26 نوفمبر، 2024 8:31 م
Search
Close this search box.

لإنقاذ البلاد من أزماتها .. هل تحتاج إيران إلى رئيس عسكري ؟

لإنقاذ البلاد من أزماتها .. هل تحتاج إيران إلى رئيس عسكري ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ما يزال الوقت مبكراً جداً !.. لكن يبدو أن الأصوليون قد بدأوا من الآن داخل إيران.. كتبوا منذ الآن سيناريوهات للأنفسهم والشعب. يتخذون القرارات والخيارات. تراودهم الأحلام منذ الآن للانتخابات الرئاسية المقبلة.

إذ إتخذوا خيارهم الأصلح قبل الانتخابات بثلاث سنوات. وخيارهم الأصلح هذه المرة عسكري، بحسب صحيفة (شمس يزد) الإيرانية؛ المحسوبة على التيار الإصلاحي.

بمعنى أنه تقرر رهان الأصوليون على أحد القيادات للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. يتضح هذا الاستنتاج من تصريح النائب البرلماني عن الكتلة الأصولية، “محمد ݒورمختار”، وكان قد صرح للموقع الإخباري (خبر أونلاين): “لو يصبح عسكري رئيساً للجمهورية فسوف ينقذ الدولة”. وأشار، خلال التصريحات، إلى إحدى الشخصيات العسكرية، وأردف: “من خلال معرفتي بالسيد محسن رضائي، فأنا أعتبره شخصية إستراتيجية ومفكرة، وعليه أعتقد لو أنه أصبح رئيساً للجمهورية فسوف أصوت لصالحه من منطلق معرفتي بشخصه؛ وليس لمجرد التعصب للعسكر. لكن ثمة رؤية أخرى وبعض وسائل الإعلام تروج له وتنشره، وهو أن لا يجب للعسكريين الوصول إلى رئاسة الجمهورية، وأعتقد لو أصبح رئيس الجمهورية عسكري فسوف يكون بمقدوره حتماً إنقاذ البلاد من المشكلات التي تعانيها”. وقد عبر عن مكنونات قلبه عند سؤاله: “هل ننتظر ترشح عسكري للرئاسة ؟”، قائلاً: “إن شاء الله”.

علامة “ݒورمختار”..

يبدو من تصريحات “ݒورمختار” أنها جس نبض. توضح بشكل كامل لماذا لا ترد أسماء العسكريين ضمن قوائم المرشحين للانتخابات الرئاسية. على سبيل المثال حين يمتزج في آذاننا اسم عسكري مع رئيس الجمهورية، يتداعى إلى الآذهان مباشرة اسم “محمد باقر قاليباف”، ذلك الشخص الذي ترشح للرئاسة مرات لكنه لم ينجح. والشعب يعرفه بتعليق “حسن روحاني” عليه، وفيه: “لست عقيد وإنما رجل قانون”. إذ إنتبهوا إلى شخصيته العسكرية أكثر من ذي قبل.

وما يزال “قاليباف” يُعرف إلى الآن كقائد بـ”القوات الجوية” للحرس الثوري؛ رغم سوابقه كعمدة لمحافظة “طهران” مدة 12 عاماً. مع هذا لم ينجح مطلقاً في الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، مع هذا أعلن أعضاء “جمعية التقدم والعدالة”، (حزب قاليباف المستقل)، أن “قاليباف” لم ييأس من الترشح للرئاسة وأن لديه برامج أكثر جدية..

ولذلك ربما يكون “قاليباف” أحد الخيارات العسكرية المرشحة للرئاسة. في حين فسر البعض تصريحات “ݒورمختار” بالممهدة لترشح الجنرال، “قاسم سليماني”، في انتخابات رئاسة الجمهورية، لاسيما وأن شائعات ترشح “سليماني” في انتخابات 2013؛ دفعته إلى إصدار بيان يكذب الشائعات.

وقد نجحت عملية تلميع “سليماني” لدرجة دفعت تيارات اليسار واليمين إلى تقديمه، وبالتالي تحقيق القبول بين الجماهير. ويتمتع “سليماني” بقدرات أقوى من “قاليباف” و”محسن رضائي” على جذب الأصوات والفوز في الانتخابات. مع هذا يعتقد الكثيرون أن الحاجة إلى “سليماني” في قيادة “فيلق القدس” أكبر من الحاجة إليه في منصب الرئاسة. والسؤال: هل فعلاً بمقدرو عسكري إذ ترشح للرئاسة إنقاذ البلاد ؟

رؤيتان..

يقول “محمد صادق جوادي حصار”، الناشط السياسي: “ثمة تصوران بشأن إتخاذ عسكري رئيساً للجمهورية؛ الأول: يجب في الشخص الذي يتولى هذه المهمة الإلمام بالمتطلبات العسكرية والسياسية والإستراتيجية الإقليمية، ويتخذ إعتماداً على هذه المعرفة قرار الخروج بالبلاد من الأزمات، والتي هي في معظمها نتاج القرارت العسكرية. بمعنى أن رئيس الجمهورية مضطر إلى التعامل مع القضية وحل المشكلات من منظور عسكري. حينها يجب أن يكون رئيس الجمهورية عسكرياً. ثانياً: شخص يتمتع بالقوة العسكرية مع هذا يلتزم الصمت حيال إخراج البلاد من أزماتها، وهو في هذه الحالة نوعاً من الديكتاتورية. فإذا يريد شخص استغلال قوته العسكرية في إسكات المعارضين، فهذا يعني إنتهاء الحوار والديمقراطية”.

وأضاف، بحسب صحيفة (شمس يزد): “لدينا في تاريخنا المعاصر تجربة عسكرية مختلفة؛ ففي فترة الاضطرابات عُهد إلى شخص بالعمل عام 1921، إعتماداً على قوته العسكرية، ونجح في توحيد البلاد. لكن الوضع الآن مختلف. ولو يريد أحدهم الترشح كعسكري فهذا يعطي في الغالب إنطباعاً سلطوياً. يجب في رئيس الجمهورية أن يكون ملماً بالقضايا العسكرية لا أن يكون هو نفسه عسكرياً”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة