19 أبريل، 2024 8:39 م
Search
Close this search box.

لابد من “العم سام” .. فورين بوليسي : روسيا تعيش أوهام “القوى العظمى” في الشرق الأوسط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

بدأت تتبدد نظرية أن “روسيا” هي القوى العظمى الجديدة في الشرق الأوسط مؤخرًا، بعد أن كان يراها الليبراليين والمحافظين، على حدٍ سواء، بعد فشل الأدلة في إثبات أي من تلك الإدعاءات، وفقًا لتقرير أوردته مجلة (فورين بوليسي) الأميركية.

من ناحية، الناتج المحلي الإجمالي لـ”روسيا” يقيم في مستوى أعلى قليلاً من الناتج المحلي الإجمالي لـ”إسبانيا”، مع العلم أنه بلد يقل عدد سكانه عن ثلث سكان “روسيا”. والميزانية العسكرية الروسية أقل من عُشر “الولايات المتحدة”، أي حوالي خُمس ميزانية “الصين”، وأصغر من ميزانية “اليابان”.

علاوة على ذلك، فإن نجاحات السياسة الخارجية لـ”روسيا” مبالغ فيها.

أكذوبة قوة نفوذ روسيا في سوريا..

يقول تقرير المجلة الأميركية أن “سوريا” أكبر دليل على فشل تلك الإدعاءات، ويروي بداية التدخل الروسي في “سوريا” عندما تم ترويج أن “فلاديمير بوتين”، في عام 2015، استغل تذبذب الرئيس الأميركي، “باراك أوباما”، بشأن “سوريا” للتدخل عسكريًا، لفرض اليد العليا في أصعب صراعات الشرق الأوسط. لكن الحقيقة غير ذلك.

“سوريا” هي الشريك الإستراتيجي لـ”موسكو”، منذ عام 1956، حيث بدأت مبيعات الأسلحة من الكتلة السوفياتية في ذلك العام، وكذلك تدريب الجنود والطيارين السوريين في “تشيكوسلوفاكيا” المتحالفة مع السوفيات و”بولندا”. كما قدمت “سوريا” أول طلب لها لنشر القاذفات السوفياتية والطائرات المقاتلة – التي رفضها “الكرملين” – في عام 1956، في أعقاب العدوان الثلاثي على “مصر”.

في عقود “الحرب الباردة”، التي تلت ذلك، أصبح “الاتحاد السوفياتي” المصدر الرئيس لـ”سوريا” للمساعدات الاقتصادية والأسلحة. في عام 1971، بدأت السفن الحربية والغواصات السوفياتية باستخدام ميناء المياه العميقة في “سوريا”، في “طرطوس”. وفي عام 1980، وقعت “دمشق” و”موسكو” معاهدة تتضمن أحكامًا للتعاون الإستراتيجي.

في ظل هذه الخلفية، كان لمناورة “بوتين”، في “سوريا”، علاقة أكبر بحماية استثمار إستراتيجي طويل الأمد بدا مهددًا أكثر من المناورة مع “الولايات المتحدة”.

يؤكد التقرير أن سقوط الرئيس السوري، “بشار الأسد”، كان سيؤدي إما إلى فوضى مطولة أو انتصار للجماعات الإسلامية المتطرفة؛ والنتيجة ضربة قاضية لـ”روسيا”. حتى ذلك الحين، لم تتمكن القوة الجوية الروسية وحدها من تمكين “الأسد” من استعادة معظم “سوريا”؛ ولذلك تدخل بشكل أساس مقاتلي “الحرس الثوري” الإيراني ومقاتلي “حزب الله” من “لبنان”.

يوضح التقرير أن قرار “إيران” و”حزب الله” بالقتال في “سوريا” لم ينجم عن موافقة الروس؛ بل كانت رؤيتهم بالنسبة لمستقبل “سوريا” لا تتوافق تمامًا مع الرؤية الروسية.

في الشرق الأوسط..

كما أن الإدعاءات حول مكاسب “روسيا” في بقية الشرق الأوسط مبالغ فيها. بالتأكيد “موسكو” طرف نشط في الصراع في “ليبيا”، لكن من المستحيل أن تتوصل لحل من أجل توطين النظام والاستقرار، ناهيك عن تحقيق النفوذ، في بلد مزقته الحرب ويضم حكومتين متنافستين، ورجل عسكري قوي طموح، “خليفة حفتر”، مع كوكبة من الميليشيات المسلحة.

ومع أن الظهور الروسي الدبلوماسي البارز، في “إسرائيل” و”المملكة العربية السعودية” و”مصر”، لفت الكثير من الاهتمام، إلا أن هذه الدول ستستمر في الإعتماد على “الولايات المتحدة” وستكون أكثر إرتباطًا بها. لأن لا شيء هناك يدعوا لمقايضة العلاقات الأميركية، على الرغم من عيوبها، بالروسية.

في إفريقيا..

وفي “إفريقيا”، القصة ليست أفضل بكثير بالنسبة لـ”روسيا”. بالطبع، استضاف “بوتين” قمة شملت 43 رئيس دولة إفريقية في “سوتشي”، في أواخر تشرين أول/أكتوبر الماضي.

من المثير للإعجاب أن الكثير من القادة حضروا. لكن لا يبدو أن هذا الاجتماع لا يتخطى أي قيمة سوى قيمته الرمزية بالنسبة لـ”موسكو”. إذا أرادت أن تصبح لاعبًا رئيسًا في “إفريقيا”، فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار الأجنبي المباشر، فإن وجودها قد طغى عليه “الولايات المتحدة” و”أوروبا” و”الصين” و”تركيا” و”الهند”.

على حدودها..

حتى فيما يتعلق بإنجازاتها على الحدود المتاخمة لها، تبدو “روسيا” عاجزة. على سبيل المثال، أدى ضم “روسيا” لشبه جزيرة “القرم”، في عام 2014، ودعم المتمردين في شرق “أوكرانيا” إلى تحويل البلاد – بالنسبة لـ”موسكو” من الناحية التاريخية، الأكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية والثقافية لدول ما بعد “الاتحاد السوفياتي” – إلى عدو محلف. في الوقت الحالي، سوف تتماشى “كييف” مع الغرب حتى لو كان حلمها بعضوية (الناتو) بعيد المنال.

علاوة على ذلك، في حين أن القومية الأوكرانية المعاصرة لها جوانب كثيرة، فإن أحدها هو مشاعر متأصلة بالعداوة لـ”روسيا”.

بالطبع “روسيا” مهمة، فهي الدولة التي يبلغ عدد سكانها 144 مليون نسمة، وآلاف من الرؤوس الحربية النووية، ومليون جندي نشط، واحتياطيات هائلة من “النفط” و”الغاز”، ومقعد في “مجلس الأمن”؛ التابع لـ”الأمم المتحدة”.

لكن فطنة “موسكو” الإستراتيجية والمكاسب الملموسة لا تكاد تكون مبهرة، كما يشير الإجماع؛ ويتطلب فهم ذلك نظرة واضحة من خلال القضايا التي تتدخل بها ونتائج إنجازاتها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب