6 أبريل، 2024 11:31 م
Search
Close this search box.

“كورونا” .. وسيلة الإمارات للتقارب مع سوريا .. توقيت سياسي هام يُمهد عودتها للجامعة العربية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بذريعة وباء “كورونا”، وفي أول اتصال علني بين حاكم خليجي والرئيس السوري، “بشار الأسد”، منذ اندلاع الأزمة السورية، عام 2011، أعلن “محمد بن زايد”، ولي عهد “الإمارات العربية المتحدة”، أنه اتصل بـ”الأسد” ليؤكد له دعم “الإمارات” ومساندتها للشعب السوري.

وكتب “محمد بن زايد”، الجمعة الماضي، على حسابه الخاص على (تويتر): “بحثت هاتفيًا مع الرئيس السوري، بشار الأسد، تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية.. التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار، وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة”.

وكانت “الوكالة العربية السورية للأنباء”، (سانا)، قد نقلت عن الرئاسة السورية أن الاتصال تركز حول: “بحث تداعيات انتشار فيروس كورونا”، وأكد خلاله، ولي عهد “أبوظبي” على: “دعم الإمارات العربية المتحدة للشعب السوري في هذه الظروف الاستثنائية”، على حد تعبيرها.

تجاوز للحسابات السياسية الضيقة..

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، “أنور قرقاش”، قال إن اتصال ولي عهد “أبوظبي”، بالرئيس السوري، “بشار الأسد”، قد جاء تجاوزًا للحسابات السياسية الضيقة.

كما أكد الوزير الإماراتي: أن “البُعد الإنساني له الأولوية وتعزيز الدور العربي يُعبر عن توجه الإمارات، خطوة شجاعة تجاه الشعب السوري الشقيق تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة”.

وتصل عدد الإصابات بفيروس “كورونا”، في “سوريا”، إلى خمس حالات حاليًا، بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة، حسب مصادر حكومية، لكن الرقم قد يكون أعلى بكثير بسبب الحرب وصعوبة التأكد من الأرقام. ويسود تخوف من تأثير مدمر للفيروس بسبب الوضع الكارثي للمنظومة الصحية.

أول دولة عربية تُعيد فتح سفارتها..

وكانت “الإمارات العربية المتحدة” أول دولة خليجية تُعيد فتح سفارتها في “دمشق”، نهاية عام 2018، بعد قرابة سبع سنوات من إغلاقها.

وكانت “الإمارات”، إلى جانب دول “مجلس التعاون الخليجي”، قد أعلنت سحب سفرائها بعد شهور من اندلاع الأزمة المستمرة منذ 9 سنوات، في بيان جاء فيه أن القرار إتخذ بعد “رفض النظام السوري كل المحاولات؛ وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق”.

وبدأت مجموعة من الدول العربية إعادة موقفها من الأزمة السورية، وتوجد مطالب داخل “الجامعة العربية” بإعادة عضوية “سوريا”، خاصة بعد استعادة النظام السوري، المدعوم عسكريًا من “روسيا”، أراض واسعة من المعارضة المسلحة.

روسيا تُحمل واشنطن مسؤولية تفشي كورونا في شرق الفرات..

يُشار إلى أن “وزارة الخارجية” الروسية، قد أكدت على أن جائحة تفشي فيروس “كورونا” المُستجد في “سوريا”، قد يكون له عواقب وخيمة، وأن “واشنطن” تتحمل المسؤولية عن سكان “شرق الفرات”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروفا”؛ إنه: “يمكن أن يكون لانتشار هذا الفيروس القاتل عواقب خطيرة في سوريا، نظرًا لوجود مخيمات كبيرة من النازحين لا تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة دمشق، بالإضافة إلى ذلك، من الضروري مساعدة الحكومة السورية على توفير الحماية الكافية والوصول إلى الخدمات الطبية لجميع المحتاجين”.

وأضافت: “أن الولايات المتحدة الأميركية، بصفتها الطرف الذي يحتل هذه المنطقة، هي المسؤولة بشكل كامل عن السكان المدنيين هناك وضمان الاحتياجات الإنسانية”.

يُمهد لعودتها للجامعة العربية..

تعليقًا على الخطوة الإماراتية، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري، “غسان يوسف”، إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه ولي عهد أبوظبي، “محمد بن زايد”، بالرئيس السوري، “بشار الأسد”، والذي أكد خلاله على دعم “الإمارات” لـ”سوريا” في مواجهة “كورونا”، قد تكون مقدمة لعودة “سوريا” إلى “جامعة الدول العربية”.

موضحًا أن “الإمارات” تربطها علاقات ممتازة بـ”السعودية” و”مصر”، ما قد يُمهد لعودة “سوريا” لـ”الجامعة العربية”، مشيرًا إلى أن العلاقات بين “سوريا” والدول الخليجية أصبحت جيدة، فيما عدا “قطر”، على حد قوله.

وأضاف أن محادثات ولي عهد “أبوظبي” والرئيس السوري؛ تأتي في الإطار العام الطبيعي، لأن العلاقات بين “سوريا” و”الإمارات” لم تنقطع حتى أثناء الأزمة السورية.

وتابع “يوسف”، أن “الإمارات” من الدول السباقة لإعادة فتح سفارتها في “سوريا”، منوهًا إلى وجود علاقات متوارثة منذ عهد الرئيس، “حافظ الأسد”.

نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة..

من جهته؛ قال المحلل السياسي وأستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة “طرطوس”، الدكتور “ذوالفقار عبود”، إن: “الاتصال الذي جرى بين ولي العهد، محمد بن زايد، والرئيس الأسد؛ قد يكون حلقة في سلسلة إجراءات متعددة لكسر الحصار الاقتصادي والدبلوماسي على سوريا، وأعتقد أنها خطوة إماراتية بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية للتقارب مع دمشق أكثر، وطبعًا محرك هذا التقارب هو الأوضاع الإنسانية والخوف من انتشار فيروس كورونا، ولكن الهدف الحقيقي هو سياسي لإعادة العلاقات العربية مع سوريا”.

وأضح “عبود” أن: “الإعلان الإماراتي عن الاتصال، باللغة التي استخدمها ولي العهد الإماراتي وبما حملته من حرارة التعبير عن التضامن مع سوريا وشعبها ورئيسها هي رسالة سياسية كبيرة لنهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة، ليس فقط على مستوى العلاقات الإماراتية السورية أو الخليجية السورية والعربية السورية بل على مستوى المنطقة والعالم”.

توقيت سياسي هام..

اعتبر الباحث السياسي السوري، “محمد العمري”، أنه بالرغم من أن دولة “الإمارات العربية” كانت قد فتحت سفارتها في “دمشق” وأعادت علاقتها مع “سوريا”، “لكن اليوم نبحث عن التوقيت السياسي لهذا الاتصال، أعتقد أنه جاء في توقيت سياسي هام جدًا بعد التصدي للاحتلال التركي من جهة ومن جهة ثانية بسبب ما يُعانيه النظام الدولي والإقليمي اليوم من تفشي وباء كورونا”.

ونوه “العمري” إلى أن هذا الاتصال يُمهد لإتخاذ الجانب السعودي خطوات أكثر جدية نحو إعادة علاقاتها مع “دمشق”، وخاصة بعد قيام الجانب الروسي بزيارة إلى “الرياض” و”الإمارات” سابقُا في هذا الإطار.

واعتبر “العمري” أن: “الإمارات تتجه نحو إعادة العلاقات الخليجية مع سوريا؛ وهذا الإعلان سيُمهد لعودة سوريا إلى الجامعة العربية”.

وأوضح “العمري” أن إصرار “الجزائر” على عدم إجراء أي قمة على مستوى الزعماء، في الصيف القادم، إلا بحضور “سوريا”؛ هذا مؤشر ثالث بأن هناك توجه اليوم نحو الدول الخليجية لإعادة “سوريا” إلى “الجامعة العربية” لكي تلعب دورها في التصدي للنفوذ التركي أو فيما يتعلق بإحداث توازن على مستوى المنطقة، كما كان الحال عام 2011.

كسر الحصار الاقتصادي..

أدى انتشار فيروس “كورونا” المُستجد إلى مجموعة تبعات اقتصادية وعسكرية؛ منها الانسحاب التدريجي لبعض القوات الأجنبية المتواجدة في المنطقة، كالقوات الأميركية والفرنسية، حيث سحبت “فرنسا” مؤخرًا مجموعات من قواتها المنتشرة في “العراق” على خلفية انتشار فيروس “كورونا” المُستجد في المنطقة.

ومن العوامل التي أشار إليها “العمري” أيضًا؛ هي: “أولًا؛ كسر الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا، ولو كان هذا الكسر هو جزئي، لأن دخول الإدارة الأميركية في انتخابات وما تُعانيه الإدارة الأميركية داخليًا في الوقت الحالي، والعامل الثاني هو احتمالية خروج القوات الأميركية من المنطقة ومن سوريا والعراق”.

“العمري” أضاف أن: “الاتصال جاء بشكل إنساني، لكن بمضامين سياسية، وقد يُمهد لعودة العلاقات السعودية مع سوريا من خلال المنفذ الإنساني، لو أن الموضوع فقط تقديم مساعدات كما تضمن البيان الإماراتي، كان يمكن أن يتم بين وزراء أو مؤسسات”.

سيناريوهات ما بعد الاتصال..

معتبرًا “العمري” أن هناك مجموعة سيناريوهات يمكن أن تُحدث في الوقت القريب بعد هذا الاتصال، وهي: “أولًا؛ تقديم مساعدات خليجية بقيادة إماراتية، خلال الأيام القادمة، على أن يليها مساعدات أخرى من السعودية. ثانيًا؛ اتصال محتمل بين محمد بن سلمان والرئيس الأسد؛ أو أن يتم التوصل بين الدولتين على مستوى المؤسسات، وبخاصة الطبية والأمنية. ثالثًا؛ بدء تولي الجزائر لعودة سوريا للجامعة والتي سيسبقها فتح بعض السفارات الخليجية على مستوى قنصلي أو دبلوماسي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب