23 أبريل، 2024 12:42 م
Search
Close this search box.

لأنهم فقراء من كل شئ .. كاتب إيراني : مسلمي “الروهينغيا” يبادون أمام عالم إسلامي عاجز !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

مؤخراً وبينما أثارت الهزائم المتوالية لتنظيم “داعش” الإرهابي في العراق, وتحرير مدينة “تلعفر” موجة من السعادة حول العالم، ألقت أنباء تقدم “طالبان” في المدن الأفغانية المختلفة وعملياتها المتكررة ضد المدنين والعسكريين بظلالها الثقيلة على وسائل الإعلام العالمية.

لكن, وفي زواية أخرى من العالم بعيدة عن الشرق الأوسط، ظهرت موجة من التطرف غير الإسلامي الذي يستهدف المسلمين بشكل أساسي.

وقد تنوعت هذه الجرائم التي تجري داخل دولة ميانمار بين, حرق للبيوت والاعتداء على المسلمات والصلب واحراق المسلمين أحياء، الأمر الذي لا يختلف كثيراً عن قسوة “داعش”, بحسب الاستاذ الجامعي “محمد مهدی مظاهری” في أحدث مقالاته المنشورة على موقع “الدبلوماسية” الإيراني.

لكن ولأسباب خاصة لم تلقي وسائل الإعلام الضوء على هذه الجرائم، وتقاعست كل المنظمات الدولية عن القيام بدورها الذي من المفترض أن يتجاوز الشجب والإدانة إلى الفعل، بل لم تتعهد أي من الدول الغربية بتشكيل ائتلاف لمكافحة هذا التطرف والقيام بدورها الإنساني !.. لكن ما هي أسباب الكوارث الإنسانية في ميانمار.. ولماذا تواجه رد فعل بارد من المجتمع العالمي ؟

أطول فترات الحرب الأهلية والمسلمين ضحايا..

تقع دولة ميانمار (بورما سابقاً) جنوب شرق آسيا، وتتكون تركيبتها السكانية من عرقيات وأديان مختلفة، إذ يشكل البورميون نسبة 68% من السكان، وتتوزع النسبة الباقية بين طوائف “الشان والكارن” وغيرها.

من الناحية المذهبية يدين 89% من شعب ميانمار بـ”البوذية”، و4% بـ”المسيحية”، و4% بـ”الإسلام”. وقد شهدت ميانمار منذ الاستقلال عدداً من المواجهات طويلة الأمد بين القوميات المتعددة, وأطول فترات الحرب الداخلية.

وقد شهد العام 1982 التصديق على قانون المواطنة في ميانمار, والذي أعطى حق المواطنة لعدد 135 قومية وحرمان 9 قوميات أخرى من هذه الحقوق, أكبرها القومية الإسلامية. وبالتالي لا تعترف السيدة “آنغ سان سوتشي”, رمز الديمقراطية, بوطنية المسلمين في ميانمار وتقوم بطردهم. في هذه الأجواء هرب آلاف المسلمين “الروهينغيا” من ميانمار خوفاً من عنف الأغلبية البوذية المدعومة من الجيش هناك إلى دول مجاورة مثل بنغلاديش.

مؤخراً هجرت أفواج جديدة من المسلمين “الروهينغيا” بيوتهم في أرخين, بعد تفجر موجة عنف جديدة ونزحوا تجاه حدود بنغلاديش. في غضون ذلك أعلنت بنغلاديش أنها لم تعد قادرة على استقبال لاجئين جدد، وبالتالي علقت جموع المهاجرين خلف حدود بنغلاديش لتعيش أوضاعاً مؤسفة يتهددهم الموت بسب الأمطار الموسيمة وانعدام الملاجئ.

مسلمي “الروهينغيا” من أفقر محافظات الدولة..

ميانمار واحدة من الاقتصاديات النامية حول العالم, كما يقول “مظاهري”، وتعتبر محافظة “راخين”, التي يقطنها أكثر من مليون مسلم روهينغي الأكثر فقراً في ميانمار.

وهذه المسألة تكشف النقاب عن عدم استعداد أي من الدول المدافعة عن حقوق الانسان للقيام بإجراء حقيقي حيال عمليات الإبادة التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار. من ناحية أخرى، تحول اتهام المسلمين بالتطرف والإرهاب خلال السنوات الأخيرة إلى ثيمة ثابتة لدى الدول الغربية ووسائلها الإعلامية، بينما من الصعوبة عليهم الاعتراف بالعنف والتطرف وعدم تحمل المداراة مع القوميات والمذاهب الأخرى، وتحول المسلمون في هذه الرؤية وهذه الموقف إلى ضحية رئيسة.

فالمسلمون ليسوا عملاء بالسوق الاقتصادي للبورصة العالمية كما اليهود، على حد وصف الكاتب الإيراني، حتى يمكنهم الاستفادة من الدعم الدولي، ولا سيادة لهم على وسائل الإعلام الكبرى حتى يمكنهم لفت انتباه العالم إلى ما يحدث في ميانمار.

فلا أحد للمسلمين “الروهينغيا” سوى العالم الإسلامي، هذا العالم الملئ بالاضطرابات والحروب والخلافات، لكن هناك أمل أنه لا يزال لدى العالم الإسلام القليل من القلق على أوضاع المسلمين حول العالم، وبالتالي تفعيل “منظمة التعاون الإسلامي” وسائر منظمات حقوق الإنسان الدولية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب