25 أبريل، 2024 10:06 ص
Search
Close this search box.

لإجبارها على تكوين “ناتو” عربي .. “واشنطن” تستخدم طهران كفزاعة لمنطقة الشرق الأوسط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تزامنًا مع نشر تقارير إعلامية تتهم “إيران” باستغلال فوضى “العراق” لبناء ترسانة صاروخية، قالت مصادر عسكرية عراقية، أمس الخميس، إن قذيفتي من نوع (مورتر) سقطتا داخل قاعدة “بلد” الجوية في “العراق”.

وبحسب (رويترز)؛ أضافت المصادر أنه لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا في الهجوم.

وتستضيف قاعدة “بلد” قوات أميركية، وتقع على بُعد نحو 80 كيلومترًا إلى الشمال من “بغداد”.

وسقطت 5 صواريخ، الثلاثاء الماضي، على قاعدة “عين الأسد” الجوية؛ التي تستضيف قوات أميركية في محافظة “الأنبار” بغرب “العراق”، دون سقوط ضحايا.

ومنذ يومين، كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية عن استغلال “إيران”، الفوضى المستمرة في “العراق”؛ لبناء ترسانة خفية من الصواريخ (الباليستية) قصيرة المدى في “العراق”، وذلك كجزء من جهد متزايد لمحاولة تخويف الشرق الأوسط وتأكيد قوتها، وفقًا لمسؤولين في الاستخبارات والجيش الأميركي.

وتأتي هذه التعزيزات في الوقت الذي أعادت فيه “الولايات المتحدة” بناء وجودها العسكري في الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات الناشئة للمصالح الأميركية، بما في ذلك الهجمات على “ناقلات النفط” والمنشآت النفطية، التي ألقى مسؤولو الاستخبارات باللوم فيها على “إيران”.

ومنذ آيار/مايو الماضي، أرسلت إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، حوالي 14000 جندي إضافي إلى المنطقة بشكل أساس، كما قامت بإرسال سفن البحرية وأنظمة الدفاع الصاروخي.

إلا أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة حول تخزين “إيران” للصواريخ في “العراق”؛ هي آخر علامة على أن “إيران” تستعد لتنفيذ هجمات من خارج أراضيها ونفي المسؤولية عنها.

تهديد لحلفاء واشنطن..

مسؤولو المخابرات قالوا إن الصواريخ تُشكل تهديدًا للحلفاء والشركاء الأميركيين في المنطقة، وقد تُعرض القوات الأميركية للخطر.

وتعرضت كل من “إيران” و”العراق”، في الأسابيع الأخيرة، لاحتجاجات ضخمة وعنيفة، حيث يحتج الناس في “العراق” على تزايد النفوذ الإيراني.

وقال النائب، “إليسا سلوتكين”، وهو ديمقراطي عن “ميشيغان”؛ وعضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، في مقابلة: “لا يريد العراقيون أن يقودهم الإيرانيون، لكن لسوء الحظ، بسبب الفوضى والإرتباك في الحكومة المركزية العراقية، فإن إيران هي الأكثر استعدادًا للاستفادة من الاضطرابات الشعبية”.

كما قال مسؤولون عسكريون وفي أجهزة المخابرات؛ إن “طهران” تخوض حربًا ظلية وتضرب دولًا في الشرق الأوسط، ولكنها تخفي أصل هذه الهجمات لتقليل فرصة إثارة رد فعل أو تصعيد القتال؛ كما حدث في هجمات “أرامكو”.

التقرير يضيف أن ترسانة من الصواريخ خارج حدودها تعطي مزايا للحكومة الإيرانية في أي مواجهة مع “الولايات المتحدة” وحلفائها الإقليميين. وإذا قصفت “الولايات المتحدة” أو “إسرائيل”، “إيران”، فقد يستخدم جيشها الصواريخ المخبأة في “العراق” للرد على “إسرائيل” أو دول الخليج. مجرد وجود هذه الأسلحة يمكن أن يساعدها أيضًا في ردع الهجمات.

الصواريخ يصل مداها إلى أكثر من 600 ميل..

ولم يكشف مسؤولو الاستخبارات؛ النموذج الدقيق للصواريخ (الباليستية)، التي نشرته “إيران” داخل “العراق”، لكن الصواريخ قصيرة المدى يصل مداها إلى ما يزيد قليلاً عن 600 ميل، مما يعني أنه إذا أطلق صاروخ من أطراف “بغداد” يمكن أن يضرب “القدس”.

وسبق وأن  حذّر مسؤولو الاستخبارات الأميركية من صواريخ إيرانية جديدة في “العراق”، وشنت “إسرائيل” غارات جوية تهدف إلى تدمير الأسلحة الإيرانية المخفية، لكن منذ ذلك الحين، قال المسؤولون الأميركيون إن التهديد يتزايد، حيث يتم نقل صواريخ (باليستية) جديدة سرًا.

وقال المسؤولون إن “إيران” تستخدم الميليشيات العراقية لتحريك وإخفاء الصواريخ. وقال مسؤولون إن الميليشيات التي تدعمها “إيران” سيطرت فعليًا على عدد من الطرق والجسور والبنية التحتية للنقل في “العراق”، مما يسهل من قدرة “طهران” على التسلل إلى داخل البلاد.

قلق أميركي من عدوان إيراني وشيك..

الخبيرة في الميليشيات الشيعية التي زارت “بغداد” مؤخرًا للقاء العراقيين، “سلوتكين”، قالت إن الناس لا يولون اهتمامًا كافيًا لحقيقة أن الصواريخ (الباليستية) قد وضعت، في العام الماضي، في “العراق” من قِبل “إيران” مع القدرة على توقع العنف في المنطقة.

والأربعاء الماضي، صرح “جون سي رود”، وكيل وزارة الدفاع، للصحافيين؛ أن “الولايات المتحدة” قلقة بشأن عدوان إيراني وشيك في المستقبل القريب، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول مخاوف المسؤولين.

كما ذكرت شبكة (سي. إن. إن)، يوم الثلاثاء الماضي، عن تحذير مسؤولي المخابرات الأميركية من تهديدات جدية من “إيران” ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

وتصاعد التوتر في الخليج منذ الهجمات على “ناقلات النفط” هذا الربيع، بما في ذلك قبالة ساحل “الإمارات العربية المتحدة”، فضلًا عن ضربة صاروخية كبيرة على حقول النفط السعودية، في أيلول/سبتمبر 2019. وألقت إدارة “ترمب” وحلفاؤها الأوروبيون باللوم على “إيران”، التي نفت مسؤوليتها عن الهجمات.

واختار الرئيس “ترامب” عدم توجيه ضربة عسكرية ردًا على تلك الهجمات، لكنه سمح لقيادة “الولايات المتحدة” السيبرانية بضرب أهداف في “إيران” رغم أن مسؤولي الجيش والمخابرات قالوا إن مثل هذه الهجمات الإلكترونية من غير المرجح أن تردع “طهران”.

جزء من إستراتيجية الحرب الهجينة..

ويقول التقرير إن نشر الصواريخ في “العراق” وكذلك في “إيران”؛ من شأنه أن يسمح للحكومة الإيرانية بإثارة شكوك أولية حول مصدر الهجوم. إن إخفاء المسؤولية، ولو لفترة قصيرة فقط، هو جزء أساس من إستراتيجية الحرب الهجينة الإيرانية، حيث تحاول إبقاء خصومها تحت السيطرة والضغط عليهم دون إثارة أزمة أكبر أو حتى حرب.

وقال الجنرال “كينيث إف ماكنزي جونيور”، قائد القيادة المركزية للجيش، إنه لا يعتقد أن التعزيز الدفاعي الأميركي قد ردع “طهران”. وقال الشهر الماضي؛ إنه يتوقع أن تحاول “إيران” شن هجمات إضافية في المنطقة. وأضاف الجنرال “ماكنزي”، في مقابلة لاحقة: “إنه المسار والإتجاه الذي يتبعونه”.

تريد أن تجعلها فزاعة في المنطقة..

تعليقًا على ذلك التقرير؛ قال الدكتور “ماك شرقاوي”، الكاتب والمحلل السياسي؛ إن: “واشنطن لا تريد إشعال المنطقة، وقد سنحت لترامب الفرصة في وقت سابق، لكن إيران هي صاحبة المصلحة في إشعال الموقف الآن نظرًا للتحديات التي تواجه القيادة الإيرانية في الداخل، كما أن هناك تدخلات إسرائيلية وتلويح باستخدام القوة المفرطة؛ ما قد يحمل المنطقة إلى منعطف آخر، وإذا استخدمت إسرائيل ما لديها من قوة نووية سنكون أمام حرب عالمية ثالثة”.

وأكد “شرقاوي”: “واشنطن تريد أن تجعل من إيران فزاعة في المنطقة؛ وقد بات جليًا الآن أن واشنطن تريد ان يتحقق ما طالب به ترامب المنطقة العربية قبل عامين من إقامة (ناتو) عربي تنضم إليه إسرائيل، ولا يقتصر تعاونها على المعلومات الاستخباراتية والتعاون الأمني”، مشيرًا إلى أن: “مصر والسعودية لديها تحفظات على (الناتو العربي)؛ وترفض تحويل الأزمة إلى فتن طائفية بين السُنة والشيعة والمسألة تتعلق في المقام الأول بصراع المصالح”.

اتهام مبطن للقيادة العراقية..

فيما قال اللواء الركن “ماجد القيسي”، الخبير في الشأن العسكري والإستراتيجي إن: “إدعاءات واشنطن بنقل صواريخ إيرانية إلى العراق ليس بجديد؛ وسبق أن روجت واشنطن لمثل هذه الأمور، في آب/أغسطس الماضي”، مشيرًا إلى أنه لا توجد حاجة لدى “طهران” لنقل صواريخ إلى “العراق”، فلديها بالفعل صواريخ طويلة المدى، وبالتالي فإن إثارة هذا الموضوع هو جزء من سيناريو التصعيد والاتهامات المتبادلة بين البلدين.

وأكد “القيسي” إن: “حديث واشنطن عن نقل صواريخ إلى العراق يحمل اتهامًا مبطنًا للقيادة العراقية؛ والإدارة الأميركية ترى أن العراق أصبح جزءًا من إيران ويتعين إخراج إيران من العراق”، مشيرًا إلى أنه: “دائمًا ما تنسج هذه الموضوعات من خلال دعم بعض الفصائل، وسبق أن قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن جزء كبير من مشاكل العراق ناجم عن تدخل إيران. نعم، هناك نفوذ إيراني في العراقي، ولكن أمر خطير إذا وضعنا كل شيء يحدث اليوم هو في سياق الصراع (الأميركي-الإيراني) في ظل أزمات المنطقة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب