خاص : ترجمة – محمد بناية :
لا تمتلك وسائل الإعلام الإيرانية صورته.. و”الولايات المتحدة” أيضًا نشرت صورة له سيئة الجودة. بل لا تجرؤ أي من وكالات الإنباء الإيرانية المتعدة، (رسمية أم لا)، أي خبر عنه أو حوار معه.
لن ترى اسمه في أي مكان ولا يتحدث عنه أحد. بحيث لو بحثت عنه في وسائل الإعلام فلن تجد هكذا شخص بالأساس. كذلك لا يُرى له أي أثر خلال لقاءات المرشد الإيراني، “علي خامنئي”، مع ضباط “الحرس الثوري”. بحسب موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.
رجل الظل المختفي دائمًا..
إنه قائد “الحرس الثوري” الوحيد؛ الذي خصصت “الولايات المتحدة” مبلغ 15 مليون دولار لقاء أي معلومات عنه، والشبكة التي يديرها في “اليمن”. إنه العميد “عبدالرضا شهلايي”، ذلك الاسم الذي لا يُعرف حتى إن كان حقيقيًا.
قبل نحو شهر تقريبًا أعترف “الحرس الثوري” بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، لكن كانت وكالة أنباء (رويترز) قد نشرت خبر آخر بالغ الأهمية، لكن لم يعبأ أحد بسبب “الطائرة الأوكرانية”.
ينقل الخبر، عن مسؤولين أميركيين: نجا العميد “عبدالرضا شهلايي”، في “اليمن”، من محاولة الاستهداف، بنفس الليلة التي تعرض فيها، الجنرال “قاسم سليماني”، للهجوم في “بغداد”.
ومازال (البنتاغون) يلتزم الصمت إلى الآن إزاء هذه العملية. وحتى المسؤولين الإيرانيين أنفسهم انشغلوا بتحليل عملية مقتل “سليماني”؛ دون الحديث عن محاولة استهداف، “شهلايي”، و”الحرس الثوري” يفضل عدم الحديث عن هذا الموضوع. لكن رغم هذا الصمت، يقول الأميركيون: “شهلايي أحد أنشط قيادات الحرس الثوري في منطقة الشرق الأوسط، وعمل طوال سنوات في تخطيط استهداف القوات الأميركية وتوفير المصادر المالية لمثل هذا النوع من العمليات”.
وبحسب مسؤولي الدفاع والاستخبارات في “الولايات المتحدة الأميركية”، فإن “شهلايي” دائم التحرك والانتقال بين “أفغانستان” و”العراق” و”سوريا” و”اليمن” للتخطيط للعمليات العدائية ضد القوات الأميركية.
عدو أميركا المخضرم..
وهو المتهم الرئيس في تنسيق هجوم، 20 كانون ثان/يناير 2007، بـ”كربلاء”، والذي أودى بحياة 5 عسكريين أميركيين وإصابة 3 آخرين بجراح. وقد بلغت حصيلة ضحايا هذا اليوم، في عموم المدن العراقية، حوالي 24 عسكري أميركي. وبموجب المزاعم الأميركية؛ يشغل “شهلايي” منصب نائب رئيس (فيلق القدس)، ويسيطر على الكثير من المنظمات المسؤولة عن استهداف الأميركيين وحلفاءهم حول العالم، فضلاً عن التخطيط لقتل المزيد من “قوات التحالف” في “العراق”، وكذلك توفير الأسلحة والذخيرة للميليشيات الشيعية المتطرفة.
لكل ما سبق؛ أدرجت “الولايات المتحدة” اسم “شهلايي” على القائمة السوداء. كما أعلن الأميركيون أيضًا، في 2011، تورط “شهلايي” في التخطيط والتنسيق الفاشل لاغتيال السفير السعودي بـ”الولايات المتحدة”. وقد نفت الحكومة الإيرانية هذه الاتهامات، لكنها لم تؤيد أو تنفي وجود شخص يُدعى، “عبدالرضا شهلايي”.
لكن حركة (مجاهدي خلق) اتهمت، العميد “شهلايي”، بالمسؤولية عن الهجوم على معسكر (ليبرتي) محل استقرار قوات (مجاهدي خلق) في “العراق”. وبحسب الحركة؛ يبلغ “عبدالرضا شهلايي”، 61 عامًا، وهو من مواليد “كرمانشاه” غرب “إيران”. كان أحد قيادات قاعدة (رمضان)، وهي مركز تخطيط وإدارة العمليات الخاصة “خلف خطوط العدو”؛ أثناء الحرب “العراقية-الإيرانية”.
لاعب “الحرس الثوري” الحر في الشرق الأوسط !
وهو يعمل، منذ سقوط “صدام حسين” عام 2003، في التخطيط لاغتيال القوات الأميركية وعناصر (مجاهدي خلق) في “العراق”؛ بالتعاون مع “محمد جعفري صحرارودي”، رئيس مكتب “علي لاريغاني”.
جدير بالذكر؛ أن معظم قيادات “الحرس الثوري” حاليًا، كانوا من القيادات الأساسية لقاعدة (رمضان)، أثناء “حرب الخليج الأولى”، منهم على سبيل المثال: العميد “إيرج مسجدي”، السفير الإيراني الحالي بـ”العراق”. والأخير قد وثق، أثناء رئاسته أركان قاعدة (رمضان)، علاقاته مع زعماء الفضائل الكُردية والعربية، المناوئة للرئيس العراقي، “صدام حسين”، وهم حاليًا من القيادات العراقية رفيعة المستوى.
كذلك أنصب تركيز، “محمد جعفري صحرارودي”، في تلكم الفترة؛ على مراقبة التنسيق العسكري الإيراني مع قوات (البيشمركة)؛ تحت قيادة “مسعود البارزاني” و”جلال الطالباني”، ويتهمه الأكراد باغتيال “عبدالرحمان قاسملو”، سكرتير عام “الحزب الديمقراطي الكُردستاني” في “فيينا”.
رغم ذلك؛ لا توجد أي معلومات عن “عبدالرضا شهلايي”، بل لا يوجد له أي أثر في أي من مراكز دراسات الحرب “العراقية-الإيرانية”، التي تمتلك آلاف الوثائق والمقالات والأفلام والكتب عن هذه الحرب.
وقد أعلن “براين هوك”، المبعوث الأميركي الخاص بالشأن الإيراني، عام 2019، تخصيص مبلغ 15 مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات عن “شهلايي” والشبكة التي يدير. وتثبت الشواهد أن، “عبدالرضا شهلايي”، كان مسؤول الملف اليمني بـ”الحرس الثوري”، منذ إستيلاء ميليشيات “الحوثي” على العاصمة، “صنعاء”، مطلع العام 2015. لكن يبدو أن مهمته أبعد من “اليمن”، وهو نوعًا ما لاعب “الحرس الثوري” الحر في فضاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.