خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
بعد انتهاء حقبة الحكومة التي كانت وزارة خارجيتها في الحقيقة؛ (وزارة الاتفاق النووي)، وحصرت التعامل مع العالم في عدة دول غربية فقط، نجحت الحكومة الإيرانية الجديدة في غضون عامين؛ من استضافة دبلوماسيين من دول العالم المختلفة، وكذلك حل عدد من المسؤولين الإيرانيين ضيوفًا على دول العالم في الجهات الأربع؛ بحسب ما استهل تقرير أعدته صحيفة (كيهان) الإيرانية.
وحاليًا يعيش جهاز الدبلوماسية الإيرانية أنشط حالاته خلال العقد المنصرم؛ حيث ابتدأ وزير الخارجية؛ “حسين أمير عبداللهيان”، قبل أسبوع، جولة جديدة من الزيارات الدبلوماسية إلى دول منطقة الخليج، شملت: “عُمان، وقطر، والكويت، والإمارات”. وحظى وزير الخارجية في الدول الأربع باستقبال حافل، كان في بعضها منقطع النظير.
تبادل الدعوات..
زار “عبداللهيان”، الخميس؛ “الإمارات” وكان في استقباله بالمطار؛ “خليفة شاهين المرر”، وزير الدولة لشؤون الخارجية.
كما التقى الشيخ “محمد بن زايد”؛ رئيس “الإمارات”؛ حيث تناول الجانبين عددًا من الموضوعات المختلفة المتعلقة العلاقات الثنائية في أبعادها السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والدبلوماسية. وأعرب الطرفان عن سعادتهما من مسّار توطيد العلاقات الثنائية، لا سيما على صعيد التنسّيق والتخطيط والخطوات المشتركة التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعاون بين الجانبين؛ وبخاصة في المجالات التجارية والاقتصادية.
وخلال اللقاء سلم وزير الخارجية دعوة الرئيس الإيراني؛ نظيره الإماراتي لزيارة “إيران”؛ حيث رحب الأخير بالدعوة وأعرب عن استعداده تلبية الدعوة.
من الطريف؛ أن اللقاء عُقد في سيارة “ابن زايد” الشخصية؛ الذي نقل وزير الخارجية الإيراني من مقر القصر الرئاسي إلى مبنى “وزارة الخارجية”.
أخبار جيدة للشعب الإيراني..
ففي مؤتمره الصحافي بـ”أبوظبي”؛ أعلن وزير الخارجية الإيراني: “أن التعاون بين إيران ودول الخليج يفتح فصل جديد في علاقات المنطقة. ونحن نعمل مع هذه الدول على إزالة العقبات التي تحول التعاون الثنائي في المجالات التجارية، والاقتصادية، والسياحية، والتعاون العلمي والتكنولوجي وغيرها من الموضوعات محل الاهتمام… ومن الموضوعات التي ناقشنا مع الدول الأربع؛ (الإمارات وقطر والكويت وعُمان)، مسألة الإيرانيين المقيمّين في هذه الدول، وحصل إجماع على بعض المشكلات المتعلقة بنشاط الإيرانيين في هذه الدول كالإمارات والكويت، مع الاتفاق على ضرورة التخلص من هذه المشكلات عبر تشكيل لجنة قنصلية، للاستفادة من إمكانيات الإيرانيين في تطوير التعاون الاقتصادي. كذلك طرحنا فكرة تشكيل مجمع الحوار والتعاون الإقليمي يهتم بالتعاون الإقليمي بين الدول شمال وجنوب الخليج، وقد حظي هذا المقترح بقبول الدول الأربع”.
انعطاف واضح في التوجهات الدبلوماسية الإيرانية..
يعيش المسؤولين في الجهاز الدبلوماسي الإيراني؛ مرحلة من الانشغال نتيجة الانعطاف الواضح في توجهات السياسية الخارجية.
وكما أعلن مرشد الثورة؛ “علي خامنئي”، في لقاءه الأخير مع المسؤولين، فقد أثبتت الحكومة الثالثة عشر أن الثقة والاعتماد على الغرب لن يُجدي نفعًا، ولا يجب رهن الإمكانيات الداخلية والخارجية غير المحدودة بإقامة علاقات مع عدة دول غربية.
وذكر الجميع بالحكومة التي كانت تدعي العلم بلغة العالم، وزيارة وزير الخارجية؛ آنذاك، إلى إحدى الدول التي كانت وجهة “عبداللهيان” مؤخرًا، وكيف كان يجلس بخضوع بل ومهانة أمام حاكم هذا البلد ونشر هذه الوضعية في وسائل الإعلام العالمية.
ذلك التوجه الذي أطلق عليه المرشد مؤخرًا مُسّمى: “دبلوماسية التسّول”، لم تفشل في تحقيق إنجازات للأمة الإيرانية فقط؛ وإنما سّاهمت في إضعاف مكانة “الجمهورية الإيرانية” على الصعيد الدولي، وجرأة بعض الدول على “إيران”.
الآن وقد تغير موقف جهاز الدبلوماسية تمامًا، والترفع عن حصر العالم في “أوروبا” و”أميركا” فقط، أصبح التعامل من منطلق القوة مع الحرص على الاحترام مع المتبادل في الوقت نفسه مع سائر دول العالم، وأصبحت الأولوية لدول المنطقة وتقوية العلاقات مع المحافظة على الخطوط الرئيسة للسياسات الخارجية الإيرانية بسّماتها الثلاث: العزة والحكمة والمصلحة، من خصائص توجهات الحكومة الثالثة عشر في دبلوماسيتها الخارجية، التي رأينا جزءً من ثمارها حتى الآن، وسوف نلمس الجزء الأكبر منها في المستقبل غير البعيد.