خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
01 – الأربعاء الماضي؛ دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين “لبنان” و”الكيان الصهيوني” مرحلة التنفيذ، وكان الاعتداء الصهيوني البري على “لبنان” قد بدأ بتاريخ 01 تشرين أول/أكتوبر 2024م، حيث احتدمت الحرب بين الكيان ومقاتلي (حزب الله). بحسّب ما استهل “مسعود أكبري”، تقريره المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية.
وظاهر الأمر أن (حزب الله) كان مشغولًا بالحرب ضد “الكيان الصهيوني”، لا سيّما بعد عمليات (طوفان الأقصى)، لكن على أرض الميدان كانت المقاومة اللبنانية تُقاتل “الولايات المتحدة الأميركية وحلف الـ (ناتو)، بخلاف “الكيان الصهيوني” الذي كان بمثابة برواز الانحراف لجبهة الاستكبار والغطرسة.
كان مقاتلو (حزب الله) بالحقيقة في قتال ضد جبهة الكفر بقيادة “الولايات المتحدة الأميركية”، والتقليل من هذه الحرب كان خطأ فاحش في المعركة بين (حزب الله) و”الكيان الصهيوني”.
02 – اقتنع الكثير من الصهاينة أن إعلان وقف إطلاق النار بمثابة قبول انتصار (حزب الله)؛ واستسلام الجيش الإسرائيلي، ومن ذلك:
– تحدث رئيس الوزراء الصهيوني؛ “بنيامين نتانياهو”، عن النصر النهائي والمطلق، لكنه لم يذكر الطرف الفائز، ذلك أن وقف إطلاق النار يعني الاستسلام أمام (حزب الله). (“أفيغدور ليبرمان”؛ وزير الحرب الصهيوني الأسبق؛ ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا”)
– بهذا الاتفاق تحولت إنجازات الجيش الإسرائيلي وقادته إلى هزيمة “أمنية-ساسية” متكاملة الأركان. (“نفتالي بينت”؛ رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق).
– شهدنا أكبر كارثة في تاريخنا خلال فترة تولي “نتانياهو” رئاسة الوزراء بالتوقيع على هذا الاتفاق. (“يائير لابيد”؛ رئيس المعارضة).
– قرار الحكومة وقف إطلاق النار، خطأ فاحش؛ إذ أنه لن يُعيّد في هذه المرحلة سكان الشمال إلى منازلهم، ولن يصرف (حزب الله) عن عملياته، وفقدت “إسرائيل” عمليًا فرصة تاريخية لضرب (حزب الله). (“إيتمار بن غفير”، وزير الأمن الداخلي).
03 – تحدث (يو. إف. زيتون)؛ المراسل العسكري لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، عن صور إنزال العلم الإسرائيلي في جنوب “لبنان”؛ وغرّد: “من غير المعلوم كيف سمحت إسرائيل بهكذا انسحاب مهين؛ فقد انزل اللبنانيون صباح الأربعاء العلم الذي رفعه جنود الجيش الإسرائيلي في بيت الشعب”.
04 – يعتقد الخبراء والمراقبين في وجود ستة عوامل كانت تضغط على “الكيان الصهيوني”، وأجبرته في النهاية على قبول وقف إطلاق النار، هي:
أولًا: عدم تراجع (حزب الله) اللبناني والاستمرار في عمليات القصف الصاروخي، القصف الإسرائيلي الشديد.
ثانيًا: انعدام قدرة سكان شمال الأرض المحتلة على العودة لمنازلهم.
ثالثًا: فشل “الكيان الصهيوني” في إصلاح وتعديل القرار الدولي رقم (1701)؛ وإغلاق رئيس “البرلمان اللبناني” الباب على أي تعديلات على القرار أو إضافة مطالب جديدة.
رابعًا: فشل “الكيان الصهيوني” في فرض أي تغييّر سياسي في “لبنان” والمنطقة.
خامسًا: هزيمة “الكيان الصهيوني” على الصعيد الميداني أيضًا وفشل العمليات البرية على “لبنان”، وزيادة الخسائر وأعداد القتلى والمصابين في صفوف القوات الإسرائيلية.
سادسًا: يتعرض “نتانياهو” إلى ضغوط داخلية مضاعفة، من جانب أعضاء الحكومة والصهاينة المتطرفين، والمعارضة.
05 – الحقيقة أن وقف إطلاق النار الأخير بين “لبنان” و”الكيان الصهيوني”، هو نقطة البداية لا النهاية. ذلك أن عمليات (طوفان الأقصى)، و(الوعد الصادق) الأولى والثانية، والنفور غير المسبَّوق من الكيان الإسرائيلي قاتل الأطفال في عموم الأرض؛ لا سيّما الدول الأوروبية و”الولايات المتحدة الأميركية”، والتظاهرات الكبيرة والمتزايدة داخل الأرض المحتلة ضد “نتانياهو”، واستشراء الخلاف داخل صفوف المسؤولين السياسيين والعسكريين الصهاينة حول كيفية إدارة الحرب، وعزل “يو. إف. غالانت”؛ وزير الحرب الإسرائيلي السابق، وإفشاء وثائق “إسرائيل” سرية، وحكم “العدل الدولية” ضد “نتانياهو”، ووقف إطلاق النار أخيرًا بين “لبنان” و”الكيان الصهيوني”، بمثابة قطع الأحجية التي ستؤدي بالنهاية وبفضل الله للقضاء على “الكيان الصهيوني”.
لأن بقاء الحق قانون وسنَّة إلهية، يقول تعالى ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾. سورة الأنبياء: آية (18).