قال الممثل الخاص للأمم المتحدة ان هناك قلقا من المرجع الديني السيد علي السيستاني والامم المتحدة من تزايد أعداد النازحين في العراق اليوم ، داعيا الى الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تحظى بقبول وطني واسع .
واضاف في مؤتمر صحفي عقده بعد لقاء استمر أكثر من ساعتين مع المرجع السيستاني ، انه نقل الى السيستاني ترحيب الامين العام للامم المتحدة بجهوده وموقفه ضد الطائفية وحماية المدنيين.
وتابع ميلادينوف ، ” تشرفنا بلقاء سماحة السيد السيستاني ونقلت له رسالة شخصية من الامين العام الامم المتحدة بان كي مون الذي رحب فيها بجهود سماحة السيد بالوقوف ضد الطائفية وحماية المدنيين “.
وأضاف ” من المهم جدا اليوم من القيادات السياسية والمجتمعية ان تتحد فيما بينها لمواجهة الازمة الحاصلة في البلاد ، وقد ناقشنا مع السيد السيستاني مجموعة نقاط اتفقنا تماما فيما بيننا عليها ، منها الحاجة الى تشكيلة الحكومة الجديدة وفق الدستور والتوقيتات الدستورية وان تحظى هذه الحكومة بقبول وطني واسع ، ودعوة كافة القيادات لان تكون هناك رؤى مشتركة لمحاربة الارهاب والطائفية والتقسيم ، مبينا ان على القيادات السياسية الابتعاد عن الخطابات الطائفية المتطرفة وتبادل الاتهامات ، ومساعدة كافة النازحين والمهجرين “.
وقال ” هناك أكثر من مليون شخص في العراق فقدوا بيوتهم نتيجة الصراع الحالي ، ونحن نشهد تيارا مقلقا والاستهداف المنظم للأقليات والمجتمعات الدينية والعرقية التي تمثل جرائم ضد الانسانية ونحن قلقون بشأن وضع النساء والاطفال لاسيما العوائل التي تعيلها النساء “.
وحول مؤتمر عمان قال ميلادينوف ” الامم المتحدة لم تدعم اجتماع عمان ولكننا نرحب بأي مبادرة تتوافق مع الدستور العراقي ونحث كافة المكونات على الانخراط والعمل معا لايجاد سبل حل ومعالجة لما يحصل ، منها الاسراع في تشكيل الحكومة بشكل عاجل والاتفاق على خطة لمعالجة مشاكل السنة والشيعة والاكراد والاقليات ، والاسراع في إقرار الموازنة الاتحادية لعام 2014 وحل المسائل العالقة بما فيها تقاسم الموارد ومن اهمها النفط والغاز وتبني مجلس الاتحاد والمحكمة الاتحادية هذه الخطوات المشروعة التي يجب على البلاد ان تمر بها ومن الواضح اجراء التعداد السكاني العام الذي طال انتظاره كما ان على القيادات السياسية المضي في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة” .
وعن ما اذا كان قد ناقش مع السيستاني أسماء مرشحين محتملين لرئاسة الوزراء ” قال “لم نتطرق او نناقش أسماء بالتحديد لأنها مناقشات يجب ان تجري في البرلمان العراقي والقيادات السياسية العراقية ، المهم اليوم ان نضع ما يجري في العراق ضمن الاطار الدولي والتأكد من ان الجميع يلتزم بالدستور وتشكيل حكومة مقبولة لكل المجتمعات “.
وبشان ملف النازحين قال “ناقشنا مطولا ملف ووضع النازحين ونتفق حول القلق لهذا الوضع يمكن ان نحدد مجموعات من هرب من داعش بإتجاه المحافظات الجنوبية وهي بحاجة الى أمور ملحة ، وهم الاقليات والاصول العرقية والدينية حيث نعبر عن قلقنا لاستهداف /داعش/ للشيعة والمسيحيين في الموصل وهنالك تقارير متعددة بالاستيلاء على املاك واموال الناس هناك ، وهناك قلق حول الاقليات الدينية والعرقية ، وهنالك مجموعة أخرى وهي التي لازالت في المناطق التي تشهد القتال واحث الجميع على التأكد لتوفير ممرات انسانية لتقديم المساعدة لهذه المجموعات وخاصة العوائل اتي تعيلها النساء” .
وعن طلب الأكراد الانفصال ، أجاب بقوله “مستقبل العراق هو بيد الشعب العراقي وهناك 60% من الشعب خرج وشارك في الانتخابات وانتخب ممثلين عنه في مجلس النواب وظيفتهم الاساسية انقاذ البلاد الان من الارهاب ومن الطائفية ومن التهديدات الاخرى التي تواجهها البلاد “./وتأتي زيارة ملادينوف في وقت تواجه مسألة مرشح رئاسة الوزراء جدلا واسعا بين القوى السياسية العراقية، بعد انتخاب رئاسة البرلمان، ففي حين ترفض اغلب الاطراف تولي المالكي ولاية ثالثة، وتعتبر سياساته الخاطئة هي من اوصلت العراق الى الكثير من المشاكل بين المكونات، على الجانب الاخر يصر ائتلافه على التمسك بتقديمه كمرشح وحيد لرئاسة الوزراء.
فيما ترفض غالبية الكتل السياسية المهمة، كالتحالف الكردستاني واتلاف متحدون للإصلاح فضلاً عن ائتلاف الوطنية، ترفض تولي المالكي رئاسة الحكومة دورة ثالثة، برغم تمسكه بذلك حتى الآن.
يذكر أن العراق يقف حالياً على مفترق طرق خطير، قد يؤدي إلى تمزقه، نتيجة تفاقم الأزمة السياسية وأعمال العنف في ربوعه، نتيجة سيطرة المجاميع المسلحة على مساحات واسعة من أرضه، وتمكنها من السيطرة على مدن كاملة، أهمها الموصل، (405 كم شمال العاصمة بغداد).