25 أبريل، 2024 2:59 م
Search
Close this search box.

لأن قراره الخطوة الأولى لإنجاز “صفقة القرن” .. ترامب يحتوي الاحتجاجات العربية من أجل إعلان المفاجآت !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

نشر موقع (نيوز وان) العبري مقالاً للخبيرالإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية والعربية، “يوني بن مناحم”، تطرق فيه إلى دلالات وتداعيات قرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” للإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل, معتبراً أن ذلك القرار يهدف إلى تهيئة الرأي العام العربي لإنجاز “صفقة القرن”، وأن إسرائيل ستقدم تنازلات مؤلمة. كما رصد موقف السلطة الفلسطينية الرسمية الرافض لدعوة “حركة حماس” بالتصعيد والقيام بانتفاضة جديدة.

واشنطن تسعى لإحتواء الغضب العربي..

يبدأ “بن مناحم” تحليله قائلاً: “لقد عملت الإدارة الأميركية جاهدة، خلال نهاية الإسبوع الماضي، لاحتواء موجات الغضب الفلسطينية والعربية التي أندلعت فور إعتراف الرئيس “ترامب” بالقدس عاصمة لإسرائيل, كما سعت إدارة “ترامب” إلى التمهيد لزيارة نائب الرئيس الأميركي “مايك بنس” للمنطقة”.

ومن الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الأميركية “ريكس تيلرسون”، قد أعلن أن عملية نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس ستستغرق عامين على أقل تقدير؛ وأن القرار النهائي بالنسبة لوضع “القدس” يتعلق بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين, في حين أعلن مسؤولون في البيت الأبيض أن الرئيس “ترامب” قد أبلغ “محمود عباس”، في آخر اتصال هاتفي بينهما، أن الإدارة الأميركية تعكف على إعداد مبادرة سلام جديدة سوف تُرضي الفلسطينيين.

السلطات الإسرائيلية تعمل على تهدئة الأوضاع..

يزعم “بن مناحم” أن إسرائيل تبذل من جانبها جهوداً لتهدئة الأوضاع في المنطقة، حيث لم تفرض قيوداً على دخول المُصلين، يوم الجمعة، للحرم القدسي الشريف، وحاولت قدر الإمكان تقليل أعداد المصابين الفلسطينيين عند تفريق المظاهرات الحاشدة، التي أندلعت في “القدس الشرقية” والعديد من الأماكن الأخرى في الضفة الغربية.

ولقد استمرت المظاهرات حتى بعد، يوم الجمعة، في “قطاع غزة” و”القدس الشرقية” وأكثر من عشرين موقعاً في “الضفة الغربية”، ولكن على نطاق ضيق.

ويرى المحلل الإسرائيلي أن “حركة حماس”، هي أكثر الجهات التي تُحرض على إندلاع “انتفاضة فلسطينية” جديدة ضد إسرائيل من خلال حملتها التحريضية، وإرسال مئات الشباب في إتجاه السياج الأمني الحدودي في قطاع غزة لإفتعال مواجهات مع  قوات الجيش الإسرائيلي، وأيضاً من خلال إطلاق صواريخ نحو إسرائيل.

السلطة الفلسطينية لم توقف التعاون الأمني مع إسرائيل..

يوضح “بن مناحم” أن رئيس السلطة الفلسطينية، “محمود عباس”، لم يقرر بعد الإجراءات التي سيتخذها، وهو يخشى من إصدار قرارات مستقلة دون الإحتماء بمظلة عربية وإسلامية، كما أنه لم يوقف التعاون الأمني مع إسرائيل، وما يصدر عن قيادات “حركة فتح” هو مُجرد تهديدات بإلغاء “اتفاقية أوسلو”. ولم تُسفر جميع الاتصالات الهاتفية التي أجراها رئيس السلطة الفلسطينية مع القادة العرب، وخاصة قادة “مصر والمملكة العربية السعودية والأردن”, عن صدور أي بيان ضد الولايات المتحدة في المجالين السياسي والاقتصادي.

ويبدو أن الفلسطينيين في “القدس الشرقية” و”الضفة الغربية” غير متحمسين لفكرة إندلاع “انتفاضة” جديدة، لأنهم يدركون أن قرار “ترامب” بشأن القدس يختلف عن القرار الذي كانت السلطات الإسرائيلية اتخذته لوضع بوابات إلكترونية عند مداخل “الحرم القدسي”, والتي تمكنوا من إزالتها بالمظاهرات.  لكن احتمال أن يتراجع “ترامب” عن إعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل هو أمر مستحيل، وهذا هو السبب الذي جعل “عباس” يبدي حذراً شديداً، ولم يؤيد دعوة زعيم حماس “إسماعيل هنية” إلى إندلاع “انتفاضة” جديدة.

فيما أشار المحلل الإسرائيلي إلى أن بعض القادة العرب قد أوصوا الرئيس “عباس” بالتريث قبل إتخاذ أي خطوات متهورة, وأعلموه بأن قرار الرئيس الأميركي لم يغير من الواقع شيئاً, وبأن “ترامب” ما زال متمسكاً في قراره الأخير بعملية السلام، ومؤكداً على حق المسلمين في تأدية مناسكهم في “المسجد الأقصى”، ولم يقل إن “القدس الشرقية” هي عاصمة إسرائيل؛ بل تحدث عن “القدس” بشكل عام.

خيارات رئيس السلطة الفلسطينية..

ذكر، الكاتب الإسرائيلي، عدة خيارات أمام السلطة الفلسطينية للرد على قرار “ترامب”، ومنها إمتناع  الرئيس “محمود عباس” عن لقاء نائب الرئيس الأميركي “مايك بنس”، الذي سيزور المنطقة في التاسع عشر من الشهر الجاري، بعدما تجاوزت واشنطن كل الخطوط الحمراء.

مُضيفاً أن السلطة الفلسطينية تقدمت، عبر مندوبها في الأمم المتحدة، بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الولايات المتحدة. كما تبحث السلطة الفلسطينية مع فريق من القانونيين عن السبل الكفيلة بإفشال قرار الرئيس “ترامب”، عبر سلسلة من الخطوات على الساحة الدولية، وتقديم شكوى إلى “محكمة العدل الدولية” في لاهاي، ضد بناء المستوطنات وجرائم الحرب، التي ترتكبها إسرائيل, ومناشدة دول العالم للإعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها “القدس الشرقية”. وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بمشاركة حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”. وإندلاع انتفاضة شعبية ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية.

صفقة القرن والتنازلات المؤلمة..

لقد أراد الرئيس “ترامب” أن يثبت لمؤيديه، داخل الولايات المتحدة، أنه يفي بوعده الانتخابي, والأهم من ذلك فإنه يريد تهيئة الرأي العام العربي والفلسطيني إلى أنه جاد في نواياه لصياغة مبادرة سلام جديدة في الفترة القليلة المقبلة.

ويدرك الرئيس “ترامب” أن القضية الفلسطينية لم تعد، منذ فترة، تتصدر اهتمامات العالم العربي، الذي بات ينشغل في المقام الأول بالخطر الإيراني ومحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، إضافة إلى الحرب في سوريا واليمن. ويبدو أن الرئيس “ترامب” قد بدأ في تهيئة الرأي العام الفلسطيني والعربي إلى أن “صفقة القرن” ستتطلب تنازلات كبيرة من جانبهم فيما يتعلق بـ”القدس” والسيطرة على “وادي الأردن” والكتل الإستيطانية، إضافة إلى التخلي عن حق عودة اللاجئين، مقابل قيام دولة فلسطينية مستقلة.

ويعتبر قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس عاصمة لإسرائيل، جزءاً من “العلاج بالصدمات”، الذي يستخدمه “ترامب” مع الفلسطينيين, لذا فإنهم يخشون من مفاجآت جديدة.

وإذا نجح الرئيس “ترامب” في تجاوز الأسابيع القليلة المقبلة، دون إندلاع احتجاجات عربية تهدد المصالح الأميركية، فإن ذلك سيعطيه دفعة قوية لإتخاذ مزيد من الإجراءات قبيل الإعلان عن “صفقة القرن”. ولا يجب على إسرائيل أن تُفرط في سعادتها، بعدما أعترف “ترامب” بالقدس عاصمة لها، لأنه سيتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تدفع ثمن ذلك عبر تقديم “تنازلات مؤلمة” لإنجاح “صفقة القرن”، وهذا ما يتوقعه الرئيس “ترامب” من إسرائيل، حتى يبدو في نظر العلم العربي وكأنه ينتهج سياسة متوازنة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب