تشهد بغداد غدا الاثنين نشاطا سياسيا ودبلوماسيا دوليا عشية انعقاد مؤتمر جنيف 2 حول الازمة السورية وتواصل عمليات القوات العراقية المسلحة لمواجهة ارهاب تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية “داعش” المرتبط بالقاعدة .
وستكون هذه الموضوعات محور محادثات يجريها في العاصمة العراقية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اللذين من المؤمل وصولهما اليها لاجراء مباحثات كلا على افراد مع كبار المسؤولين العراقيين يتقدمهم رئيسا الوزراء نوري المالكي ومجلس النواب اسامة النجيفي.
وقالت مصادر عراقية اليوم الاحد أن بان كي مون سيكون في بغداد غدا لبحث التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2 حول الازمة السورية في سويسرا في 22 من الشهر الحالي والموضوعات التي سيناقشها. واشارت الى ان مباحثات المسؤول الاممي مع القادة العراقيين ستتناول الموضوعات التي سيناقشها المؤتمر من اجل التوصل الى حل سياسي للازمة السورية التي تؤكد بغداد حيادها بشأنها بين النظام والمعارضة بالرغم من الاتهامات الموحهة لها بوضع اراضي العراق واجوائه ممرا للاسلحة والرجال الى سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الاسد.
كما ستتناول مباحثات بان كي مون مع المسؤولين العراقيين الاوضاع في محافظة الانبار الغربية والمعارك الجارية فيها لطرد مسلحي دولة العراق والشام الاسلامية من مناطق في مدينة الرمادي عاصمة الانبار وعلى مدينة الفلوجة التي سيطر عليها مسلحو التنظيم. ولم يعرف بعد فيما اذا كان المسؤول الاممي سيلتقي قادة وزعماء العشائر في محافظة الانبار بهدف التوصل الى حل سياسي للازمة الامنية والسياسية في المحافظة.
وكان مجلس الامن الدولي قد اكد امس السبت عن دعمه للحكومة العراقية “في كفاحها لاستعادة السيطرة على عدد من المناطق في محافظة الانبار التي كانت سقطت بايدي اسلاميين مرتبطين بالقاعدة”.
واعرب اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر في بيان عن دعمهم للحكومة العراقية في مواجهتها لمسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة . ودان مجلس الامن هذه الهجمات واشاد بشجاعة قوات الامن العراقية في هذه المحافظة. وقال ان “مجلس الامن يعرب عن دعمه التام للجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة العراقية من اجل حماية الشعب في العرق”. واضاف ان المجلس يحث “القبائل العراقية والمسؤولين المحليين وقوات الامن في محافظة الانبار على مواصلة الانتشار والتوسع وتعزيز تعاونهم ضد العنف والرعب” .. مشددا على “الاهمية القصوى في اقامة حوار ووحدة وطنية”.
وقال ان “مجلس الامن يعرب عن دعمه الشديد للجهود المتواصلة للحكومة العراقية للمساعدة في الوفاء بالاحتياجات الامنية للشعب العراقي بأسره”. ودعا المجلس “العشائر العراقية وزعمائها في المنطقة وقوات الامن في الانبار لمواصلة وتوطيد تعاونها ضد العنف والارهاب ويؤكد الاهمية البالغة لاستمرار الحوار الوطني والوحدة”.
واليوم اعلنت السفارة الاميركية في بغداد ان نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بريت ماكورك التقى خلال اليومين الماضيين اثناء زيارته اللعراق مع وزير المالية السابق رافع العيساوي في الرمادي. واشار بيان للسفارة ان ماكورك التقى العيساوي ومحافظ الانبار احمد خلف، والشيخ احمد ابو ريشة، واشار الى الاتجاه المشجع في الرمادي المتمثل في تعاون القادة المحليين مع العشائر وتقديم بغداد الدعم لهم ، مما ادى الى طرد عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) خارح المدينة “.
واضافت ان ان ماكورك اشار ايضا الى التخطيط من اجل عزل داعش وغيرها من الجماعات المتشددة وطردها خارج الفلوجة وذلك باستخدام ستراتيجية مماثلة مع الأخذ في الاعتبار الظروف الفريدة هناك .. مؤكدا ان الولايات المتحدة ستقوم بتقديم كافة المساعدات اللازمة والملائمة لحكومة العراق وفقاً لبنود اتفاقية الاطار الستراتيجي للمساعدة في ضمان نجاح هذه الجهود.
وكان ماكورك قد التقى خلال زيارته رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي ووزير الخارجية هوشيار زيباري ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم وعددا من المسؤولين الاخرين .
وفي وقت سابق من الاسبوع الماضي اكدت الولايات المتحدة مساندتها لما اعتبرته مساع من جانب المالكي في مواجهة منظمات تنتمي للقاعدة في العراق وخاصة في محافظة الأنبار التي تشهد توترا متصاعدا منذ فضت قوات الجيش والشرطة العراقية اعتصاما لمواطنيها استمر ما يقرب من عام للمطالبة بتحسين أوضاع العراقيين السنة الذين يقولون إن حكومة المالكي تهمشهم لكنه ينفي يشدة اتباع سياسات طائفية.
.. وظريف يبحث جنيف 2 والنووي الايراني ومواجهة القاعدة
وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي نفسه ينتظر ان يصل الى بغداد غدا ايضا وزير الخارجية الايراني ضمن جولة عربية تشمل كذلك لبنان والاردن .
وسيجري ظريف الذي كان زار العراق في ايلول (سبتمبر) الماضي خلال زيارته هذه مباحثات مع القادة العراقيين حول التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر جنيف 2 حول الازمة السورية التي تدعم فيها طهران حليفها الاسد بشدة وتتبنى سياساته وتقدم له دعما عسكريا وماليا ومعنويا للانتصار على قوى المعارضة التي تقاتل لاسقاطه,
كما ينتظر ان يعرض ظريف على القادة في العراق اخر التطورات في المباحثات التي تجريها ايران مع الدول الغربية حول ملفها الامني والتي اسفرت لحد الان عن اتفاقات مبدئية يؤمل تطويرها وتوسيعها في المباحثات التي ستستأنف بين الطرفين الاسبوع المقبل.
كما ستتناول المباحثات التي يجريها وزير الخارجية الايراني في بغداد التطورات الامنية والسياسية في العراق على ضوء المعارك الدائرة في محافظة الانبار الغربية لدحر مسلحي تنظيمي داعش والقاعدة.
وكان مسؤول عسكري إيراني بارز قد اكد الاسبوع الماضي أن بلاده مستعدة لمساعدة العراق عسكرياً في قتاله ضد مسلحي تنظيم القاعدة. وقال مساعد الشؤون اللوجستية للأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال محمد حجازي “إذا طلب العراقيون ذلك فسوف نزودهم بالعتاد والمشورة، لكنهم ليسوا بحاجة إلى قوات.”
ورد على سؤال بشأن تقارير متداولة من أن العراق طلب الدعم العسكري من إيران والولايات لتنفيذ عمليات مشتركة ضد تنظيم القاعدة قائلا “لم أطلع على هذا التقرير ولكن على أي حال لو طلب العراق الدعم من إيران فإنها سترحب بالتأكيد”. وحول إذا ما كان الدعم بصورة مشتركة مع واشنطن قال “لا.. نحن ليست لنا علاقة مع أمريكا.”
وتأتي زيارة بان كي مون وظريف الى بغداد في وقت تقاتل فيه القوات العراق لانتزاع السيطرة على مدينتي الرمادي والفلوجة من ايدي مسلحي داعش.