لأول مرة .. “سايمون بيغ” يكشف لـ”الغارديان” علاقته بالمخدرات والكحول !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

في حوار المصارحة والمكاشفة.. كشف الفنان البريطاني، “سايمون بيغ”، عن علاقته مع المخدرات لأول مرة، وبأدمان الكحوليات.

وتحدث “بيغ” عن رحلته مع الاكتئاب، وإدمان الكحول، وكيف قضى سنوات في محاولة لإخفائها، وعن الخسائر التي تكبدها بسبب إدمانه للكحوليات، وكيف أنه محظوظ حتى يكون على قيد الحياة.

أعرب، في بدايه حواره، عن سعادته بتقديم دور البطولة أمام الفنان العالمي، “توم كروز”، في الجزء الخامس من سلسلة (Mission Impossible)، وبفيلم (Ready Player One)؛ للمخرج المخضرم العالمي، “ستيفن سبيلبرغ”.

وبعد ذلك استرسل “بيغ”، البالغ من العمر 48 عامًا، حديثه عن معركته مع المخدرات، قائلاً: “عشت رحلة طويلة ومتعرجة في إدمان الكحوليات، وأحيانًا كثيرًا أشعر بالغرابة عندما أرى نفسي لازالت على قيد الحياة، فهي حقًا معجزة”.

وأضاف؛ أنه كان على دراية تامة بإصابته بالاكتئاب، منذ أن كان في الثامنة عشرة من عمره، لكن حتى عام 2005 كان يتعامل معه دائمًا عن طريق العلاج الذاتي، حيثُ كان يذهب إلى الخمارة ويشرب الكحول بشراهة حتى الثمالة، ومن هنا بدأت رحلته مع المخدرات.

وأشار إلى أنه كان يشعر بتحسب في كل مرة يشرب فيها، ولكن حالة التحسن هذه كانت لا تدوم كثيرًا ربما لساعات فقط، ومن هنا كان يضطر إلى أن يشرب مرة أخرى، وكان ويكرر ذلك مرارًا وتكرارًا عند الحاجة، ولكن بعد مغادرته إلى “لوس أنغلوس” للمشاركة في الجزء الثالث من فيلم (Mission: Impossible) عام 2006، بدأت الأمور في الانهيار، وبدأت حالته تتدهور ودخل في دوامة الإدمان، ومن هنا بدأت رحلة شاقة دامت لسنوات.

وتابع: “عندما أشاهد هذا الفيلم مرة أخرى في نسخته الخامسة، لم أصدق نفسي عندما أرى كيف كنت آنذاك، وكيف أصبحت الآن”. كان يطلق على الفترة الأولى من حياته “سنوات الأزمة”، على الرغم من أن معظم معجبيه لم يكونوا على علم بذلك، حيثُ نجح في إخفاء حالته عن الجمهور والإعلام.

ولفت إلى أنه نجح في إخفاء حالته؛ حتى عن أقرب أصدقاءه، “نيك فروست”، الذي يعتبره من أفضل أصدقاءه.

وأكمل: “يعتقد بعض الناس أن المدمنين على الكحول ومدمني المخدرات هم أشخاص متهورون لا يشعرون بالقلق، فهم ليسوا كذلك، بالعكس هم منظمون بشكل لا يصدق”.

“ماتيلدا” طوق نجاه “بيغ”..

وجاءت نقطة التحول في حياة “بيغ”؛ بعد أن ولدت ابنته الأولى، “ماتيلدا”، قائلاً أنها كانت التجربة الأكثر فتكًا في حياته، اعتقدت أن ذلك سيصلح الأشياء، ولم يحدث ذلك.

بعد عام من ولادة “ماتيلدا”، حضر “بيغ” مؤتمر (Comic-Con) في “سان دييغو”، كاليفورنيا. كان يروج لفيلمه (بول)، ولكن خلال الرحلة ذهب “awol” لمدة أربعة أيام. عند عودته إلى “المملكة المتحدة”، تحدث مع نفسه قائلاً: “لا استطيع أن أعود إلى المنزل من المطار بهذه الحالة، ومن هنا دخلت المصحة للتأهيل النفسي للعلاج من الإدمان والاكتئاب”.

من المؤكد أن كل هذا الكلام حدث أثناء عرض فيلمه في عام 2013، (The World’s End)، الذي يلعب فيه دور “غاري كينغ”، وهو رجل مصمم على إكمال حجرة شبابية مع أصدقائه لأنه يرفض الاستقالة، حتى عندما يبدأ في تعريض حياتهم للخطر.

ويعترف “بيغ”، بابتسامة: “شعرت وكأنني أخبر الناس بهذا الفيلم.. لأن هذا هو ما يشبه الإدمان”.

رغم حرصه الشديد قديمًا على إخفاء قصة إدمانه للمخدرات والكحوليات، الآن بعد أن تعافى، وامتنع بشكل كبير عن إظهار حالته للناس، يريد الآن أن يسرد معركته الشرسة مع المخدرات وإدمان الكحوليات للناس، خاصة فئة الشباب منهم، ليكون نموذج يحتذى به، قائلاً: “أنا لا أخجل مما حدث.. ولا اشعر بالحرج حيال قصتي.. بالعكس أشعر أنني بطل نحت في المقاومة والتغلب على شهواتي”.

أشتهر “بيغ” بحبه للمغامرة؛ فكان يواظب على تجسيد مشاهد الأكشن والمخاطرة بنفسه دون الاستعانة بـ”دوبلير”.

وبسؤاله عن الإصابات التي تعرض لها في أفلامه التي تنتمي لفئة “الأكشن”، يقول: “بالطبع أصبت كثيرًا، فقد أعطاني المخرج كريستوفر ماكواراري ملاحظة لإيقافه لفترة أطول قليلاً قبل أن يأخذ ضربة في مشهد القتال. لسوء الحظ، لم يعطِ البهلوان المذكرة حتى ضربني في الوقت المعتاد”.

منذ 12 سنة، تطورت علاقة العمل بين “بيغ” و”توم كروز” التي أصبحت صداقة قوية، موضحًا أن هناك “كيمياء غير عاديه” بينه وبين “كروز”، فهو من الأشخاص اللذين يرتاح في التمثيل معهم.

الاحترام يحكم علاقة “بيغ” بـ”توم كروز”..

ونفى “بيغ” ما تناقلته المواقع الإخبارية حول إجباره على اعتناقه “السيانتولوجيا”، وهي الديانة التي يعتنقها الفنان العالمي “توم كروز”، موضحًا أنه لم يحدثه عن هذه الديانة مطلقًا.

وتعرف الديانة “السيانتولوجية”، بأنها واحدة من أهم الحركات الدينية التي ظهرت وحظيت بأهتمام كبير، وربما ذلك لإتباع الكثير من مشاهير العالم لهذه الديانة.

وعن “كروز”، قال: “أعتقد أن الناس تُساء فهم كروز دائمًا، الناس يسارعون إلى تشويه سمعته بسبب زيجاته النسائية المتعددة، وعلاقته بكاتي هولمز، وأوبرا وينفري، وأنا أراها جانب خاص من حياته لا يصح لأحد أن يتدخل فيها، لكن الناس يريدون الفضيحة”.

مشروعات “بيغ” الفنية الجديدة..

يشير “بيغ” إلى رغبته المُلحة في استكشاف مناطق أخرى دون التخلي عن جذوره بالكامل. ومن المقرر أن يظهر في فيلم (Lost Transmissions)، وهو فيلم مستقل يكتبه ويخرجه، “كاثرين أوبراين”، عن منتج موسيقي مصاب بمرض انفصام في الشخصية. يقول “بيغ”: “أنه سعيد بالفيلم ويعتقد أن الشخصية التي سيجسدها قريبة منه بحكم معاناته من المرض النفسي سابقًا”. وهو حريص على التأكيد على أن “الاكتئاب” و”الشيزوفرينيا” هما حالة مختلفة. كما أنه يستعد للعمل مع “فروست” مرة أخرى على قناة (Truth Seekers) التليفزيونية، التي تدور حول فريق من المحققين الخارقين.

وبعيدًا عن العمل؛ بدا “بيغ” سعيدًا، لإقلاعه عن المخدرات والكحوليات، وهو الآن ينعم بحياة هادئة مع زوجته وكلابه في “هيرتفوردشاير”، وهو قادر على التمتع بالأبوة كتجربة كونية كان يعرفها دومًا. وهو يتباهى بكل فخر حين أخبرني بأنه قد دعا نجم (YouTube Stampylongnose) في العرض التالي: (Impossible – Fallout) حتى تتمكن نجلته “ماتيلدا” من مقابلته، فهي تعشقه كثيرًا.

السيرة الذاتية لـ”سايمون بيغ”..

ولد “سايمون بيغ”، في 14 شباط/فبراير 1970، بغلوستر، غلوسيسترشاير، إنكلترا. درس اﻷدب الإنكليزي واﻷداء، بعدها درس الدرما بجامعة “بريستول”، وكتب أطروحته الجامعية بعنون (نظرة ماركسية للسينما الشعبية والخطابات المهيمنة عام 1970). بدأت علاقتة “بيغ” بالفن في عام 1993، عندما أنتقل للإقامة بـ”لندن” ليصبح مؤدي “the stand-up comedy”، حيث نجح في لفت انتباه المنتجين إليه. بعدها شارك في عدة مسلسلات تليفزيونية؛ منها المسلسل الكوميدي (Asylum) و(Faith in the Future) و(Hippies).

تحول “بيغ” لمرحلة جديدة في حياته الفنية؛ حينما لعب دور البطولة لفيلم (Shaun of the Dead) مع صديقه “نيك فروست”. وقام بعد ذلك ببطولة عدة أعمال فنية منها: (zombie) و(Danger! 50,000 Volts!)، وكان آخرها فيلم المغامرات (Paul) عام 2011. كما شارك “بيغ” بالكتابة في بعض اﻷعمال الفنية التي قام بها. رشح “بيغ” لجائزة الكوميديا كأفضل ممثل كوميدي عن دوره في المسلسل الكوميدي (Spaced). ومنح الزمالة الفخرية من “جامعة غلوسيسترشاير” عام 2008. تزوج “بيغ” من “مورين ماكان” في عام 2005، وله أبنة عمرها ثلاث سنوات.