“كيهان” الإيرانية تجيب .. أيهما يُريد “ترمب” الطاولة أم التفاهم ؟

“كيهان” الإيرانية تجيب .. أيهما يُريد “ترمب” الطاولة أم التفاهم ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بدأت هذه الجولة من المباحثات بعد توصيات وتحذيرات المرشد المتعددة بشأن عدم إمكانية الوثوق في “الولايات المتحدة”، وضرورة القضاء على المشكلات الاقتصادية من مثل “العقوبات” عبر طرق موازية. بحسّب تقرير “جعفر بلوري”؛ المنشور بصحيفة (كيهان) الإيرانية.

انتظار نتائج المفاوضات..

وفي أحدث مواقفه؛ أشار مقام المرشد في لقاء مسؤولي النظام بتاريخ 27 نيسان/إبريل الجاري، إلى مسألة المفاوضات، في إطار الحديث عن ضرورة تنفيذ المشاريع الاقتصادية على الأرض، وتحقيق العدالة التعليمية، وترشيد في الطاقة، والمساعدة في تحقيق شعار العام، ودفع الاستثمارات والسيّولة باتجاه الإنتاج، والتأكيد على أهمية “الإنتاج” و”القضاء على العقبات التي تعوق الإنتاج”، وقال: “لا شيء من هذه القضايا يرتبط بالمفاوضات في عُمان… والمفاوضات قد تصل إلى نتائج أو لا، ونحن أيضًا لا نعول كثيرًا على هذه المفاوضات، لكننا متفائلون بقدراتنا… لا يجب ربط مشكلات البلاد بهذه المفاوضات، ولا يجب تكرار الخطأ الذي وقع في الاتفاق النووي وربط كل شيء في البلاد بتقدم المفاوضات؛ حيث راهنت الدولة، وتعطل كل شيء بما في ذلك الاستثمار حتى تتضح نتيجة المفاوضات”.

وبالنظر إلى كل ذلك؛ فإننا نعلم سبب التشاؤم الكبير تجاه الطرف المقابل، ونحن نعلم على الأرجح (أن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات)؛ ومعرفة ذلك ليس مسألة صعبة بالنظر إلى التجارب السابقة.

لا إفراط في تفاؤل أو تشاؤم..

والسؤال: لماذا لا يجب التفاؤل ولا التشاؤم بشدة تجاه هذه المفاوضات ؟ الحقيقة أن التفاؤل أو التشاؤم المفرط تجاه المفاوضات؛ إنما يعني ربط الاقتصاد ومشكلات البلاد بالمفاوضات، وبالتالي رهن حياة الشعب، وهذا أحد أسوأ السيناريوهات، وهو الأمر الذي نهى عنه مقام المرشد.

فالتفاؤل المفرط يعني تعطيل الأمور، والتشاؤم المفرط يعني منح الأعداء في الداخل والخارج ذريعة جديدة، وإعطاء الذريعة للمضاربين للعب بروح السوق ونفسيته.

وعليه فالإفراط والتفريط ليس فقط في المفاوضات بل في أي أمر مذموم؛ ودائمًا ما تكون له عواقب سيئة.

ما تريده واشنطن..

لكن لماذا تُريد “الولايات المتحدة” التفاوض؛ مع علمها أننا لا نسّعى لامتلاك سلاح نووي ؟ هناك العديد من الإجابات، مثلًا: لا يُريد الأميركيون تحت نفوذ اللوبي الصهيوني القوي، مواجهة ولو مخاطرة بسيّطة في هذا الصدد؛ حيث لا يجب أن تكون أي دولة بالمنطقة أقوى وأكثر تطورًا من الكيان الصهيوني.

عندما يُقصف النظام الصهيوني بشراسة البُنية التحتية السورية التي باتت إدارتها بأيدي عناصره، فهذا يعني أنه لا يتحمل حتى أدنى احتمال لانتهاك هذه المباديء الاستراتيجية. فإذا كانت هذه الإجابة صحيحة، فلن يكون هناك شك في أن المفاوضات النووية، ليست سوى مقدمة لإجراء مفاوضات أخرى حول القوة الصاروخية، والإقليمية، وأي موضوع آخر من شأنه زيادة قدرات بلادنا.

ربما تتعامل “الولايات المتحدة” مع المفاوضات النووية، بهدف فتح طريق المفاوضات على جميع مكونات القوة الإيرانية، وخسارتها يعني (بلا شك) الحرب، ونتائجها معروفة ! وفكر لحظة في إجابة السؤال التالي: لماذا لا يُهاجم العدو “إيران”؛ التي لا تمتلك قوة نووية، ولا قوة صاروخية، ولا مُسيّرات، وتخلت في المفاوضات عن حلفائها الإقليميين ؟

ختامًا؛ تعرضنا في هذه المقالة للحديث عن سؤالين محوريين بخصوص المفاوضات النووية، وأكدنا على ثلاث ملاحظات أساسية، الأولى: تحذير مقام المرشد من خطورة ربط الاقتصاد بنتائج المفاوضات، وتكرار أخطاء “الاتفاق النووي”.

الثانية: تحليل أسباب إصرار “الولايات المتحدة” على المفاوضات النووية رُغم العلم بعدم ميل “الجمهورية الإيرانية” لامتلاك سلاح نووي.

الثالثة: اتضح أن سلوك “دونالد ترمب”؛ وفق نظرية الفعل عن “هابرماس”، يُظهر أنه قد يسّعى إلى تحقيق انتصارات استعراضية لإشباع نرجسيته، من خلال الجمع بين الفعل الاستراتيجي؛ (الخداع والتهديد)، وادعاء التفاهم؛ (فعل تواصلي زائف).

والنتيجة هي أن المفاوضات تُعدّ أداة استراتيجية بالنسبة لـ”الولايات المتحدة”، ويجب على بلدنا العزيز أن يظل يقظًا دون إغفال تحديد الخطوط الحمراء غير القابلة للتفاوض، وألا يلعب في ساحة صممها العدو.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة