“كورونا” يزلزل الأسواق الأوراق المالية العالمية .. والأكثر ثراء يحصدون خسائر بالمليارات !

“كورونا” يزلزل الأسواق الأوراق المالية العالمية .. والأكثر ثراء يحصدون خسائر بالمليارات !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

شهد شهر شباط/فبراير الماضي؛ تذبذب أسواق الأوراق المالية العالمية إلى حد يسبب القلق بسبب الرعب من تفشي فيروس “كورونا” المستجد، وخلال الأسبوع الأخير من الشهر؛ مُنيت الشركات الكبرى بخسائر ضخمة، وبلغ حجم التراجع الذي سجلته أسهم الشركات التي يملكها أو يُديرها الأشخاص الأكثر ثراء في العالم 444 مليار دولار.

وخلال الأسبوع الماضي؛ تهاوت مؤشرات عالمية للبورصة من بينها؛ المؤشر الأميركي، (دو جونز الصناعي)، بمعدل 12%، وهي أكبر خسارة له منذ الأزمة المالية العالمية التي ضربت الأسواق عام 2008، أي قبل 12 عامًا، ومنذ مطلع العام الجاري هبط المؤشر بنسبة 11%، كما فقد مؤشر (ستاندرد آند بورز) 11.5% من نسبته في تعاملات خمسة أيام فقط.

يأتي هذا التهاوي بعدما بدأت الشركات الكبرى، الشهر الماضي، بقيم سوقية كبيرة تجاوزت التريليون دولار، وفي مقدمتها “آمازون” و”ألفابيت”، المالكة لـ (غوغل)، و(مايكروسوفت)، لكنها شهدت تذبذبًا واضحًا وبقيت ما بين الارتفاع والانخفاض، وأُطلق على الأسبوع الأخير من الشهر اسم “الأسبوع الدموي”؛ لأنه شهد أسوأ أداء للأسهم، لكن الخبراء لاحظوا أن الشركات العاملة في التكنولوجيا كانت أكثر صمودًا؛ لذا كان من المتوقع أن تشهد الأسواق تعافيًا، خلال الأيام الأولى من شهر آذار/مارس الجاري، وهو ما حدث بالفعل.

الأشخاص الأكثر ثراءً..

ركزت أنظار الخبراء على أسهم الأشخاص المُدرجين ضمن قائمة (بلومبيرغ) للشخصيات الأكثر ثراءً في العالم، لأنها نظرًا لكونها عالية القيمة فإن أي خسائر بها تقدر بمبالغ كبيرة، وبلغت مكاسب هؤلاء في البورصة على مدار الشهرين الماضيين، منذ مطلع العام الجاري، 78 مليار دولار فقط، بينما مُني 3 فقط منهم هم؛ مؤسس شركة “آمازون”، “جيف بيزوس”، ومؤسس “مايكروسوفت”، “بيل جيتس”، ورئيس مجموعة “LVMH” للباس الراقي، “برنارد أرنولت”، بخسائر تُقدر بـ 30 مليار دولار خلال جلسات الأسبوع الدموي.

وشهدت أسهم مؤسس شركة “سبيس إكس” لتقنيات استكشاف الفضاء، “إيلون مسك”، الذي يأتي في المركز الـ 25 في قائمة الأثرياء، خسائر بنحو 9 مليارات دولار، ليحقق بذلك رابع أسوأ أداء في البورصة في 5 أيام متتالية، وبلغت خسائر أسهم مدير شركة تشغيل السفن “كارنيفال كوربوريشان”، “ميكي آريسون”، مليار دولار.

وتُعتبر ثروات 80% من المُدرجين في قائمة الأكثر شراءً في خطر كبير بسبب فوبيا فيروس “كورونا”، الذي انتقل من “الصين” إلى أكثر من 60 دولة ويُهدد اقتصادات دول كبرى.

التشبع الشرائي وانخفاض أسعار النفط..

إلى جانب تفشي (كوفيد-19) أرجع مجموعة من الخبراء السبب في التهاوي إلى وصول المؤشرات القياسية إلى مستويات تُشير إلى تشبع شرائي حاد، ليس فقط في الأسواق الأميركية؛ وإنما حدث نفس الأمر في أسهم “اليابان والمملكة المتحدة والبرازيل وفرنسا” وغيرها، إلى جانب أنه بالنظر إلى أكثر الشركات التي مُنيت بالخسائر نجد أنها عاملة في مجال الطاقة وتعتمد على أسعار النفط، التي سجلت الأسبوع الماضي؛ أدنى مستوى لها خلال عام لتهبط تدريجيًا حتى تصل نسبة التراجع إلى 5%، لكن مع نهاية الأسبوع الدموي بدأت الأسعار ترتفع من جديد ما يُبشر بقرب تعافي الأسهم.

لكن هذا التراجع لم يكن بعيدًا بأية حال عن فيروس “كورونا” والهلع من تفشيه في الوقت الذي تجاوزت فيه أعداد الإصابات الجديدة خارج “الصين” الأرقام بداخله، إذ أدى الخوف من انتشار المرض إلى تراجع الطلب على الخام وحذر خبراء من إمكانية أن تؤدي هذه الحالة إلى أزمة عالمية تضرب الاقتصاد العالمي من جديد إذا ما استمرت المخاوف بنفس الدرجة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة