6 أبريل، 2024 11:34 م
Search
Close this search box.

“كيهان” الإيرانية تكشف .. سقوط هياكل وأفكار النُظم العتيقة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

أثبتت “حرب غزة” وتداعياتها فقدان هياكل وأفكار “النظم العتيقة” فاعليتها في السّيطرة على المسّار الذي برز رغم أهدافها. وحين يعجز “الكيان الإسرائيلي” المُسّلح بقوة في حربه الطويلة نسّبيًا من احتواء الفلسطينيين، وحين تعجز “الولايات المتحدة”؛ باعتبارها قوة كبرى، من وقف المسّارات المناوئة عبر التحذير والإجراءات الرمزية وحتى العملية، وحين تعجز الحكومات الإقليمية في معسكر النظم العتيقة من القيام بالدور المنوط بها والمساعدة في حل الأزمة؛ وحين تتشكل التحالفات بصعوبة وتعجز على الصعيد العملي من القيام بالخطوات التي تُريد، وحين تعجز المؤسسة القانونية للنظم العتيقة؛ (أعنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة)، عن المساعدة في السّيطرة، إنما يعني تغير الأوضاع والعناصر الأساسية. بحسّب “سعدالله زارعي”؛ في تقريره المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية.

وفي ظل هذه الأوضاع، لا يمكن ترسّيم آفاق التطورات بحسّب مؤشرات قيادة النظم العتيقة. ولكن يكتسّب (اللاعبون الجدد) موضوعية مضاعفة.

وفي هذا الصّدد ثمة بعض الملاحظات التي تُجدر الإشارة إليها:

فشل في “احتواء إيران”..

01 – قبل أيام كتب معهد (تشاتام هاوس) البريطاني: “لابد من المشاركة في مواجهة التحديات الإقليمية الإيرانية. ومعهد (واشنطن) لا تميل للمواجهة الفردية. وتفرض مسؤولية الولايات المتحدة الأساسية استعادة ثقة شركاءها الإقليميين من خلال كفالة أمن هؤلاء الشركاء الفيزيائي”.

و”إيران” دولة تعرضت على مدار العقود الأربع الماضية لضغوط غربية شديدة، وتحملت أنواع من التحديات.

وتتحدث المؤسسة البريطانية عن ضرورة احتواء “التحدي الإيراني” وللتعامل مع هذا التحدي رأت من الضروري على “الولايات المتحدة” إصلاح سلوكياتها القديمة في التعامل مع الحكومات المرتبطة بها.

ويعتقد (تشاتام هاوس) والكثيرون؛ في تصدع الجبهة الغربية في مواجهة “إيران”؛ لا سيما بعد تهميش ضلعها الإقليمي. وهذا الأمر والذي أشعر الحلفاء بالاستياء من “الولايات المتحدة” ينطوي على واقع. فقبل ثلاثة أسابيع تقريبًا كتبت مؤسسة دراسية سعودية مقرها “الرياض”: “تسّعى الولايات المتحدة للتواصل مع إيران للتأثير على حرب غزة بدلًا من الحوار إلى الدول العربية، في حين أن فلسطين دولة عربية”.

وربما يتصور المعهد البريطاني والكثير من المؤسسات الغربية الأخرى، أن تهميّش دور دول كـ”السعودية ومصر والأردن والجامعة العربية”؛ فيما يتعلق بـ”حرب غزة”، سببه بالأساس فشل رُفقة دول المنطقة لـ”الولايات المتحدة” في الملفات الإقليمية والدولية.

ومن ثم اتضح أن الأوضاع تغيّرت لسببين، الأول: صمود “إيران” بذكاء في التعامل مع التعديات الغربية. الثاني: عدم استعداد العالم لتحمل مخاطر مرافقة “واشنطن” في ملفات “إيران” طرف فيها.

سقوط نظرية “ملكة البحار”..

02 – ثمة جانب هام آخر لفشل هياكل وأفكار النُظم العتيقة، وهو المواجهة مع التحديات التي فرضها المقاتلون اليمنيون في محيط “مضيق باب المندب” الاستراتيجي و”البحر الأحمر” على الغرب.

وقد تسبّبت تطورات “البحر الأحمر” في إهانة “الولايات المتحدة” ناهيك عن الأضرار بـ”الكيان الإسرائيلي”.

ولقد كان (الحفاظ على حربة التجاري والملاحة البحرية)؛ أحد أهم تبريرات التدخلات الأميركية الجائرة في العالم، وحققت بذلك مكاسّب هائلة وقوة بلا منازع.

وبينما غطوا جميع البحار اعترفوا لأنفسهم في الوقت نفسه بأحقية التفسّير للاتفاقيات والبنود القانونية البحرية. وكانوا يتصرفون على نحوٍ وكأنهم “ملوك البحار” وتُطيّعهم الشعوب الأخرى.

وكان “دونالد ترامب”؛ قد أعلن قبل أربع أو خمس سنوات، أن “الولايات المتحدة” ليست على استعداد للقيام بدور “الحارس الأمني الدولي”، وأن على الجميع دفع تكلفة تأمينه لـ”الولايات المتحدة”.

والوضع الراهن في “البحر الأحمر” أزال الستار عن أسباب عدم اهتمام “الولايات المتحدة” بالقيام بدور: “حارس الأمن الدولي”، وهو أن “الولايات المتحدة” لا تستطيع توفير الأمن للآخرين !.. لذلك وبعدما تعهد الجيش الأميركي بتأمين السفن التجارية في “البحر الأحمر”، أعلنت إحدى الشركات الإيطالية عدم استعدادها للإبحار في “البحر الأحمر”، وأنها لا تثق في فرض الأمن بواسّطة التحالف الأميركي.

ومن ثم يسّتند تحليل (تشاتام هاوس) على عدم كفاية الردع الأميركي، بقدرة القوات اليمنية على تهديد فعالية قوة الردع الأميركية؛ الأمر الذي تسبب في رفع التكلفة الغربية.

بمعنى أن الحل ليس في التحالف مع “الولايات المتحدة” من عدمه، وإنما انعدام تأثير هذه التحالفات على “إيران” والقوة الأخرى بالمنطقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب