8 أبريل، 2024 5:38 ص
Search
Close this search box.

“لابيد” يُكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية .. فهل ينجح أم يتسبب في الذهاب لانتخابات خامسة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعدما فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس حزب (الليكود)، “بنيامين نتانياهو”، في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، اختار الرئيس الإسرائيلي، “ريئوفين ريفلين”، السياسي المعتدل، “يائير لابيد”، أقوى خصوم، “نتانياهو”، بتشكيلها؛ غير أن طريقه إلى النجاح ما زال غير مؤكد، وأمامه مهلة 28 يومًا ليحاول تشكيل حكومة ائتلافية، ويسمح القانون، للرئيس، بتمديد الفترة لفترات أخرى، شرط ألا تتجاوز 14 يومًا.

جاء ذلك بعد أن حاول زعيم حزب (الليكود)، “نتانياهو”، البالغ من العمر: (71 عامًا)، التشبث بالمنصب في 4 انتخابات غير حاسمة، منذ 2019، ومزاعم فساد ينكرها.

وكان “لابيد”، البالغ من العمر: (57 عامًا)، قد استبعد العمل مع، “نتانياهو”، بسبب التهم الجنائية الموجهة إليه.

وقد أُجريت أحدث انتخابات، في 23 آذار/مارس الماضي، ولم تُسفر عن الفوز بأغلبية كافية؛ سواء لرئيس الوزراء أو لائتلاف فضفاض؛ يضم منافسيه من كل أطياف الساحة السياسية.

وقد حصل حزب “لابيد”؛ على ثاني أكبر عدد من المقاعد، حيث حصد (17) مقعدًا مقابل؛ (30) لحزب (الليكود).

ويواجه “لابيد” تحديًا؛ يتمثل في جسر الخلافات الإيديولوجية بين الأحزاب، التي يمكنه أن يطلب منها الإنضمام إلى ائتلاف لتشكيل الحكومة.

وإذا فشل في الحصول على أغلبية في البرلمان، المكون من 120 مقعدًا، فهناك خطر أن تضطر “إسرائيل” للذهاب إلى الانتخابات للمرة الخامسة، في غضون عامين.

وقال “لابيد”، وزير المالية السابق، البالغ من العمر: (57 عامًا): “نحن بحاجة إلى حكومة تعكس حقيقة أننا لا نكره بعضنا البعض. حكومة يعمل فيها اليسار واليمين والوسط معًا؛ لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي نواجهها. حكومة ستظهر أن خلافاتنا مصدر قوة وليس ضعف”.

سيسعى لإفشال تشكيل حكومة بديلة !

وعن أسباب فشل “نتانياهو”، قال عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، “محمد حسين كنعان”؛ إن: “هذا يدل على أن هناك رغبة بتغيير، نتانياهو، وربما هذا مؤشر على أن حياته السياسية، كرئيس حكومة وزعيم لـ (الليكود) قد انتهت، وهو بالطبع سيسعى جاهدًا لإفشال تشكيل حكومة بديلة من ما يسمى قوائم التغيير؛ وفي هذه الحالة لن يكون أمام إسرائيل إلا الذهاب إلى انتخابات خامسة”.

استرضاء طيف سياسي واسع..

حول فرص “لابيد”، قال “أحمد رفيق عوض”، خبير الشؤون الإسرائيلية؛ إن: “هناك فرصة أمام، لابيد، لكي يُشكل الحكومة القادمة، لكن عليه أن يتجاوز عقبة استرضاء طيف سياسي واسع، من اليمين إلى اليسار إلى الوسط إلى المتشددين الدينيين، لكي يضمن تأييدهم والحصول على أغلبية تمكنه من المرور في الكنيست”.

ولفت “عوض”؛ إلى أن: “القاسم المشترك بين كل من سينضم إلى، لابيد، لتشكيل الحكومة؛ هو الإطاحة، بنتانياهو، وهو قاسم ضعيف من الممكن أن يتسبب في قصر عمر هذه الحكومة، لأنها ستكون حكومة متنافرة ليس بينها انسجام كافٍ”.

إما العودة لـ”الكنيست” أو انتخابات خامسة..

مشيرًا خبير الشؤون الإسرائيلية؛ إلى أن: “سيناريو اللجوء إلى انتخابات ستكون الخامسة، في غضون عامين وارد، لكن ربما يسبقه سيناريو آخر هو العودة للكنيست لاختيار عضو يجمع واحدًا وستين مقعدًا، وإن لم يفعل فستكون انتخابات خامسة”.

وقلل “نواف الزرو”، المتخصص في الشأن الإسرائيلي؛ من إمكانية نجاح “لابيد”؛ في تشكيل الحكومة القادمة، مشيرًا إلى أنه: “لا يمتلك أغلبية كافية، فمجموع الذين قاموا بتزكيته، لدى الرئيس الإسرائيلي؛ خمسون عضوًا في الكنيست، ومن ثم فسيناريو الانتخابات الخامسة وارد بقوة”، لافتًا إلى أن عهد، “نتانياهو”، إنتهى إلى الأبد في دولة الاحتلال.

استمرار النهج السياسي الخارجي..

وأشار “الزرو” إلى أن: “اختيار، لابيد، لا ينطوي على تحول في السياسة الإسرائيلية خارجيًا، لأنه لا فرق في التعامل مع الملفات الخارجية، بين لابيد ونتانياهو، بل ربما يكون، لابيد، أشد يمينية، من نتانياهو؛ فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية، فالرجل في خطه السياسي والإيديولوجي لا يختلف عن، نتانياهو، أو ساعر أو بينيت”، مشيرًا إلى أن وصف الوسطي، الذي تخلعه وسائل الإعلام على، “يائير لابيد”، مأخوذ من تصنيفات إسرائيلية حزبية داخلية، ولا علاقة لها بتوجهات حقيقية على الأرض أو في الخط السياسي.

وقلل “الزرو” من الدور العربي في هذه الحكومة، في إشارة إلى “القائمة العربية”، ذات الأربعة مقاعد الداعمة، لـ”لابيد”، مؤكدًا أن: “دورها سيكون منح الحكومة الغطاء البرلماني، كبديل لحكومة، نتانياهو، دون التأثير القوي في قراراتها أو توجهاتها”.

سيتجه لخصوم “نتانياهو” ويعتمد على ملف “كورونا..

وبحسب تحليل أستاذ اللغة العبرية عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الدكتور “أحمد أنور”، للمشهد السياسي، في “إسرائيل”، فيرى أنه على رغم تعدد السيناريوهات المحتملة لتشكيل الحكومة، تظل حظوظ “لابيد” قائمة وليست ضعيفة.

ويقول “أنور”، في تصريحات خاصة لموقع (سكاي نيوز عربية)، إن: “لابيد؛ سيركز في مفاوضاته بشكل كبير على عدم الرغبة في التوجه لانتخابات جديدة، تكون الخامسة خلال عامين”.

ويُشير الخبير بالشأن الإسرائيلي؛ إلى أن “لابيد”: “سيعتمد على خصوم، نتانياهو، وسيستخدم فشل الأخير في إدارة ملف (كورونا) بشكل خاص (..)، ذلك أن، نتانياهو، يبدو ظاهريًا قد نجح، لكن بالمقارنة مع دول متقاربة في عدد السكان، لجهة حجم الإصابات والوفيات، لا يكون الموقف في صالحه”.

هذه الملفات وغيرها من الملفات الأخرى، لا سيما الاقتصادية، وكذا بالنظر لقضايا الفساد المتهم فيها، “نتانياهو”، يعتقد “أنور” بأنها: “تجعل التوجه الأساس في تشكيل الحكومة؛ يعتمد اعتمادًا كبيرًا، ليس على معيار اليمين واليسار، كما هو معتاد من قبل، وإنما معيار الرغبة في الإطاحة، بنتانياهو، نفسه من رئاسة الوزراء”.

الاستناد على قضايا اجتماعية وليست سياسية..

ويعتقد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، بأن زعيم حزب (هناك مستقبل)؛ يستند على: “قضايا اجتماعية وليست سياسية، مما يعني أنه سيكون أقرب لإحداث توافق في مسألة تشكيل الحكومة”.

وأوضح أن: “فرص تشكيل الحكومة متاحة بشكل كبير، خاصة إذا ما نجح في استقطاب، بينيت.. إضافة إلى سعي، لابيد، لاستقطاب، ليبرمان، والمجموعة التي ترتكز على أصوات المهاجرين من أصل روسي، وبالتالي تظل هناك فرصة كبيرة أمام، لابيد، للإطاحة، بنتانياهو، (الذي قاد خمس حكومات، منذ عام 1996، كأطول الزعماء السياسيين شغلاً للمنصب في إسرائيل)”.

وسبق لـ”نتانياهو”؛ أن عرض على، “بينيت”، التناوب في حكومة ائتلافية، لكن الأخير قال إنه لا يعتقد بأن الأول: “قادر على تشكيل ائتلاف، قابل للاستمرارية والحياة”، بينما صرح مؤخرًا بأنه: “لا يستبعد إمكانية الإنضمام لائتلاف حكومي مع، لابيد”.

من جانبه، عبر “لابيد”، في وقت سابق؛ عن استعداده لتقاسم الحكومة – بالتناوب – مع “بينيت”، ليقود الأخير رئاسة الوزراء في أول عامين.

حكومة ضيقة مبنية على ائتلاف هش !

لكن ومع إعتقاده بأن الاحتمال الأرجح يتمثل في نجاح “لابيد” في تشكيل الحكومة، فإن الخبير بالشؤون الإسرائيلية، يلفت إلى أن الحكومة، في هذه الحالة، ستكون: “حكومة ضيقة مبنية على ائتلاف هش”، على اعتبار أنه: “لا أحد يستطيع تشكيل حكومة قوية؛ إلا إذا تحالف مع، نتانياهو، نفسه، وهو تحالف غير قائم على أسس منطقية”.

أما الاحتمالات الأضعف، فهي مرتبطة بفشله في تشكيل الحكومة، ومن ثم التوجه لإجراء انتخابات جديدة. فضلاً عن سيناريو افتراضي آخر مرتبط بتعديل قانون الانتخابات – كما يدعو “نتانياهو” – لإجراء انتخابات مباشرة على شخص رئيس الوزراء.

من هو “لابيد” ؟

وُلد “لابيد”، عام 1963، فى مدينة “تل أبيب”، ووالده هو وزير العدل السابق، “يوسف لابيد”، أما والدته فهى الروائية والكاتبة المسرحية والشاعرة، “شلوميت لابيد”، واعتزل، “يائير”، العمل الصحافي في 2012، بعد نحو 3 عقود في المهنة، حيث انخرط في الحياة السياسية، وأسس حزب (هناك مستقبل)، وفي إطار هذا الحزب، خاض “لابيد”، وهو ملاكم هاوٍ ومحب للفنون القتالية، الانتخابات البرلمانية في 2013، وحصد (19) مقعدًا من أصل 120 في “الكنيست”، وهي نتيجة: “مفاجئة”، وحينها تحالف، “لابيد”، مع “نتانياهو”، زعيم حزب (الليكود) اليميني، في الائتلاف الحكومي، تبوأ فيه “لابيد” منصب وزير المالية، لكن الائتلاف لم يُعَمِّر طويلًا، وتراجع دور “لابيد” وحزبه في الساحة السياسية، حيث حصد (11) مقعدًا فقط، في انتخابات 2015، واختار صفوف المعارضة.

لكن في الانتخابات الأخيرة، التي أُجريت في آذار/مارس الماضي، عاد نجم “لابيد” للظهور، بعد تحالفه في قائمة واحدة مع، “بيني غانتس”، زعيم حزب (أزرق-أبيض) الوسطي، المنافس الرئيس لـ”نتانياهو”. غير أنه سرعان ما انسحب “لابيد” من هذا التحالف، بعد ظهور نتائج الانتخابات، متهمًا، “غانتس”، بأنه وجَّه صفعة للتحالف بقبوله شروط، “نتانياهو”، لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتقول صحيفة (يديعوت أحرنوت)؛ إن ما مهَّد دخول “لابيد” لعالم السياسة؛ هو كونه: “شخصية تليفزيونية كبيرة ومقدم برامج؛ له عدد ضخم من المتابعين، وهو ذكي، وفصيح، ومجتهد”.

ويميل “لابيد” لتأييده حل الدولتين والانفصال عن الفلسطينيين، ومعارضة منح إمتيازات لليهود المتدينين، بحسب صحيفة (إسرائيل هايوم). ويبدو أن “لابيد” يحظى بدعم حزبي واسع. وقال “ريفلين”، فى كلمة أعلن فيها اختياره، “لابيد”، إن وزير المالية السابق حصل على دعم (56) من أعضاء البرلمان، البالغ عددهم 120 عضوًا، وهو عدد لايزال أقل من الأغلبية المطلوبة. وأضاف الرئيس الإسرائيلى: “أصبح واضحًا أن، يائير لابيد، لديه إمكانية تشكيل حكومة تنال ثقة البرلمان، غير أن هناك العديد من الصعوبات”، إلا أن “لابيد”، (57 عامًا)، استبعد العمل في حكومة مع “نتانياهو”، بسبب التهم الجنائية الموجهة إليه.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب