بدأ تواجدهم في العراق رسمياً في نيسان/ابريل 2016، لمساعدة القوات العراقية في محاربة تنظيم “داعش” ضمن الاستعدادات النهائية للقضاء على التنظيم في أهم معاقله بالموصل.. وبدأ انتشارهم تحت وصف “مدربين عسكريين” من أُستراليا ونيوزيلندا وأميركا وغيرها من الدول في أقوى تحالف دولي لمحاربة تنظيم إرهابي في العالم.
كذب إدعاءات المعركة العراقية الخالصة..
تصريحات رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” طالما أكدت أن معركة الموصل ستكون عراقية خالصة وأن القوات العراقية وحدها من سيحررها على الأرض دون أي تدخل من قوى خارجية، لكن يبدو أن الحكومة العراقية لم تكن صادقة في هذا الأمر أيضاً !
إذ كشف تقرير لشبكة “إيه. بي. سي” الإخبارية في التاسع عشر من نيسان/ابريل 2017، نقلاً عن مصادر متابعة للمعلومات الواردة من المعركة الأخيرة ضد “داعش” في الموصل، أن مستشارين عسكريين أستراليين وأميركيين يعملون جنباً إلى جنب مع القوات العراقية على الأرض في نقاط المواجهة المباشرة مع عناصر التنظيم الإرهابي غرب ثاني أهم المدن العراقية “الموصل”، ما يدحض إدعاءات “العبادي” وكثير من المسؤولين العراقيين أن قوات التحالف فقط تقوم بتوجيه الاستشارات دون الدخول إلى المعارك نفسها.
كيماوي غير مؤثر وأقنعة الغاز تكفي..
تدعم التقارير الغربية معلوماتها بتأكيد استهداف العسكريين الأستراليين والأميركيين وعدد من العراقيين بهجوم كيمائي بسيط – لا خطورة فيه – على يد داعش في الموصل، وأنه على الفور جرى فحص العساكر الأستراليين من قبل الأطباء الذين أكدوا على عدم تأثرهم بالهجوم لارتدائهم الأقنعة المضادة للغازات السامة.
وزارة الدفاع الأميركية بدورها سارعت لطمأنة الرأي العام الداخلي في أميركا، بأن هجوم داعش الكيماوي غير فعال ومنخفض الآثار على حد وصف “البنتاغون” نفسه.
“البنتاغون” بين أن المستشارين العسكريين الأستراليين والأميركيين كانوا مع وحدة عسكرية عراقية في ذلك الوقت غرب الموصل، وفوجئوا بهجوم كيماوي بدائي ” بائس” من قبل تنظيم داعش دون أي أضرار خطيرة.
فحص طبي واستكمال توجيه القوات العراقية..
رئيس وزراء أستراليا هو الآخر وبعد انتشار آنباء استهداف جنود ومستشاري بلاده العسكريين بكيماوي داعش، سارع للإعلان بأنه جرى فحصهم طبياً جيداً وأن القوات الأسترالية لم تتأثر بل استكملت مساعدتها وتوجيه القوات العراقية بعد الهجوم.
التقارير الغربية قالت إن داعش بالفعل أطلق قذيفة بدائية يعتقد أنها لسلاح كيماوي يحتوي على الكلور أو “غاز الخردل”، وهما المكونان اللذان يستطيع داعش توفيرهما، وأنه في غضون أيام عديدة خلال نيسان/ابريل 2017 نفذ هجومين بالكيماوي “الضعيف” ولم تتأثر أي من القوات الأجنبية المشاركة في العمليات على الأرض نتيجة إلتزامها بارتداء المهمات الواقية من الغازات السامة.
أكبر معركة في العالم مليئة بالرصاص الطائر..
كما وصفت التقارير “معركة الموصل” بأنها أكبر معركة في العالم، وأن مدينة الموصل أصبحت منطقة حرب، مليئة بالخوف والارتباك والرصاص الطائر من جميع الاتجاهات دون تمييز، وأنها تعد أهم معاقل داعش في العراق، وحسم المعركة يعتبر عنصراً أساسياً في مكافحة التهديد الأوسع للإرهاب في العالم.
القوات الحكومية العراقية بكل هذا الدعم والمساعدات الغربية والشرقية، استغرقت ثلاثة أشهر كاملة لاستعادة السيطرة على النصف الشرقي من الموصل فقط، بعد قتل الآلاف وإصابة الآلاف أيضاً بجروح عندما تقدمت القوات عبر الأحياء، التي يستخدم فيها داعش المدنيين كدروع بشرية.
90 ألف مقاتل في مواجهة 6 آلاف داعشي..
المعركة التي أطلق عليها العبادي “قادمون يا نينوى”، جيش لها العراق جحافل عسكرية من نحو 90 ألف جندي من قوات الأمن العراقية مع الحشد الشعبي – الذي عليه علامات استفهام كثيرة وتخوفات من استخدام قوته المفرطة في اعتداءات ضد السنة العُزل – وقوات “البيشمركة” في كردستان العراق، والقوات الدولية المكونة من نحو 60 دولة لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من تنظيم داعش الذي يصل تعداد عناصره بحسب آخر إحصاء لوزارة الدفاع الأميركية إلى نحو أقل من 6 آلاف مقاتل في الموصل.
تمهيد جوي مكثف قبل التحرك البري..
ورغم تعداد مقاتلي داعش القليل في الموصل، بدأت الحرب بغارات جوية مستمرة في تشرين أول/أكتوبر 2016 لاستعادة ثاني أكبر مدينة عراقية سيطر عليها داعش في حزيران/يونيو 2014، إذ أن الأسابيع التي سَبقت الهجوم البري، قَصفت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة عدداً من الإهداف في مدينة الموصل تَمهيداً للهجوم، وبدأ الجيش العراقي بالتقدم تدريجياً على المدينة.
كما استهدف سلاح الجو الملكي البريطاني بعدد من الطائرات أهدافاً لعناصر تنظيم داعش بواسطة طائرات “تايفون” و”تورنادو” وطائرات بدون طيار، شملت قصف “قاذفات صواريخ ومخزونات الذخيرة وقَطع المدفعية ومدافع الهاون” في الـ72 ساعة قبل بدء الهجوم البري.
أديرت المعارك ضد داعش في الموصل من مقر قيادة قوات التحالف الدولي على بعد 60 كيلو متراً إلى الجنوب من مدينة الموصل في قاعدة القيارة الجوية التي استعيدت من داعش، بعدها تم نشر حوالي 560 جندياً أميركياً وقاذفات صواريخ (راجمات) ومدافع “هاوترز” يحرسها اللواء القتالي 2 من الفرقة 101 الأميركية وشركة “جولف”، كتيبة 526 كتيبة الدعم.
مشاركة فرنسية مؤثرة..
فيما شاركت فرنسا بنشر أربعة مدافع “هاوترز” من نوع القصير، ونحو 200 جندي في “قاعدة القيارة”، و150 جندي فرنسي إضافيين في أربيل، شرق الموصل، لتدريب البيشمركة، كما تم نشر حاملة الطائرات شارل ديغول، مع سرب 24 طائرة رافال M إلى الساحل السوري لدعم عملية ضد داعش من خلال الضربات الجوية ومهام استطلاعية، وكذلك 12 طائرة رافال أخرى عملت انطلاقاً من القواعد الجوية الفرنسية في الأردن والإمارات.
أيضاً شهدت معركة الموصل نشر 80 جندياً من القوات الخاصة الأسترالية و210 جندي لمساعدة البيشمركة، بينما شاركت القوات الكندية في الحرب الإلكترونية باعتراض اتصالات داعش والتشويش على أي توجيه محتمل لصواريخ متطورة، وتعيين 20 جندي من الجيش الكندي بمستشفى ميداني لعلاج الإصابات الكردية.
فيما يتواجد في العراق من 1500 جندي إلى 2000 من قوات الجيش التركي، بما في ذلك 500 جندياً تركياً في مدينة بعشيقة، قاموا بتدريب 1500 من قوات المتطوعين السنة العراقيين، خصوصاً التركمان والعرب لاستعادة الموصل، بعد أن أصر “أردوغان” على تواجد قواته لمنع الهجمات الإرهابية ضد بلاده، مؤكداً على أن البشمركة طلبت المساعدة.