب إجراءاتها وذلك بعد يوم واحد من إعفاء المحمود من منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى، فيما أكدت أن قرارها قابل للتمييز خلال ستين يوما.
وقال بختيار عمر نائب رئيس الهيئة إن “هيئة المساءلة والعدالة اجتثت خلال اجتماع عقدته اليوم رئيس المحكمة الاتحادية العليا القاضي مدحت المحمود بموجب إجراءات المسائلة والعدالة .” وأضاف عمر وهو المتحدث ايضا باسم الهيئة ان “قرار الهيئة جرى التصويت عليه عند الساعة الثالثة والنصف من عصر اليوم بعد اجتماع اللجنة السباعية في جلستها 14 وحظي قرار اجتثاث القاضي المحمود بأكثرية الأصوات”.
واوضح عمر أن “أربعة اعضاء كانوا من المؤيدين للاجتثاث فيما صوت عضوان ضد قرار الاجتثاث وتحفظ السابع على التصويت على الاجتثاث”. واوضح المتحدث باسم هيئة المساءلة والعدالة أن ”اللجنة استندت في تصويتها على اجتثاث القاضي مدحت المحمود على أنه من أعوان النظام السابق وعلى هذا الاساس اعتمدنا على المادة 6 من الفقرة التاسعة من قانون المساءلة والعدالة”، لافتا إلى ان ”قرار الاجتثاث قابل للتمييز خلال مدة لا تتجاوز الستين يوما من تاريخ إصدار القرار”.
واتهم النائب المستقل صباح الساعدي مدحت المحمود اليوم بأنه “صنيعة صدام كونه رفع شعار البيعة الأبدية من خلال الانتخابات الصدامية لعام 1995 والتي قال المحمود فيها كلمته الشهيرة “اننا ندعو بوش ليتعلم الديمقراطية من صدام حسين” كما دعا صدام إلى إعلان البيعة الأبدية بعد حصوله على نسبة خيالية في الاستفتاء المزعوم عام 1999. واعلن الساعدي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عن تقديم عدد كبير من المواطنين بقضايا ضد رئيس المحكمة الاتحادية القاضي مدحت المحمود وطارق حرب محامي رئيس الوزراء حالياً لمشاركتهما في جرائم ضد الانسانية، مؤكداً أنه آن الآوان لتفتح جميع الملفات بدون استثناء على كل من قام بجريمة ضد الانسانية وضد الشعب العراقي مطالباً مساندة الجميع لتقديمهما أمام محكمة علنية.
وتولى مدحت المحمود منصبه بقرار من الحاكم الاميركي المدني السابق للعراق بول بريمر عقب سقوط النظام السابق عام 2003 . وغالبا ما تتهم قوى سياسية عراقية المحمود بتسييس القضاء ووضعه في خدمة أهداف رئيس الوزراء نوري المالكي ودعم قراراته ضدها.
وعين المحمود محققا قضائيا في وزارة العدل عام 1960، ثم عين حاكما (قاضيا) في العام 1968 بعد اجتيازه امتحان الكفاءة و القدرة القضائية بتفوق ، عمل حـاكما (قاضيا) في العديد من المحاكم، ليعين في 12 حزيران عام 2003مشرفا على وزارة العدل ( بمنصب وزير)، ثم عين نائبا لرئيس محكمة التمييز، و رئيسا لمحكمة التمييز الاتحادية، ورئيسا للمحكمة الاتحادية العليا في الـ30 من أذار 2005، ورئيساً لمجلس القضاء الأعلى. يذكر أن القانون العراقي النافذ، ينص على انه يحال على التقاعد كل من لديه خدمة فعلية تصل الى 30 عاما او بلغ سن التقاعد القانوني وهو 63 عاما.