19 أبريل، 2024 11:24 ص
Search
Close this search box.

كوريا الشمالية تفتتح “2019” بتهديد أميركا .. وترامب يهديء الوضع بتوقع قمة ثانية في شباط المقبل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بدأ عام 2019 بتهديدات من “كوريا الشمالية” لـ”أميركا”، وهو ما قوبل بالتهدئة من جانب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، حيث قال الزعيم الكوري الشمالي، “كيم جونغ-أون”، إنه لم يغير موقفه بشأن نزع السلاح النووي بالكامل، ولكنه قد يضطر إلى إتخاذ “نهج جديد” إذا استمرت “الولايات المتحدة” في مطالبة بلاده بإتخاذ إجراء أحادي الجانب.

مضيفًا، في كلمته بمناسبة العام الجديد، أن عملية نزع السلاح النووي ستحقق تقدمًا أسرع إذا إتخذت “الولايات المتحدة” إجراء في المقابل. وتابع؛ أنه مستعد للقاء الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، في أي وقت.

وقال “كيم جونغ-أون”، في خطاب متلفز بثته وسائل الإعلام المحلية الرسمية في “كوريا الشمالية”، الثلاثاء الأول من كانون ثان/يناير 2019، إنه: “إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بتعهداتها التي قطعتها على نفسها أمام العالم أجمع، وإذا أصرت على استمرار عقوباتها وممارسة الضغوط، قد لا نجد أمامنا خيارًا إلا البحث عن طريقة لحماية سيادتنا ومصالحنا”.

داعيًا أيضًا، “كوريا الجنوبية”، إلى وقف التدريبات العسكرية مع “القوى الخارجية”؛ والتي تشمل استخدام أسلحة إستراتيجية، وطالب بإستئناف المفاوضات متعددة الأطراف من أجل إقامة نظام سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية.

كما حذر الزعيم الكوري الشمالي أن بلاده قد تغيّر نهجها إذا أبقت “الولايات المتحدة” العقوبات التي فرضتها على خلفية ملف “بيونغ يانغ” النووي.

“ترامب” يوافق على لقاء “كيم”..

ومن جانبه؛ أعرب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، عن تطلعه للقاء زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”، قائلاً في تغريدة على صفحته في، (تويتر)، أمس الأربعاء: “أتطلع للقاء الرئيس كيم؛ الذي يدرك جيدًا أن كوريا الشمالية تمتلك إمكانات اقتصادية هائلة”.

كما أعلن “ترامب” أنه تلقى رسالة من زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”، وكشف عن الإعداد لعقد اجتماع مشترك.

وقال “ترامب”، خلال اجتماع مع الحكومة الأميركية في “البيت الأبيض”، حيث أدلت “كريستين نيلسن” بإفادة عبر الفيديو عن دخول المهاجرين غير الشرعيين لـ”الولايات المتحدة”، إن حربًا عالمية ثالثة كانت ستقوم مع “كوريا الشمالية”، لكن الآن العلاقات بين البلدين جيدة.

ودافع الرئيس الأميركي، في حديث إلى الصحافيين بـ”البيت الأبيض”، عن مفاوضاته مع “كيم”، لافتًا إلى أنه “لم يؤكد أبدًا سرعة تخلي بيونغ يانغ عن الأسلحة النووية”.

تحول غير مسبوق في المسار الدبلوماسي..

وكان خطاب “جونج-أون”، العام الماضي في نفس المناسبة، تحولاً غير مسبوق في المسار الدبلوماسي لدولته، خاصة على مستوى العلاقات مع “كوريا الجنوبية” و”الولايات المتحدة”.

وناقش الزعيمان الأميركي، “دونالد ترامب”، ونظيره الكوري الشمالي؛ قضية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، في حزيران/يونيو الماضي، أثناء القمة التاريخية التي جمعت بينهما في “سنغافورة” منتصف العام الماضي، وهي القمة الأولى من نوعها بين رئيس أميركي في منصبه وزعيم “كوريا الشمالية”.

ولم تسفر المفاوضات التي دارت بين الجانبين في هذا الشأن عن نتائج ملموسة حتى الآن.

التقارب بين الجانبين؛ جاء بعد التجارب الصاروخية التي أثارت حالة من استياء المجتمع الدولي، خاصة وأنها كانت تجارب صواريخ (باليسيتية) عابرة للقارات؛ زعمت “كوريا الشمالية” إنها يمكن أن تصل إلى “الولايات المتحدة”، مما أثار حربًا كلامية بين “بيونغ يانغ” و”واشنطن” تبادل خلالها “ترامب” و”جونغ-أون” الإهانات والتهديدات بالدمار النووي.

“كوريا الشمالية” تخضع لمجموعة من العقوبات من قِبل “مجلس الأمن”؛ بسبب التجارب النووية المحظورة التي تقوم بها “بيونغ يانغ” في إطار برامج تطوير صواريخ (باليسيتية) وأسلحة نووية.

وأعلن “كيم جونغ-أون”، في خطاب العام الماضي، مشاركة بلاده في “الأولمبياد الشتوية”، التي استضافتها “كوريا الجنوبية” لتحسين العلاقات بين الجانبين.

وبعد جهود دبلوماسية من الجانبين، في نيسان/أبريل الماضي، التقى زعيم “كوريا الشمالية” بنظيره الكوري الجنوبي، “مون جاي”، في قمة جمعتهما في المنطقة الحدودية المشتركة.

اتفاق يسوده الغموض..

وتكرر الاجتماع مرتين بعد ذلك التاريخ، لكن “التاريخية” منهما هي التي شهدت مشاركة الرئيس الأميركي في “سنغافورة”، في حزيران/يونيو الماضي.

وخلال اجتماعاتهما؛ وقع الجانبان، الأميركي والكوري الشمالي، اتفاقًا يسود الغموض لغته استهدف تحسين العلاقات والعمل في إتجاه تحقيق نزع السلاح النووي.

ومنذ إنعقاد هذه القمة التاريخية، لم يتحقق الكثير من التقدم على مستوى نزع السلاح النووي، إذ لم يتجاوز ما حدث مجرد ظهور قدر من التفاؤل حيال مستقبل العلاقات بين البلدين.

وبينما أوقفت “كوريا الشمالية” تجاربها الصاروخية والنووية، لم تظهر أية إشارة من قِبل “بيونغ يانغ” إلى أنها تعمل في إتجاه نزع السلاح النووي الكامل والمحقق الذي طالبت به “الولايات المتحدة”.

وفي محاولة لإظهار حُسن النية؛ فككت “كوريا الشمالية” بعض المنشآت النووية، لكن مزاعم ظهرت مرجحة أنها مستمرة في برامج تطوير أسلحة نووية.

توقع بإنعقاد قمة ثانية في شباط المقبل..

ومن جانبه؛ توقع الرئيس “ترامب” إنعقاد قمة ثانية مع “كيم جونغ-أون”؛ بحلول شباط/فبراير المقبل، لكن هذه التوقعات لم تتأكد بعد.

كما توجد خططًا لسفر “جونغ-أون” إلى “سيول”، عاصمة “كوريا الجنوبية”، لحضور قمة مع نظيره الكوري الجنوبي، لكن هذه الخطط لم تتأكد بعد أيضًا.

يقصد التهديد ليس أكثر..

عن تحذيرات “كيم”، قال الكاتب الصحافي والخبير في الشؤون الكورية، “محمد صلاح”: “إن ما قصده زعيم كوريا الشمالية بالنهج الجديد؛ هو التهديد ليس أكثر”، مشيرًا إلى أنه قد يكون لديه خطة للضغط على “واشنطن” من خلال “الصين” وحربها التجارية مع “الولايات المتحدة”؛ واستخدامها كورقة للمفاوضة.

ولفت “صلاح” إلى أن المسألة تحمل العديد من التعقيدات، حيث إنه من أجل إقامة سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية يجب أن يكون هناك عدد من الأطراف؛ وليس فقط “الولايات المتحدة” و”كوريا الشمالية”، ولكن أيضًا “الصين” و”روسيا”، مضيفًا أنه في هذا الإطار يجب أن تتخلى “واشنطن” عن الأسلحة الإستراتيجية والأسلحة القابلة لحمل روؤس نووية، المتواجدة في سواحل “كوريا الجنوبية”، وليس فقط نزع النووي من “كوريا الشمالية”.

يعود لنقطة الصفر..

وتقول صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ إن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، يعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى فيما يتعلق بعلاقات “واشنطن” مع “بيونغ يانغ”.

وألقت الصحيفة الأميركية، في تحليل على موقعها الإلكتروني، الضوء على الرسالة التي ألقاها الزعيم الكوري الشمالي بمناسبة بدء العام الجديد، والتي حذر فيها من أن بلاده لن تتخلى عن برنامجها النووي في حالة إبقاء “الولايات المتحدة” العقوبات الاقتصادية عليها.

وترى (نيويورك تايمز) أن قائمة مطالب “كوريا الشمالية”، الأخيرة، كانت مؤشرًا واضحًا على أن “قمة سنغافورة” التاريخية، حزيران/يونيو الماضي، لم تغير شيئًا في شكل العلاقات بين البلدين، لاسيما وأنها تضمنت أشياء مألوفة طالبت بها “بيونغ يانغ” في مناسبات سابقة؛ مثل إيقاف العمليات العسكرية المشتركة بين البلدين، والإنتهاء من “معاهدة السلام” التي تُنهي الحرب بين الكوريتين، وسحب القوات الأميركية من المنطقة، وإيقاف كافة أنشطتها النووية هناك.

لم تغير الكثير..

من جانبه؛ قال “إيفانز ريفير”، دبلوماسي أميركي مُخضرم ورئيس سابق للجمعية الكورية، إن “قمة سنغافورة” لم تُغير الكثير، خاصة وأن “بيونغ يانغ” أعلنت رفضها للتعريف الأميركي لنزع السلاح.

ويرى “ريفير” أن كلا الجانبين يتبنى وجهة نظر مغايرة تمامًا عن الآخر، فـ”الولايات المتحدة” تريد أن تتخلى “كوريا الشمالية” عن ترسانتها النووية، فيما ترى الأخيرة أنه على “واشنطن” أن تفعل المثل فتنهي أنشطتها النووية وتسحب قواتها من شبه الجزيرة الكورية.

أحرزت تقدمًا متواضعًا..

في المقابل؛ يُشكك الرئيس الأميركي، ووزير خارجيته، “مايك بومبيو”، في هذه الرواية، ويؤكدان أنهما تمكنا من تحقيق إنجاز دبلوماسي أنهى صراعًا كاد أن يكون من أشرس الصراعات المسلحة في العالم، ويدللان على ذلك بأن الزعيمين قالا إنهما يريدان الاجتماع مرة أخرى.

فيما يرى البعض أن “قمة سنغافورة” أحرزت تقدمًا متواضعًا، فقد مرّ 13 شهرًا منذ أن اختبرت “كوريا الشمالية” سلاحًا نوويًا أو صاروخًا طويل المدى، وهو ما يعتبره “ترامب” و”بومبيو” مؤشرًا على حُسن نوايا “بيونغ يانغ” وصدقها بشأن التخلي عن ترسانتها النووية.

في الوقت نفسه؛ تشير الصحيفة الأميركية إلى التقارب الشديد بين الكوريتين، وتحسن العلاقات الملحوظ بين البلدين بعد الجمود الذي سيطر عليها لسنوات عدة.

وصل عدد أسلحة كوريا الشمالية إلى 60 سلاحًا..

والآن؛ بعد وصول عدد الأسلحة النووية التي تملكها “كوريا الشمالية” إلى ما بين 20 إلى 60 سلاحًا، تقول (نيويورك تايمز) إنه على سيد “البيت الأبيض” أن يقرر ما إذا كان عليه أن يعمل على فرض المزيد من القيود عليها، أو التمسك بالدفاع المستميت عن نهجه، والتأكيد على النجاح الدبلوماسي الذي حققه في عامه الأول بالرئاسة.

ويرى عدد كبير من مستشاري “ترامب”، الحاليين أو من غادروا “البيت الأبيض”، أن الرئيس الأميركي لا يكترث كثيرًا بعدد الأسلحة التي تملكها “كوريا الشمالية”، ولكن ما يهمه حقًا هو أن يُنظر إليه باعتباره الرجل الذي أنهى الحرب الكورية.

وبحسب “ريفير”؛ ترغب “بيونغ يانغ” في الإحتفاظ ببرنامجها النووي، وإشراك “الولايات المتحدة” في عملية تهدف إلى تحسين علاقاتها بالعالم، وطمأنة “واشنطن” بأنها لن تستخدم هذه الأسلحة النووية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب