18 أبريل، 2024 5:21 ص
Search
Close this search box.

كيف نسجت إيران نموذج “حزب الله” داخل القوات النظامية بالبلدان العربية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

تشير الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط إلى التأثير الكاسح لإيران في المنطقة، كان أخرها إطلاق صاروخ من اليمن إلى السعودية واستقالة رئيس الوزراء “سعد الحريري”، كل ذلك بالإضافة إلى سيطرة إيران المتزايدة في المنطقة بسبب مشاركتها في الحرب ضد تنظيم “داعش” بمناطق النزاع عبر بغداد ودمشق.

ويحلل تقرير خاص نشره موقع “غلوبال ريسك إنسايتس” البريطاني، كيف تمدد إيران نموذج “حزب الله” داخل جميع دول المنطقة، بحجة الدفاع عنها وتأمين حدودها الخارجية، وأيضاً محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، في ظل تراجع قوى الجيوش العربية في المنطقة والحاجة إلى أفراد مقاتلين مدربين حتى وإن كانت ولاءاتهم مختلفة.

استخدام إيران لنموذج “حزب الله”..

إن تحقيق إيران تقدماً كبيراً في الشرق الأوسط من ناحية البحر الأبيض المتوسط؛ يعود بالنفع على إيران التي تتجنب إستخدام الخليج الفارسي، حيث أن الطريق من طهران إلى بيروت لا يسمح لقوات “الحرس الثوري” و”فيلق القدس” بنقل الأسلحة والإمدادات فحسب، ولكن أيضاً مد الأيديولوجية والنفوذ في عمق الأراضي العربية، ولذلك فإن “حزب الله” هو حلقة الوصل في خلق هذا التطور وتكرار الاستراتيجية المختبرة والمجبرة عبر دول المنطقة.

يعتبر “حزب الله” واحداً من أكثر قوات القتال الهائلة في المنطقة، بأسلحته المتطورة، ويشبه جيشاً عصرياً أكثر من ميليشيا، فأصبحت تستخدم قوات “حزب الله” المدربة تدريباً جيداً لتأمين الحدود اللبنانية مع سوريا، ووقف موجة تقدم المتمردين – وبالتالي دعم “الأسد” -، وتدريب الميليشيات في كل من سوريا والعراق.

العراق: ازدياد الميليشيات الشيعية..

تشكلت ميليشيات مثل “حزب الله” في الشرق الأوسط دون أي قيود مرتبطة بالحدود الدولية، وبدأ زخم هذه الميلشيات مع ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي عام 2014 في الدول العربية، حيث أصدر أكبر رجل دين شيعي في العراق – آية الله العظمى “علي السيستاني” – نداء لوقف الهجوم الوشيك على بغداد من قبل “داعش”، ما شجع الجماعات في مناطق النزاع على تقديم ميلشياتهم المدربة للإنضمام إلى قوات “الحشد الشعبي” الإيرانية. وقد تم دمج هذه الوحدات في الجيش الوطني العراقي بموجب قانون يوحد إدارتهم مع القوات العراقية في تشرين ثان/نوفمبر 2016.

العديد من هذه الفصائل الشيعية موالية لإيران، ومنها: “عصائب أهل الحق، حزب الله العراقي، سرايا الخراساني ومنظمة بدر”، على سبيل المثال لا الحصر. وكثيراً ما يقاتلون جنباً إلى جنب (أو على الأقل بالتنسيق) مع القوات الخاصة العراقية المدربة من قبل الولايات المتحدة. هذا يخلق مناخاً خطراً من إنتشار المعدات والأسلحة، التي ترسلها الولايات المتحدة، وينتهي بها المطاف مع أي من الميليشيات المذكورة آنفاً. ولكن هذه المشكلة ليست فريدة من نوعها بالنسبة للعراق.

وتتضح أزمة الميلشيات جلياً بعد التقدم الذي أحرز مؤخراً في “كركوك” من قبل القوات العراقية، ومعها قوات “البيشمركة”، بعدما وقعت اشتباكات كبيرة بينهما لفرض السيطرة على المحافظة. ويبقى السؤال هنا.. هل المساعدات والتدريبات، التي كانت تهدف أصلاً إلى إفادة مجموعة صغيرة من النخبة لمحاربة تنظيم “داعش”، تمددت لتصل إلى جماعات مسلحة عراقية، وكثير منهم ينفذ أهداف طهران الإقليمية ؟.. من جانب آخر، طلب البنتاغون من الكونغرس تخصيص 1.8 مليار دولار في ميزانية العام المالي 2018 لتدريب وتجهيز القوات العراقية والسورية.

سوريا: خطوات إيران داخل الجيش السوري المستنزف..

تم تشكيل مجموعات صغيرة على نهج “حزب الله” بتوجيه من إيران وتدريب “حزب الله” اللبناني. وقد استنفذ الجيش السوري قواه قبل تدخل روسيا وإيران. واعتباراً من تشرين أول/أكتوبر 2015، تشير التقديرات إلى أن القوات النظامية السورية كانت تضم 000 80 إلى 000 100 جندي. ورداً على ذلك، شكلت وحدات الدفاع المحلية لسد النقص، والمعروفة باسم “قوات الدفاع الوطني السورية”، ويقول الجنرال “إتش. أر. ماكماستر” إن حوالي 80٪ من تلك القوات التي تقاتل باسم نظام “الأسد” تابعة وكلاء إيرانيين.

لبنان: مركز استضافة التعقيدات العسكرية..

إن لبنان يحمل تعقيدات مماثلة للعراق، عند التعامل مع تدريب جيش وطني لمكافحة ما يسمى بـ”داعش” و”القاعدة”. إن القوات المسلحة اللبنانية هي خامس أكبر مستفيد للفرد من التمويل العسكري الأميركي، حيث قدمت الولايات المتحدة أكثر من 1.4 مليار دولار لبيروت منذ عام 2005، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة زودت القوات المسلحة اللبنانية في آب/أغسطس 2017، إلا أن هذه المساعدات يمكن أن تكون في خطر. وتقترح وزارة الخارجية الأميركية تخفيض ميزانية لبنان ضمن ميزانية المساعدات الخارجية لعام 2018.

ويقول الموقع البريطاني أن التعقيدات في القوات العسكرية اللبنانية ظهرت في عام 2017، عندما نسقت القوات اللبنانية مع “حزب الله” للقضاء على المتطرفين في منطقة “عرسال”، وهو ما يعني أهمية إيران في البلدان الأخرى وضروريتها للحفاظ على الإستقرار. ولكن ذلك لا يمنع وجود مخاوف واسعة من وراء تواجد إيران بهذا الشكل، حيث أن الولايات المتحدة وفرنسا قررا، قبل عام 2010، تعليق المساعدات العسسكرية للبنان بسبب الضغط الإسرائيلي وخوف تل أبيب من استخدام المساعدات لصالح “حزب الله”.

مصادر نفوذ إيران..

سواء كان “حزب الله” ينسق مع الجيش اللبناني أو فروع “البيشمركة”، التي تقاتل مع الجيش العراقي، فإن النفوذ الإيراني يبدو آخذ في الازدياد. إن الاتجاه لمواجهة هذه المجموعات المختلفة التي تدعمها إيران، على الأقل في العراق ولبنان، هو أن تقوم الولايات المتحدة بتدريب وحدات صغيرة من النخبة يمكن الاعتماد عليها بسهولة. ويبلغ عدد قوات العمليات الخاصة الأميركية في العراق وسوريا 10 آلاف، إلا أنها نخبة صغيرة العدد وكثيرة التنقل.

ومع تخفيف العقوبات على إيران، ينفتح طريق آخر لنفوذها الأعمق في الشرق الأوسط، حيث تجتاح  البضائع الإيرانية العراق، كما توفر لدمشق مليارات الدولارات من القروض وتوقيع صفقات إعادة الإعمار في مجالات الاتصالات والنفط والغاز الطبيعي والزراعة، من جانب آخر ينفذ “حزب الله” خطط طهران بغسل الأموال واستخدام نفوذها في القطاع المصرفي لتجنب العقوبات. وكانت هناك تقارير عن قيام خزينة لبنان بدفع رواتب الوزراء المرتبطين بـ”حزب الله” نقداً لتجاوز قانون منع تمويل “حزب الله” الدولي، الذي يستهدف بشكل صارم الأنشطة المالية للمنظمة في جميع أنحاء العالم. ويوجد حالياً أثنان من أعضاء “حزب الله” في مجلس الوزراء.

إختتم الموقع البريطاني تقريره بأن إيران في وضع يمكنها من ممارسة نفوذ هائل، من خلال وكلاء على غرار “حزب الله”، في جميع أنحاء الشرق الأوسط لسنوات قادمة، وهو ما يفسر كيف تتحكم إيران في المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب