20 مايو، 2024 8:17 ص
Search
Close this search box.

لأنهم بمعزل عن الواقع الفلسطيني .. حملة “حظر المشاهير” تكبدهم خسائر بالملايين أموالًا ومتابعين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

في خضم تزايد الحركة الاحتجاجية العالمية ضد داعمي الحرب الإسرائيلية الهمجية على “غزة”، انطلقت حملة (حجب 2024) أو (Blockout 2024)؛ لحظر المشاهير بسبب الحرب على “غزة”، أو للدقة لموقفهم من الحرب، سواء بدعم “إسرائيل”، أو بتجاهل الحديث عن الحرب المستمرة لـ  (07) أشهر.

عن حملة حظر المشاهير بسبب الحرب على “غزة”..

الحملة الداعية لحظر حسابات المشاهير على شبكات التواصل الاجتماعي؛ بدأت غضبًا من حفل (ميت غالا-Met Gala)، حيث حضر المشاهير بأزياء فخمة، في الوقت الذي بدأت فيه “إسرائيل” حملة قصف عنيف على مدينة “رفح”.

أثارت الأزياء الفخمة والاستعراض في حفل جمع التبرعات السنوي لصالح معهد (آنا وينتور)؛ (إعلامية بريطانية-أميركية)، للأزياء؛ أثارت غضب رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وكان هناك مشهد محدد زاد من الغضب.

لحظة “دعهم يأكلون الكعك”؛ كانت اللحظة المفصلية التي حولت الغضب إلى حملة حجب، وذلك عندما قالت مؤثرة أميركية شهيرة على (تيك توك) تُدعى: “هالي خليل”: “دعهم يأكلون الكعكة” خارج حفل (ميت غالا)، وفقًا لما أشارت وسائل إعلام عالمية بينها شبكة (NBC News) الأميركية.

مشاهير منفصلين عن الواقع !

هذه الكلمات المشُّينة، التي غالبًا ما تنُّسب إلى “ماري أنطوانيت”، ملكة “فرنسا” خلال الثورة الفرنسية، أصبحت في المخيلة الشعبية مرادفة للنخبة المنفصلة عن حياة المواطنين العاجزين عن العثور حتى على الخبز، بينما يقترحون الكعك كبديل للخبز.

عارضة الأزياء الأميركية؛ التي يُتابعها نحو: (9.9) مليون على (تيك توك)، كانت ترتدي فستانًا مقتبّسًا أيضًا من أزياء الملكة الفرنسية، وقد تسبب نشر هذا الفيديو في 07 آيار/مايو، في حملة غاضبة من عارضة الأزياء، والمشاهير المنفصلين عن الواقع.

إذ تزامن الفيديو مع أزمة مجاعة يعيشها أهل “غزة”، حتى إنه قبل يومين فقط من فيديو “خليل”، قالت “سيندي ماكين”؛ رئيسة “برنامج الأغذية العالمي” التابع لـ”الأمم المتحدة”، في مقابلة صحافية، إن شمال “غزة” يُعاني من: “مجاعة شاملة”.

لذلك؛ بدأ المسّتخدمون في الدعوة لحملة الحجب تحت اسم: (Blockout)، أو (digitine) أو (المقصلة الرقمية)، في إشارة إلى المقصلة التي استخدمت لإعدام بعض القيادات الحاكمة في “فرنسا” بعد نجاح الثورة الفرنسية.

يبدو أن الحملة أثرت بشكلٍ كبير على “خليل”، ليس من الجمهور فحسّب، بل من حضور (ميت غالا). إذ قامت بالاعتذار بفيديو نشرته عبر حسابها على (تيك توك) في 10 آيار/مايو، قالت فيه إنها لم تكن لديها دعوة فعلية لحضور الحفل ولم تُشارك في الحدث إلا كمضيفة مع برنامج (أخبارE!)، وبررت استخدامها للصوت بالقول إنه كان صوتًا شائعًا على (تيك توك).

فيما ردت على أسئلة حول سبب عدم حديثها عما يحدث في “غزة”؛ بأنها: “لست على علمٍ بما يكفي للحديث عن الأمر بطريقة هادفة أو تعليمية”، ولم تذكر “فلسطين” أو “غزة” أو “إسرائيل” في الفيديو، رُغم أن هذا هو السبب الواضح للحملة ضدها.

يبدو أن اعتذارها لم يُقبل، وتأخر؛ حيث انطلقت الحملة بالفعل ضد جميع المشاهير، حيث بدأ داعمو حملة الحجب بنشر قوائم المشاهير وشركاتهم ليتم حظرها.

بدأت الحملة بأسماء أشخاص؛ مثل الممثل الإسرائيلي والجندي السابق؛ “جال غادوت”، ونجمة تلفزيون الواقع؛ “كيم كارداشيان”، والمغنية الأميركية؛ “تايلور سويفت”، والمغني البريطاني؛ “هاري ستايلز”.

لم تقتصر الحملة على العالم الغربي وحسّب؛ إذ امتدت إلى إعداد قوائم بأسماء نجوم ومشاهير عرب وحتى فلسطينيين، لم يتحدثوا عن الحرب منذ اندلاعها، أو رأى الجمهور أن مواقفهم كانت مخزية.

في المقابل؛ دعت صفحات ومنصات عراقية، للمشاركة في الحملة العالمية وحظر الفنانين والمشاهير العراقيين الذين يتجاهلون الحديث عن الحرب في “قطاع غزة” ودعم “القضية الفلسطينية” عبر صفحاتهم الرسّمية.

كيف يؤثر حظر المشاهير عليهم ؟

الهدف من هذه الخطوة هو تقليل الأرباح التي يُحققها المشاهير من خلال الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورُغم خسارة كثير من المشاهير شريحة من جمهورهم وقلة أعداد المتابعين بقيام البعض بالاكتفاء بإلغاء المتابعة، لكن بعض الخبراء يعتبرون أن الحظر أكثر تأثيرًا من مجرد إلغاء المتابعة.

يقول (إنستغرام) عن الحظر إنه يُقيّد مشاهدة منشورات الشخص المحظور وتسجيل الإعجاب والتعليق والإشارة في المنشورات أو إرسال الرسائل.

ما يعني أن الشخصية الشهيرة فقدت عددًا من متابعيها بحملة الحظر هذه، ما سيؤثر على أرقام الوصول والتفاعل المعتاد، لكن خبراء التكنولوجيا قالوا إن الحجب أكثر فعالية كاستراتيجية احتجاجية من إلغاء المتابعة.

إذ قال “إيدي بورخيس ري”؛ الأستاذ المشارك المُّقيم في جامعة (نورث وسترن-Northwestern) في “قطر”، إن تأثير إلغاء المتابعة على الجمهور العام للمشاهير ومقاييس التفاعل ضئيل للغاية.

وقال الأستاذ الجامعي الذي تتناول أعماله البحثية وسائل التواصل الاجتماعي والخوارزميات إن المشاهير يعتمدون في وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ كبير على معدلات الوصول والمشاركة لجذب الصفقات الإعلانية والحفاظ عليها.

وشرح في تصريحات لـ (الجزيرة)؛ نقلها الموقع في نسخته الإنكليزية، أنه عندما يقوم شخص ما بإلغاء متابعة أحد المشاهير، فإنه ببسّاطة يتوقف عن رؤية منشورات المشاهير في صفحاتهم الرئيسة.

لكن؛ لا يزال من الممكن أن يظهر المحتوى بشكلٍ غير مباشر من خلال صفحات البحث الخاصة بهم أو الصفحات المعتمدة على الخوارزمية؛ مثل صفحة (Instagram Explore) أو صفحات (For You) على (TikTok) و(X).

مشيرًا إلى أنه حتى غير المتابعين يشاهدون محتوى المشاهير إذا لم يحظروه، ولذلك؛ فإن إلغاء المتابعة لا يضر بشكلٍ كبير بمدى وصول المشاهير.

لكن الحظر؛ يعني قطع فرصة أي تفاعل مع المحتوى الخاص بهذا الشخص. تقليل تفاعل الجمهور وحجمه يدفع خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي إلى تقليل أولوية ترشيح هذا المحتوى لشريحة جمهور أوسع.

ما يعني أن قيام المزيد من الأشخاص بحظر أحد المشاهير، يجعل منشوراتهم أقل ظهورًا عبر المنصة ليس فقط للمسّتخدمين الذين حظروهم للتو، بل أيضًا للمستخدمين الذين كان من المحتمل أن ترشح الخوارزمية محتوى هذه الشخصية لهم.

انخفاض مستوى الوصول والظهور يمكن أن يدفع المعلنين إلى تقليص مبالغ الإعلانات أو حتى التوجه إلى شخصيات أخرى أكثر وصولاً، وهذا يترك أثرًا مباشرًا على إيرادات إعلاناتهم.

هل حققت حملة حظر المشاهير نجاحًا ؟

صحيح أن الحملة بدأت منذ أيام، وصحيح أن منصات التواصل الاجتماعي المذكورة لا توفر إحصاءات بعدد الأشخاص الذين قاموا بحظر حساب معين، إلا أن بعض المنصات والمتابعين تحدثوا عن خسارة مئات آلاف المتابعين من حسابات بعض المشاهير.

إذ ذكرت “شبكة الإذاعة الوطنية العامة”؛ (NPR)، الأميركية أن المغنية الأميركية الشهيرة؛ “تايلور سويفت”، فقدت ما يقرب من: (300) ألف متابع على (تيك توك)؛ وحوالي: (50) ألف متابع على (إنستغرام) خلال الأسبوع الماضي.

فيما ذكرت النسخة الإنكليزية لـ”هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية”؛ (TRT)، أن الممثلة والمغنية الأميركية؛ “سيلينا غوميز”، فقدت مليون متابع على (إنستغرام)؛ و(100) ألف على منصة (إكس) “تويتر” سابقًا.

وفقدت المغنية وكاتبة الأغاني؛ “بيلي إيليش”: (1.1) مليون متابع على (إنستغرام).

بينما فقدت نجمة تلفزيون الواقع؛ “كيم كارداشيان”: (780) ألف متابع على (إنستغرام).

فيما فقدت المغنية الأميركية؛ “بيونسيه”: (689) ألف متابع على (إنستغرام).

وخسرت نجمة تلفزيون الواقع؛ “كايلي غينر”: (540) ألف متابع على (إنستغرام)؛ و(53) ألف متابع على منصة (إكس) “تويتر” سابقًا.

كما خسّرت المغنية والممثلة؛ “ريهانا”: (110) آلاف متابع على منصة (إكس)، حسّب التقرير الذي نُشر يوم الإثنين 13 آيار/مايو لجاري.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب