خاص : ترجمة – آية حسين علي :
تسببت التوترات التي تشهدها الساحة الدولية جراء إطلاق كوريا الشمالية لقنبلة هيدروجينية, في تنامي المخاطر الجيوسياسية وارتفاع مستويات القلق والترقب على المستوى العالمي.
وارتفع مؤشر المخاطر الجيوسياسية مسجلاً أعلى مستوى له, منذ غزو العراق في 2003، إذ وصل إلى 290 نقطة، وفقاً لصحيفة “أوك دياريو” الإسبانية.
وبما أن الاقتصاد مرآة السياسة، فمن المتوقع أن تلقي هذه الأزمة بظلالها على المستوى الاقتصادي، ودلت المؤشرات الأولية إلى تأثر أسعار الذهب والفضة، ذلك بسبب لجوء جزء كبير من المتعاملين إلى الملاذات الآمنة, مثل “الذهب والفضة”، كما شهدت أسعار العملات العالمية تغيراً كبيراً.
تجربة هيدروجينية ناجحة لبيونغ يانغ..
نفذت كوريا الشمالية, الأحد الماضي, تجربة نووية جديدة, إذ قامت بإطلاق قنبلة هيدروجينية متطورة يمكن تحميلها على صاروخ عابر للقارات، وأكدت بيونغ يانغ أن التجربة تمت بنجاح بعد التمكن من تقليص حجم القنبلة لتحميلها على متن صاروخ.
ووفقاً لتقديرات مركز المسح الجيولوجي الأميركي, فإن هذه التجربة تسببت في إحداث هزة أرضية اصطناعية بقوة 5.6 درجات على مقياس “ريختر”، وذكر مركز حكومي تابع لبيونغ يانغ أن إطلاق الصاروخ تسبب في هزة أرضية أكثر قوة بمقدار 9.8 مرات من الهزة التي تسببت بها التجربة السابقة.
وتعتبر هذه التجربة هي سادس اختبار نووي تجريه كوريا الشمالية, بعد التجربة الأقوى التي نفذتها في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، ضاربة بعرض الحائط كل التحذيرات الدولية والرفض الأممي.
الولايات المتحدة تهدد بالرد على كوريا الشمالية..
من جانبه، هدد وزير الدفاع الأميركي، “جيم ماتيس”، بالرد بقوة على تهديدات بيونغ يانغ، إذا ما مثلت تهديداً لأمن بلاده أو أحد من حلفاءها، موضحاً أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى تدمير كوريا الشمالية بالكامل, لكنها تؤكد على قدرتها على الرد.
من جانب آخر، وصف الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تحركات كوريا الشمالية بأنها عدوانية خطرة للغاية على الولايات المتحدة، وهدد بقطع العلاقات الاقتصادية مع أي دولة تتعامل مع بيونغ يانغ.
إدانات دولية لتجارب بيونغ يانغ..
تلقت التجربة السادسة لبيونغ يانغ إدانات دولية واسعة، ووصفتها الرئاسة الفرنسية بـ”استفزازات كوريا الشمالية”، وطالبت بتدخل الدول لوقفها ومطالبة بيونغ يانغ بتفكيك برامجها النووية والصاروخية.
وطالبت كوريا الجنوبية بفرض عقوبات دولية على جارتها الشمالية وعزلها بالكامل.
وذكرت وكالة أنباء “يونهاب” الكورية, أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تجريان مباحثات بخصوص نشر قاذفات قنابل استراتيجية ومجموعة من حاملات الطائرات الأميركية النووية في شبه الجزيرة الكورية.
وطالبت الصين حليفتها الدبلوماسية, كوريا الشمالية, بالكف عن التصعيد والإلتزام بضبط النفس.
تجربة العراق ملهمة لكوريا الشمالية..
ذكر الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، في مؤتمر صحافي على هامش قمة “بريكس”, أن الحل الوحيد للتعامل مع محاولات كوريا الشمالية هو المضي في طريق الجهود الدبلوماسية وتفعيل القانون الدولي, لأنها لن تتخلى عن برامجها تحت أي ضغط، وأوضح أن بيونغ يانغ تعلمت من تجارب “ليبيا والعراق” وسوف تستمر في تطوير برنامجها النووي.
وأضاف أن الرئيس العراقي الراحل، “صدام حسين”، مات شنقا ودُمِرت بلاده عندما امتنع عن صنع أسلحة الدمار الشامل.
الأزمة تلقي بظلالها على أسعار الذهب والفضة والعملات..
تسببت هذه الأحداث في زيادة الطلب عالمياً على “الذهب”, باعتباره أحد الملاذات الآمنة، ووصل إلى أعلى سعر له منذ 11 شهراً، إذ ارتفع في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 1335.36 دولار للأوقية، وكان سعر الذهب قد وصل إلى ذروته منذ انتخاب الرئيس الأميركي في تشرين ثان/نوفمبر الماضي.
كما ارتفعت أسعار الفضة، وهو ما يمكن تفسيره على أنه إشارة إلى ارتباط اللجوء إلى الملاذات الآمنة, مثل الذهب والفضة, بالتوترات الموجودة على الساحة الدولية بسبب تجارب كوريا الشمالية.
وعلى مستوى العملات الصعبة، انخفضت قيمة العملة المحلية الكورية الشمالية “وون” أمام الدولار الأميركي والين الياباني.