6 أبريل، 2024 11:33 م
Search
Close this search box.

كيف للعراق ” الأمريكي ” أن يكون صديق الأسد وبوتين ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص /  كتابات – واشنطن 

في الوقت الذي تؤكد فيه واشنطن ان ضرباتها الجوية المشتركة مع بريطانيا وفرنسا على أهداف منتخبة تتعلق بترسانة الأسلحة الكيماوية لنظام الأسد، أدانت حكومة حيدر العبادي وهو الحليف المفترض لواشنطن، الضربات الجوية الغربية على سوريا لافتة إلى إنها تسمح للإرهاب بالتوسع في العراق والمنطقة.

وجاء موقف حكومة العبادي عبر بيان لوزارة الخارجية العراقية أفادت فيه ان الضربات الجويةالتي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد أهداف عسكرية سورية يمكن أن تعطيالارهاب فرصة للتوسع في المنطقة، ومؤكدة إن “الضربات تمثل تطورا خطيرا للغاية“.

موقف الحكومة العراقية القائل إن “مثل هذا العمل (الضربات الغربية) يمكن أن يكون لهعواقب وخيمة تهدد أمن واستقرار المنطقة ويمنح الإرهاب فرصة أخرى للتوسع بعد الإطاحةبها من العراق وإجبار سوريا على التراجع إلى حد كبير“، هو الموقف الذي ظلت تردده ايران وروسيا وسوريا، وفيه ليس مجرد التشكك من موقف واشنطن حيال الإرهاب، بل إشارة إلى علاقة امريكا بصناعة الإرهاب وتحديدا تنظيم داعش”.

ولم يعد موقف الحكم في العراق منذ عام 2012 يتقاطع مع أمريكا التي حملته إلى السلطة 2003 وحسب، بل يتماشى مع موقف روسيا وإيران، الداعمين الرئيسيين للرئيس السوريبشار الأسد، وهو ما يؤكد ان الحكم في العراق الذي يسيطر عليه الشيعة لا علاقة له بالموقف الأمريكي حتى وإن كان ظاهرا حليفا لواشنطن، بل هو يتبع بالكامل أوامر طهران ويتماشى مع سياستها.

فقد حافظ العراق على علاقات جيدة مع حكومة الأسد وإيران، بينما تلقى أيضاً دعماً عسكرياًومالياً ضخماً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. قدم التحالف العسكري الذي تقودهالولايات المتحدة الدعم الجوي والبري الأساسي لقوات الحكومة العراقية العام الماضي لإعادةالسيطرة على الموصل والمدن الأخرى التي استولى عليها داعش في عام 2014.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الشهر الماضي إنه يريدالابتعادعن الصراعبين الولايات المتحدة وإيران.

الموقف العراقي الشعبي الموالي للأسد ؟

ولم يعد الموقف العراقي في تأييد نظام الأسد حكرا على الحكومة، بل امتد ليصل الى نطاق شعبي واسع وثقافي أيضا بتأثير القوى الشيعية السياسية والميليشياوية. وهنا يعيد مثقفونعراقيون الخطأ الفادح الذي ارتكبه مثقفون عرب بشأن العراق، فقبيل حرب العام 2003 راحمثقفون عرب ينصبون انفسهم اوصياء على القضية العراقية، بل راحوا يوزعون تعبيراتالوطنيةوالتصدي للامبرياليةعلى نظام صدام والعمالةوالتحول إلى إدلاء خيانةعلى معارضيه.

اليوم يعيد مثقفون عراقيون الخطأ الفادح ذاته، فيصدرون مواقف حول سوريا، بل ينصبونانفسهم اوصياء على قضيتها، مع الاقرار ان من حق اي مثقف ان يقول كلمته اذا ما تعلقالامر بالحرية ورفض الحرب، لكن مع الاقرار ايضا بان للقضية السورية والوطن السوري ابناء مخلصين هم  الأجدر والأحق بالقول الفصل فيما خص وطنهم وقضيتهم.

اليوم يكرر مثقفون عراقيون مقاربة خطابالوطنيةفيضفونه، عن قصد او بدونه، علىالنظام الحاكم في دمشق، ومقابله خطابالعمالةوالارهابفيخصون المعارضة السوريةبه، وبقصد او بدونه، يظهرون على خط واحد معمبادرةحكومية عراقية بشأن سوريا، ابتدأت مع المالكي وتواصلت مع العبادي، التي تساوي بين الضحية والجلاد، ناهيك عن كونهاخطابا سياسيا انشائيا سمجا لا يعني شيئا، لاسيما انها تأتي من حكم عراقي مسؤول عنالكثير من الازمات في وطنه.

هنا لا يبدو الأمر إلا تطابقا شيعيا عراقيا مع الأوامر الإيرانية في الوقوف إلى جانب الأسد وإدانة أمريكا، مع إن الشيعة في العراق لم يكن ليعلو صوتهم ولا كان سيجدون أنفسهم في السلطة لولا الصواريخ  الأمريكية على بلادهم .

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب