خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
يُعاني “الكيان الصهيوني”؛ منذ قرابة الأسبوعين، ضغوطًا شملت، عمليات (الوعد الصادق)، صراع المتعاونون مع “الكيان الصهيوني” في المنطقة؛ (لا سيما تركيا والأردن)، تداعيات التعاون مع هذا الكيان، والمظاهرات العارمة ضد “إسرائيل” في الجامعات الأميركية الكبرى والعشرات من الجامعات الأوروبية، والمواجهات الأمنية والعسكرية مع طلبة وأساتذة هذه الجامعات، وتأهب “محكمة العدل الدولية” لاستصدار أحكام ضد القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”، واحتدام المواجهات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال في “الضفة”، وتصاعد وتيرة الخلافات بين أعضاء الحكومة العسكرية الإسرائيلية، وتشّديد عمليات (حزب الله) الهجومية ووصولها حتى عمق: (15) كيلومتر داخل الأراضي المحتلة، وتطوير عمليات (أنصار الله) اليمنية ضد السفن التابعة لـ”الكيان الصهيوني”، مما تسبب في بلورة منظومة من الإجراءات المتداخلة ضد الاحتلال، وهي بلا شك غير مسّبوقة في تاريخ هذا الكيان الممتزج بالعار. بحسب تقرير “سعد الله زارعي”؛ المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية.
وفي هذا الصّدد ثمة ملاحظات نُجملها فيما يلي:
خسرت الساحة..
- بعض الشخصيات الغربية المعروفة من مثل “جون مرشايمر”؛ كان قد أعلن في مداخلة مع “بيريز مورغان”، بتاريخ 27 نيسان/إبريل 2024م: “تسببّت حماقة إسرائيل بمهاجمة القنصلية الإيرانية، في إمكانية تحرك طهران باتجاه الحصول على أسلحة نووية، وأنا أقول: لو إيران نجحت بالفعل في امتلاك سلاح نووي، فلن يكون العالم مكانًا آمنًا”.
هذه العبارة؛ تعني أن الكيان الغاصب بلعبة الحرب، خسّر الساحة رُغم شبكة المستشارين الغربيين المخضرمين، وأن جبهة المقاومة تستطيع بما تملك من أوراق السيّطرة على إجراءات المنافسين المخضرمين.
والمواجهة الأخيرة بين “إيران” وعدد من القوى النووية، إنما يعكس تغييّر موازنة القوى الكلاسيكية.
خروج دول المنطقة إلى أحضان “إيران”..
- فتحت عمليات (الوعد الصادق) صفحة جديدة في المنطقة، لا تعكس فقط القوة الإيرانية، وإنما تفتح فصلًأ جديدًا من العلاقات مع الحكومات الإقليمية.
والمنطقة الآن تواجه حقيقتين سوف تميل شئنا أم أبينا إلى إحداهما، الأولى: تسببت الحكومات الغربية؛ لا سيما في “بريطانيا والولايات المتحدة”، في ضعف دول المنطقة عمليًا على مدار عشرات السنوات، من خلال فرض السيّطرة على الدول العربية وغير العربية في المنطقة، والتضحية بمصالح هذه الدول لصالح الكيان الغاصب للأراضي “العربية-الإسلامية”، وحاليًا تقف هذه الحكومات ضد شعوبها وتواجه تحديًا خطيرًا يتهدد وجودها.
والحقيقة الأخرى؛ أن هذه الدول التي تعرضت طوال الأربعين عامًا الماضية للكثير من تهديد القوى الغربية، وصلت إلى قناعة بأن هذه القوى لم تُعد تستطيع حتى في حال تحالفت معًا على هزيمتهم. وأن “إيران” ليست قوة معتّدية، وتقول للوجدان العام الإقليمي، أن هذه الدولة التي تغاضت؛ على مدّار الأربعين عامًا الماضية، عن السلوكيات العدائية لدول الجوار، لا تُمثل لهم مصدر تهديد.
كما تُدرك دول المنطقة أنها لا يمكن أن تتخذ موقف المتفرج لما يجري بين إحدى الدول الإسلامية والقوى الغربية. وفي ظل هذا الوضع، فإن خلق ترابط قوي داخل المنطقة، وبناء اتفاقيات ثنائية أو متعددة الأطراف داخل المنطقة، سوف يخلق عمق أمني طويل الأمد للجميع، ويُناهض أي أحداث أمنية غير مرغوبة.
تظاهرات طلبة الجامعات الأميركية “ظاهرة هامة”..
- انطلاق موجة التظاهرات والاعتصامات داخل الجامعات الأميركية والأوروبية الهامة، وانتقال العدوى إلى جامعات أخرى حول العالم، احتجاجًا على أحداث تقع خارج حدودها القومية، يُعتبر “ظاهرة هامة”.
ذلك أن تدفق الجموع إلى الشوارع في دولة احتجاجًا على موضوع أو حدث داخلي، على غرار ما حدث مع حركة (وال ستريت) الأميركية أو حركة (السترات الصفراء) في “فرنسا”، هو أمر طبيعي تمامًا، لكن أن تتوحد تقريبًا جامعات دولة ما حول موضوع أو أحداث تقع خارج حدودها الجغرافية والعرقية والدينية، وتخرج إلى التظاهر وتتعرض للفصل، أو التغريم المالي، أو السجن والضرب والإهانات، فإن هذه ظاهرة بالغة الأهمية وتعكس عمق الفجوة بين الأنظمة الحكومية الغربية بمحورية اليهود، ونظرة النخبة حتى في الجامعات التي تُدار بأموال اليهود وشركات تصنيع السلاح.