12 مارس، 2024 5:14 ص
Search
Close this search box.

“كيت بلانشيت” : لن نعود إلى نقطة الصفر بشأن حقوق المرأة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

لم تكن هي المرة الأولى التي تذهب فيها، “كيت بلانشيت”، إلى “مهرجان كان السينمائي” منذ عام 1997، كممثلة، لكن هذا العام تلعب دورًا أكثر أهمية بكثير في “مهرجان كان”، التي تذهب إليه هذا العام كرئيس لهيئة المحلفين.

يذكر أن فعاليات “مهرجان كان السينمائي الدولي”، في دروته الـ 71، إنطلق، أمس الثلاثاء وتستمر حتى 19 أيار/مايو الجاري في مدينة “كان” الفرنسية، وقد أنشأ القائمون على “مهرجان كان السينمائي” خط هاتفي ساخن للإبلاغ عن حوادث التحرش الجنسي التي قد تحدث أثناء المهرجان.

في مقابلة صريحة وواسعة النطاق مع مجلة (فارايتي) الأميركية، تحدثت الممثلة الحائزة على جائزة “الأوسكار” مرتين، عن القمع المزمن الواقع على المرأة، وغياب الفرص لديهن، وهيمنة الذكور على صناعة السينما.

كيت بلانشيت..

تعهدت “بلانشيت” في حوارها، وهي من بين العديد من النساء البارزات في هوليوود، بدعم مبادرة “تايم آب” المناهضة للتحرش الجنسي.

“لن نعود إلى نقطة الصفر”.. هكذا أكدت “بلانشيت” في حوارها، التي تطرقت فيه لقضايا المرأة وحقوقها في السينما، لافتة إلى أن المنتجين تعاملوا مع المرأة على أنها قطعة ديكور فقط.

تهاجم الممثلة الأسترالية، “بلانشيت”، 48 عامًا، الظلم الفاضح في الأجور في هذه الصناعة، وتكشف لأول مرة أنها مثل الممثلات الآخريات؛ “غينيفر لورنس” و”ميشيل وليامز” و”كلير فوي”، حُرمن من التعويضات التي تتناسب مع نظيرتها من الرجال، وعانين من قلة الأجور مقارنة بالذكور.

وكشفت “بلانشيت”، لأول مرة، عن علاقتها بالمنتج السينمائي الأميركي، “هارفي واينشتاين”، التي سبق واتهمته بالتحرش الجنسي.

“بلانشيت”، وهي مواطنة أسترالية، تعيش الآن خارج لندن مع زوجها وأطفالها الأربعة.

تم تعيينها سفيرًا للنوايا الحسنة للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2016، وذهبت إلى “بنغلاديش” لزيارة مخيمات اللاجئين والعيادات الصحية والمركز النسائي. كما ذهبت في بعثات إلى “لبنان” و”الأردن” للاجتماع باللاجئين وعديمي الجنسية الذين نزحوا بسبب الصراع السوري.

ووصفت “بلانشيت” نفسها بأنها؛ “شخصية غريبة للغاية”، تعشق المغامرات، وتجربة الأشياء الجديدة.

حاورتها مجلة (فارايتي) الأميركية؛ بصفتها رئيسة الدروة الـ 71 لـ”مهرجان كان السينمائي”، للغوص في تفاصيل شخصيتها أكثر..

السياسة تفرض نفسها على الفنان..

“فارايتي” : قلت أنك شخصية تتسم بالغرابة .. لماذا ؟

“كيت” : أنا مهتمة باستمرار بفتح أبواب غير مرئية لم آراها ولم يراها أحد.. أحب المغامرات، وأبحث دائمًا عن الحقيقة، حتى إذا كلفتني حياتي.. ذات يوم تحدث معي عن ارتفاع معدل الإتجار بالأطفال الذي يمر عبر “أتلانتا” بسبب المطار الدولي، فقررت أن أفتح هذا الباب للتحقيق فيه.

“فارايتي” : هل أنتِ من الفنانات اللواتي يهتممن بالشأن السياسي ؟

“كيت” : السياسية هي التي تفرض نفسها على الفنان الآن.. فنحن مجبرين وليس مخيرين، فالعالم أصبح الآن يتحدث في السياسة.. التحرس الجنسي سياسة، إفتقار الأخلاق سياسة، القمع الواقع على المرأة سياسة أيضًا.. لا أعرف لماذا يجب أن نصل إلى الحضيض قبل أن يحدث التغيير، ولكن أشعر بإيجابية حقاً إزاء الخطوات الإيجابية الحتمية نحو المساواة بين الرجل والمرأة في حقوق العمل.

“فارايتي” : هل ترين أن المرأة الآن حصلت على حقوقها في المساواة ؟

“كيت” : إلى حد ما.. يجب الاعتراف بذلك، أشعر أن السد قد كسر، كانت هناك شقوق في السد لفترة طويلة بشكل لا يصدق، وكنا نحاول وضع نوع من المعجون عليها. والأمر لا يقتصر على النساء فقط، وأنما المساواة في التنوع العرقي، مهمتنا هي أن نكون مبدعين، لكن أحد وظائفنا الأساسية كفنانين هو أن نعمل دون خوف. وأعتقد أننا لا ندرس على الإطلاق القضايا المطروحة في صناعتنا.

جزء من صناع القرار في هوليوود محافظ ومُعقد..

“فارايتي” : هل تعتقدين أن مبادرة (50/50) بحلول عام 2020 سوف تُشغل النساء الأدوار القيادية، أم أنه حلم ؟

“كيت” : هذا يرجع إلى إرادة وعزيمة النساء، فإذا استطعت أثبات أنفسهن سيحصلن على ما يبتغن.

“فارايتي” : وبالنظر إلى النجاح الهائل في نجاحات مثل “Blue Jasmine” و”Wonder Woman” و”Gravity” و”Arrival” وغيرها، من الممكن أن تعيد هوليوود نظرًا في المرأة ؟

“كيت” : جزء من صناع القرار في هوليوود، الذي تشير إليه، هو محافظ أو خائف أو معقد. ولكن وسط هذا نجحت المرأة في فرض هيمنتها على شباك التذاكر، يوجد الآن العديد من المنصات المدمرة. إذا لم تلتزم هوليوود وتكون جزءًا من هذا المستقبل الحقيقي، فسيتم تركها في الغبار.

أجور غير عادلة داخل هوليوود..

“فارايتي” : أصبح التفاوت في الأجور مشكلة ساخنة لعدد من كبار الشخصيات النسائية.. بصفتك أحد أكبر النجوم في العالم، هل تشعرين بأنك لن تحصلِ على حصتك العادلة ؟

“كيت” : تمامًا، أنا مثل هؤلاء الكثيرات من النجمات اللاتي عانين من الإضطهاد ولم يحصلن على حصتهن العادلة مقارنة بالرجال، فقد إعتذرت مؤخرًا على مشروع سينمائي جديد، بسبب تدني الأجر.

لم أتحدث عن مشكلة الأجور للإعلام، خشيًا من الهجوم الحاد الذي يواجه كل فنانة تتطرق في الحديث عن هذه الأمور، فقد تعرضت “غين لورانس” لانتقادات حادة عندما خرجت وصرحت عن مشكلة عدم المساواة في الأجور بين الجنسين، وتم اتهامها بالغطرسة والجشع.

أحب أن أقول شيئًا للإعلام، نحن لسنا نعمل في صناعة النفط أو في الصناعة المصرفية، هناك بعض الأرباح التي يتم توزيعها. إذا كان الفاعل يقدم مساهمة عميقة ومحورية، فعندئذ يجب أن يتقاضى أجرًا وفقًا لذلك. وعندما تكون تلك المكافأة مختلفة، فقط بسبب نوع جنسك، فهذا أمر سخيف.

ناشطة نسوية..

“فارايتي” : هل تعتبرين نفسك ناشطة نسوية ؟

“كيت” : نعم بالتأكيد.. لم أفهم أبدًا الوصمة حول ذلك، لأنه في الحقيقة أنا أدافع عن المساواة.

“فارايتي” : وقد تم إسقاط العديد من الشخصيات الإعلامية القوية؛ مثل “هارفي وينشتاين” و”مات لوير” و”تشارلي روز”، بسبب إدعاءات بسوء السلوك الجنسي. هل يتم فعل ما يكفي للقضاء على جميع الجناة ؟

“كيت” : هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، ويجري القيام به. وبالطبع، فما حدث للمنتج السينمائي، “هارفي واينشتاين”، ليس كافيًا ولكن مرضيًا، وأشكر كل من ساعد الضحايا في الحصول على حقوقهن.

وكنت مؤيدًا بشكل عام للنساء اللائي تقدمن وتحدثن عن الإساءة إليهن جنسياً.

“فارايتي” : هل سبق لكِ أن تعرضت للتحرش الجنسي ؟

“كيت” : نعم، هناك طبقات وطبقات للتحرش الجنسي، لقد كانت مضايقة فقط.

“فارايتي” : لقد عملت على عدد من الأفلام للمنتج “هارفي وينشتاين”، هل تعرضت للتحرش الجنسي أو التصرف بشكل غير لائق ؟

“كيت” : “هارفي وينشتاين” تصرف معي بطريقة غير لائقة، حيثُ كان يقول لى في كثير من الأحيان لسنا أصدقاء، فلم أكن صديقة له.

“فارايتي” : وماذا كان يقصد بذلك ؟

“كيت” : لأنني لم أكن أفعل ما يطلبه مني من ممارسات جنسية غير أخلاقية.

“فارايتي” : هل تعتقدين أن نهاية “واينشتاين” سوف تكون السجن ؟

“كيت” : أتمنى ذلك، الاغتصاب القانوني جريمة.

“فارايتي” : هل تدعمين حركة “Time’s Up” المناهضة للتحرش الجنسي ؟

“كيت” : نعم وبقوة، فهي إنشأت لمساعدة الضحايا الذين ليس لديهم القدرة على جمع الأموال للدفاع عن أنفسهم والتحرك نحو المساواة في مكان العمل، والعدالة والسلامة.

“فارايتي” : وفي النهاية ما الذي ستسعين إليه في “مهرجان كان السينمائي” بصفتك رئيس هيئة المحلفين ؟

“كيت” : أولًا أنا سعيدة بالمنصب جدًا، وسأفعل ما بوسعي لتحقيق المساواة بين الجنسين، سواء في اختيار الأفلام أو في مشكلة تحسين الأجور، كما أن النساء في دورة المهرجان، هذا العام، أعتقد أنهن أخذن حقوقهن، وهي بداية وليست نهاية، ففي الدورات القادمة سوف تأخذ حقوقها أكثر من ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب