19 مايو، 2024 10:45 م
Search
Close this search box.

كيف سترد إسرائيل ؟ .. الضربات الإيرانية على “إسرائيل” .. غيرت قواعد اللعبة بينهما !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

قامت “إيران” بأول مواجهة عسكرية مباشرة عبر مُسيّرات وصواريخ ضد “إسرائيل”، بعد عقود من تبادل الأدوار في حروب ظل يُشّنها الجانبان، جوًا وبرًا وبحرًا وسيبرانيًا، حيث دائمًا ما تستخدم “إيران” وكلائها بالمنطقة، غير أن الأمر تطور الآن إلى المواجهة المباشرة بين “طهران” و”تل أبيب”؛ وهو ما سيفتح الأبواب لتصّعيد كبير بالمنطقة، وسط توقعات بألا تتجه “إسرائيل” لتصّعيد مباشر مماثل، واللجوء لمسّارها الأول عبر حروب الظل.

وكانت “طهران” قد أطلقت مئات الصواريخ والمُسيّرات؛ ليل السبت، على “إسرائيل”، ردًا على قصف قنصليتها في “دمشق”؛ في الأول من نيسان/إبريل الجاري.

وتمكنّت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة “الولايات المتحدة” وحلفاء آخرين، من اعتراض القسم الأكبر من هذه الصواريخ والمُسيّرات.

مرحلة جديدة من التوترات..

وفي رؤيته؛ يقول “أميد شكري”، كبير مستشاري السياسة الخارجية والأستاذ الزائر في جامعة “جورج ميسون” الأميركية، في تصريحات إلى (سكاي نيوز عربية)، عن هجوم “إيران” بأنه يُمثل تصعيدًا كبيرًا في الصراع بينهما، وهو أول هجوم مباشر لـ”إيران” على “إسرائيل” من أراضيها.

ويُشير الهجوم؛ الذي يُعتقد أنه انتقامي لضربة إسرائيلية مزعومة في “سورية”، إلى الاستعداد لشّن ضربات متبادلة يمكن أن تؤدي إلى تصّعيد التوترات.

وتؤكد الإجراءات الأمنية المشّددة في “إسرائيل” وإغلاق الدول المجاورة للمجال الجوي على التأثير الإقليمي، وأن يُمثل هذا الهجوم مرحلة جديدة خطيرة من التوترات، مع احتمال نشّوب حرب أوسع نطاقًا إن لم يتم تقييّدها دبلوماسيًا.

ووفق المحلل الاستراتيجي؛ “أميد شكري”، فإن المواجهة المباشرة لن تترك ديناميكيات الصراع السابقة؛ لا سيما حروب الظل، قائلاً؛ إن الهجوم الإيراني يُشير على “إسرائيل” إلى خروج ملحوظ عن ديناميكيات الصراع السابقة، وهذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها “إيران”؛ “إسرائيل”، بشكلٍ مباشر من أراضيها، بدلاً من الاعتماد على الوكلاء أو حروب الظل، بل يبدو إنه تصّعيد كبير قد يؤدي إلى العودة إلى مزيد من المواجهات السرية وغير المباشرة أيضًا.

مخاوف من تزايد التصّعيد الإقليمي..

وعن تأثيرات الخروج من حروب الظل للمواجهة المباشرة؛ يرى “أميد شكري” التالي أن هذا التحول من تكتيكات “حرب الظل” السرية إلى المواجهة العلنية يُزيد من خطر حدوث المزيد من التصّعيد الإقليمي والصراع الأوسع، الذي قد يشمل “الولايات المتحدة”.

تثُير المخاوف بشأن الانتقام والضربات المضادة من الجانبين شبح صراع إقليمي أوسع، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على المشهد الجيوسياسي الأوسع.

استخدام الهجمات الإلكترونية..

وكشف تقرير لصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ أن الرد الإسرائيلي على هجوم “إيران” الأخير: “قد لا يكون عسكريًا”، بل ربما يكون هجومًا إلكترونيًا.

وناقشت حكومة الحرب الإسرائيلية، الاثنين، كيفية الرد على الهجوم الجوي غير المسّبوق الذي شنّته “إيران”، بشكلٍ يضمن عدم إثارة غضب الحلفاء الدوليين أو إهدار فرصة لبناء تحالف دولي استراتيجي ضد “طهران”.

خيارات لإرسال رسالة..

وحسّب (واشنطن بوست)؛ التي نقلت عن مسؤول مطلع على النقاشات رفيعة المستوى، طلب رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، من الجيش الإسرائيلي تقديم خيارات للأهداف التي يمكن ضربها في “إيران”.

وقال المسؤول إن “إسرائيل” تبحث خيارات من شأنها أن: “تبعث رسالة؛ لكنها لا تتسّبب في وقوع إصابات”.

وتشمل هذه الخيارات: “ضربة محتملة على منشأة في طهران، أو هجومًا إلكترونيًا”، وفقًا للمسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثات.

وكان قادة “إسرائيل” تعهدوا بالرد على هجوم “إيران” غير المسّبوق، ليل السبت.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي؛ “هرتسي هاليفي”، الاثنين، خلال زيارته قاعدة (نيفاتيم) جنوبي البلاد، إن “إسرائيل”: “سترد على إطلاق هذا العدد الكبير جدًا من الصواريخ وصواريخ (كروز) والمُسيّرات على أراضي دولة إسرائيل”.

وبث الجيش مقطعًا مصورًا قصيرًا يُظهر فجوة غير عميقة على طول جدار، ناتجة من مقذوف إيراني لدى سقوطه على القاعدة العسكرية.

ولاحقًا؛ قال المتحدث باسم الجيش؛ “دانيال هغاري”، من القاعدة نفسها: “نقوم بكل ما هو ضروري لحماية دولة إسرائيل، وسنفعل ذلك في المناسبة والوقت اللذين نختارهما”.

من جهتها؛ استعرضت الصحف الإسرائيلية عددًا من سيناريوهات الرد المحتمل لـ”إسرائيل” على الهجوم الذي شنّته “إيران” بالطائرات المُسيّرة والصواريخ، ونقلت عن خبراء ومحللين رؤيتهم لما يجب أن تفعله “إسرائيل” في الفترة المقبلة.

تغيّير قواعد اللعبة..

وذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية؛ أنه من الواضح أن الهجوم الجوي الإيراني على “إسرائيل” قد غيّر قواعد اللعبة بين البلدين، ونقلت آراء (04) خبراء في هذا الشأن.

ويرى اللواء احتياط “يعقوب عميدرور”؛ أن هناك حاجة إسرائيلية للرد على “إيران”، وهناك خياران جيدان، إما الاستفادة من الهجوم الأخير لمهاجمة “إيران”، أو التوصل إلى اتفاق مع “الولايات المتحدة الأميركية” للدخول إلى “رفح”؛ بهدف القضاء على (حماس)، مسّتطردًا: “لقد حان الوقت لاستخدام ائتماننا الدولي”.

وأضاف “عيدرور”؛ أنه لا توجد أولوية بين الهدفين، ومن الناحية النظرية يمكن أن يحدثا في الوقت نفسه، مشيرًا إلى أنه إذا لم تندلع الحرب مع “إيران”، فمن الممكن العمل مع الأميركيين على الجبهة اللبنانية، واصفًا كل تلك الخيارات بأنها جيدة.

فرصة يجب استغلالها..

أما الجنرال الإسرائيلي؛ “يعقوب ناجل”، فرأى أن اعتراض الأنظمة الدفاعية في “إسرائيل” لأكثر من: (90%) من التهديدات، لا ينبغي أن تُقلل من الثمن الذي يجب دفعه على الإطلاق، مشددًا على أن “إسرائيل” بحاجة إلى رد كبير ضد “إيران” على الأراضي الإيرانية.

معتبرًا أن ما حدث فرصة يجب استغلالها؛ ليس فقط للتأثير على “طهران”، ولكن لإظهار أن “إسرائيل” قادرة على ذلك، وعلى مهاجمة الغاز والنفط الإيراني، بالإضافة إلى المنشآت النووية والمؤسسات الحكومية.

استكمال المهمة في “غزة”..

ويقول الجنرال الإسرائيلي؛ “يوسي كوبرفاسر”: “يجب ألا تكون إسرائيل راضية عن نفسها، وعليها أن تجد الرد المناسب، لأن الإيرانيين يقولون إنهم يُغيّرون قواعد اللعبة”.

وتابع: “حتى وفقًا لهذه القواعد الجديدة، نحتاج إلى أن نكون العامل المهيّمن، لنُظهر لهم أن هناك ثمنًا يجب دفعه، ومن ناحية أخرى، علينا أن نتذكر أننا نُريد التركيز على استكمال المهمة في غزة والحفاظ على علاقات جيدة مع الإدارة الأميركية، ولا ينبغي لنا أن نشعر بالرضا عن النفس، ولكن يتعيّن علينا أن نجد الاستجابة المناسبة”.

ويرى رئيس (الشاباك) السابق؛ “يعقوب بيري”، أن “إسرائيل” ليس أمامها خيار سوى الرد للحفاظ على مكانتها كقوة كبيرة في الشرق الأوسط، وفضّل “بيري” عدم التطرق لشكل وطبيعة الرد، مسّتطردًا: “ولكننا بحاجة إلى الهجوم باستخدام الوسائل التكنولوجية وغيرها، وإسرائيل لديها القدرة على القيام بذلك”.

خطط الجيش الإسرائيلي..

وتحت عنوان “الجيش الإسرائيلي يوصّي بالرد.. وهذه هي الخطة”، ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، أن الجيش لديه سلسلة من الخطط الهجومية المتنوعة ضد “إيران”، وبعد الهجوم على “إسرائيل”، يُريد الجيش الإسرائيلي استخدام تحالف دولي يتم تشّكيله: “لإعادة إيران إلى حجمها”، موضحة أن الجيش يرى أن مثل هذا الرد ضروري للحفاظ على الردع.

وعلمّت الصحيفة الإسرائيلية أن المسؤولين في الجيش أوصّوا بضرورة الرد على “إيران” بعد الهجوم العداوني. وأوضحت أنه عقب الهجوم تم طرح الموقف في جميع المناقشات الأخيرة مع المستوى السياسي، لكنها رأت أن مثل هذا التحرك “معُّقد للغاية”، وأن شّن هجوم في نفس وقت الهجوم الإيراني كان غير صحيح، مشيرة إلى أن قادة الجيش يرون أن الحادث لم ينّتهِ بعد، ويجب النظر في حجم العملية ونطاقها.

وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يوليّ أهمية كبيرة لبناء تحالف ضد “إيران”، والذي لا يسّتغرق تشّكيله سوى أيام قليلة بقيادة “إسرائيل” والأميركيين، عن طريق دمج القوات والاتصالات بأنظمة الإنذار والكشف، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يُريد تسّخير ذلك التحالف ضد “إيران” كّونها: “تهديدًا كبيرًا يضُر بالسلام العالمي وعلى وشك أن يُصبح نوويًا”.

ووفقًا للصحيفة؛ لدى الجيش الإسرائيلي سلسلة من الخطط الهجومية المتنوعة، ويعرف كيفية تنفيذ هجمات إلكترونية ضد البُنية التحتية المدنية والموانيء، واغتيال العلماء، وشّن هجمات على مصانع الطائرات بدون طيار وبالطبع إمكانية إطلاق الصواريخ.

استهداف مسؤولين إيرانيين..

واعتبرت (يديعوت أحرونوت) أن الاختبار الحقيقي لـ”إسرائيل” سيكون في اللحظة التي يتم فيها استهداف مسؤولين إيرانيين كبار آخرين في “سورية”، والذين يعملون على تنفيذ أعمال عنف ضد “إسرائيل” وعلى بناء قدرات (حزب الله)، متسّائلة: “هل سيوافق الجيش الإسرائيلي على مثل هذه العمليات التي كانت جزءًا من المعركة بين الحربين ؟”.

وتحت عنوان: “هكذا تستطيع إسرائيل هزيمة إيران”، نقلت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية عن البرفيسور “عومير زناني”؛ مدير وحدة الأمن السياسي في مؤسسة (بيرل كتسنلسون)، حديثه بشأن كيفية تعامل “إسرائيل” مع الجبهة الجديدة التي انفتحت مع “إيران”، وقال إن السياسة الحالية ستجّلب لـ”إسرائيل” حربًا إقليمية.

وأضاف “زناني”؛ أن الهجوم الصاروخي وبالطائرات المُسيّرة يُمثل بداية حقبة جديدة في الصراع بين “إسرائيل” و”إيران”، حيث تحول الصراع من الظل إلى المواجهة المباشرة، ولأجل إدارة هذا الصراع بطريقة ذكية وفعالة، على “إسرائيل” أن تُصّمم استراتيجية جديدة الآن.

العمل ضمن “تحالف دولي”..

ووصف احتواء “إسرائيل” للهجوم الإيراني؛ يوم السبت: بـ”النجاح الباهر”، وقال أنه من أجل أن تكون الحرب ضد “إيران” ناجحة وفعالة، يجب ألا تعمل “إسرائيل” وحدها، ولكن كجزء من “تحالف إقليمي” بقيادة “الولايات المتحدة”، يُحارب “إيران” بحكمة وتصميم.

وشّدد على ضرورة الحفاظ على هذا التحالف وتحصّينه وتعزيزه حتى يكون استراتيجيًا من شأنه عزل “إيران”، وعلى العمل دائمًا بالتعاون والتنسّيق الكامل مع “الولايات المتحدة”، مسّتطردًا: “المواجهات غير الضرورية مع بايدن؛ هي عقبات غير ضرورية وتُّضر بالتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة وتُضّعف الاستعداد ضد إيران”.

الخروج من “حرب غزة”..

وأضاف أن استمرار التوترات مع الإدارة الأميركية؛ فيما يتعلق بالحرب في “غزة” وأزمة “رفح”، يُشّكل حجر عثرة، ومن أجل إعطاء التهديد الإيراني الاهتمام الذي يسّتحقه، لن يكون هناك خيار سوى تصميم استراتيجية خروج من الحرب في “غزة”، مما سيُّساعد في حل التوترات مع “الولايات المتحدة”؛ وكذلك مع الدول العربية الصديقة.

وأشار “زناني” إلى أن “إسرائيل” لن تتمكن من تعزيز التحالف الإقليمي طالما استمرت الحرب في “غزة”، وطالما ظلت المشكلة الفلسطينية دون حل، موضحًا أن: “الجبهة الشمالية؛ وعودة السكان إلى منازلهم، والتقدم السياسي في مواجهة الفلسطينيين، والعلاقات بين إسرائيل والعالم، والتهديد الإيراني والساحة الفلسطينية، أمور متشّابكة، ولجميعها حلٍ واحد”.

ورأى أن النهج الذي اتبعته “إسرائيل” كان نهجًا خطيرًا وفاشلاً تجاه “إيران”، وأدى إلى تحويلها إلى “دولة عتبة نووية”، وتم هذا الأمر جزئيًا تحت رعاية رئيس الحكومة الحالي؛ “بنيامين نتانياهو”، مسّتطردًا: “عاجلاً أم آجلاً، استمرار هذه السياسة سيّجلب علينا حربًا إقليمية ليس لنا فيها ما نكسّبه، وسنخسّر منها الكثير، إن مواجهة إيران تتطلب تحركًا صبورًا وتعاونًا إسرائيليًا إقليميًا أميركيًا وكثيرًا من الاعتبارات”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب