6 أبريل، 2024 11:33 م
Search
Close this search box.

كيف غذّت حرب العراق تدمير الشرق الأوسط ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / واشنطن – كتابات
بعد خمسة عشر عامًا من بدايتها، دمرت حرب العراق البلد، وهو كان واحداً من أكثر الدول ازدهارًا في الشرق الأوسط، وزعزعت استقرار المنطقة بأكملها من خلال تكثيف الصراعات الداخلية والدينية وإثارة جماعات مسلحة جديدة، فضلا عن التكاليف الباهظة البشرية والمادية.
وتذهب مقالة نشرها موقع “كومون دريمز” إلى إنه بالإضافة إلى الجنود الأمريكيين الذين قتلوا أو جرحوا، كان للحرب تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الأمريكي. كان للحرب أيضا تأثير سلبي على معنويات القوات الأمريكية. كما كان هناك معدل مرتفع من حالات الانتحار السائدة بين العائدين من الحرب.
على غرار الأخطبوط الخبيث، وسعّت عملية الحرية العراقية المسماة “حرية العراق” من مخالبها المميتة إلى البلدان المجاورة، وحوّلت المنطقة إلى فوضى لا يمكن السيطرة عليها اليوم. وقد كتب الضابط داني سجورسين، وهو استراتيجي في الجيش الأمريكي قاتل في العراق مؤخراً، إن “تلك المهزلة المشينة اغتي مثلها الغزو أوجدت الظروف، أو أدت إلى تفاقم التوترات القائمة، والتي تثير الحروب الإقليمية اليوم”.
لقد زادت الحرب من التوتر السني الشيعي، وعززت ظهور القاعدة في العراق، وعززت إيران كقوة عسكرية في المنطقة. بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، أخذت الأغلبية العربية الشيعية دورا مركزيا في الحكومة، وهو حدث غير مسبوق في الشرق الأوسط، وهذا شجع الشيعة أيضا في جميع أنحاء المنطقة. وهذا أدى إلى تمرد السنة في العراق ضد الشيعة العراقيين، وشنوا حملة شعواء أودت بحياة عشرات الآلاف من الأرواح.
لم يكن هناك تنظيم إرهابي في العراق قبل الغزو الأمريكي والبريطاني. وظهر مثل هذا لأول مرة في العراق عام 2004، عندما شكل أبو مصعب الزرقاوي تحالفاً مع القاعدة، وتعهد بالولاء لأسامة بن لادن في مقابل إقراره كزعيم لحزب المجموعة في العراق. كانت الأهداف الرئيسية للقاعدة تتمثل بالشيعة العراقيين، الذين هاجموا خلال المواكب الدينية أو في المساجد والمزارات. بعد عام 2007 ، ضعفت القاعدة بشكل كبير بعد أن قامت الجماعات السنية التي تمولها الولايات المتحدة بـتشكيل “مجالس الصحوة” لطرد هذه المنظمة من العراق.
على الرغم من قوتها الأقل حالياً، تواصل القاعدة أنشطتها العنيفة، التي تشمل أهدافها الآن سوريا واليمن. إن القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الفرع اليمني لتنظيم القاعدة، تزدهر الآن في اليمن، مستفيدة من البيئة الفوضوية في البلاد. دولة مدمرة، هي اليمن التي لا تزال واحدة من أفقر البلدان في العالم.
في سوريا ، لا يزال تنظيم القاعدة يتمتع بوجود، وإن كان أقل قوة الآن. ولا تزال “جبهة النصرة” وريث تنظيم القاعدة الأيديولوجي وحركة تحرير الشام، وهي المجموعة التي شكلتها “النصرة”، في الغوطة الشرقية وشمال حماة ومحافظات غرب حلب، مما يساهم في إطالة أمد الحرب السورية الدامية. وفي الوقت نفسه، لا يمتلك متشددو داعش، الفرع الوحشي لتنظيم القاعدة، أي قيود في متابعة التكتيكات الوحشية لتعزيز إمارة إسلامية.
لقد أثبتت حرب العراق أنها كارثة على الشرق الأوسط. إن تدمير العراق وسوريا والدمار الذي يعصف باليمن ونكبة المنطقة بمزيد من الأسلحة والعنف مرتبطان ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، بحرب العراق.

الحرب متأصلة في الوعي الأمريكي ؟
وفيما تم إنفاق 805 مليار دولار على الحرب في العراق حتى أيلول/ سبتمبر 2016، وفقًا لمشروع تكلفة الحرب في جامعة براون، لم تحسب تكاليف العلاج الطبي والنفسي للمحاربين بالإضافة إلى التكاليف المستقبلية الأخرى، مثل الفائدة التي يحتاج إليها دافعو الضرائب لتحصيل ثمن الأموال المقترضة لتمويل الحرب. هناك أيضا ما يقرب من 4500 جندي أمريكي قتلوا في الحرب، وفقا لوزارة الدفاع، فضلا عن ما يقرب من أكثر من 200 ألف مدني عراقي قتلوا، وفقا لمشروع حساب “عدد القتلى العراقية”.
فلماذا لا تثير هذه الأرقام المزيد من الغضب ومطالب نهاية الحرب؟ وردا على هذا السؤال توضح مقالة في موقع “كولومبيا كرونيكل”: لأن الحرب كانت متأصلة في الوعي الأمريكي.
على الرغم من وجود رد فعل عنيف ضد الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي لعام 2006 بسبب الحرب، إلا أن ذلك لم ينه التدخل العسكري بل بقيت القوات الأمريكية فترة أطول في العراق، لتتطور إلى أسلوب حياة أمريكي، ومعظم الأمريكيين إما تأثر شخصياً بالحرب أو عرف شخصاً كانت للتلك الحرب آثارها عليه.
وباعتباري شخصًا لديه أخًا يخدم حاليًا في العراق (يقول كاتب المقال)، بالإضافة إلى العديد من الأصدقاء الذين خدموا هناك أيضًا، فقد شاهدت أثر الحرب على العقل. لقد رأيت رجالًا كثيرين يمزقون أو يتحطمون بسبب ما قاموا به وشاهدوه في مناطق الحرب، مثلما رأيت الجنود يعودون بإصابات خطيرة وأصبحوا مدمنين على مسكنات الألم.

يطلب منا دائمًا في أمريكا “دعم القوات”، ولكن ماذا يعني ذلك ؟
في حالة حرب العراق، يجب أن يعني ذلك مطالبة المسؤولين المنتخبين بتبرير البقاء في حرب استمرت لأكثر من 15 سنة. لقد ألحقت حرب العراق ضررا بدنيا ونفسيا لا يمكن إصلاحه بالمتحاربين وعائلاتهم وأصدقائهم، سواء في هذا البلد أو في الخارج.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب