خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تعدد اللقاحات الإيرانية؛ من جملة الأشياء التي لطالما افتخر بها المسؤولون الإيرانيون. هم يقولون: نجحت “إيران” في إنتاج ستة أنواع؛ (على الأقل)، من لقاح (كورونا)، مع العلم أن هذا العدد لا يُعتبر كبيرًا بالنسبة للوعود والتهديدات ؛بحسب تقرير “بويان خوشحال”؛ الذي نشره موقع (إيران واير) المعارض.
لماذا خاضت المؤسسات الأمنية مجال إنتاج اللقاحات ؟
وخلال الأسابيع الأخيرة؛ صدر تصريح استخدام لقاح (نورا)؛ في حالات الطواريء، وهو من إنتاج جامعة “بقية الله” للعلوم الطبية؛ والمحسوبة على (الحرس الثوري).
وقبل ذلك؛ حصل لقاح (فخرا)؛ الصادر عن “وزارة الدفاع” الإيرانية؛ على تصريح إنتاج، لكن مصير هذا اللقاح مايزال مجهولًا بسبب عدم اكتمال نُصاب المتقدمين للحصول على اللقاح. وحتى لقاح (بركت)؛ الذي أثار الضجة؛ حيث لم تنجح الحملة الإعلامية التي قادتها “هيئة تنفيذ قرار الإمام”، في تلبية التوقعات سواءً من حيث الإنتاج أو القبول.
والسؤال: لماذا قررت هذه المؤسسات دخول مجال إنتاج لقاحات (كورونا) ؟.. هل ذلك من باب الحرص على حياة المواطنين أم هناك أهداف أخرى ؟..
يقول “نجات بهرامي”؛ الصحافي والمحلل السياسي من “إسطنبول”: “دخول مؤسسات مثل (الحرس الثوري) ووزارة الدفاع؛ في مجال إنتاج اللقاحات هو نتاج عاملين هما: المصادر المالية، والسياسات الإيرانية الثورية. وبعد سنوات من العقوبات الغربية، فرغت مصادر السادة المالية. لذلك يتحرك النظام والمؤسسات القوية باتجاه صرف المقدار المتبقي من الميزانية في مواقع معينة بحيث تعود إلى هذه المؤسسات مجددًا باعتبارها المدافع عن سياسات الجمهورية الإيرانية. ويفضلون حتى في الأزمات الكبرى؛ مثل (كورونا)، ألا تصل المصادر إلى المؤسسات المتخصصة في إنتاج الأمصال، لأنها ليست في الصفوف الأولى للدفاع عن النظام”.
وحسبما قال؛ لا يتقصر الموضوع على لقاحات (كورونا)، وإنما في كل المجالات من مثل البناء والتعمير وبناء الكباري وغيرها.
وأضاف: “تُريد الحكومة أن تُثبت أن المؤسسات الحكومية المنتخبة لا تحتاج إلى إلتزام ثوري. وعليه يمكننا القول: ننفذ أعمال خارقة للعادة مع العلماء الثوريين في مجالات أخرى تُثير دهشة وحيرة العالم. والثورية، وشباب العلماء، والثورة والقيم من الكلمات المفتاحية التي تكررت في خطابات المرشد؛ علي خامنئي، في السنوات الأخيرة، وهى تعكس الإيمان بتفوق الإلتزام الثوري على التخصص”.
رحلات “النيروز” بجرعتين أم ثلاثة ؟
في ظل انتشار فيروس (أميكرون)، بدأ المواطنون؛ خلال الأسبوعين الماضيين، في رحلات “النيروز”. وقبل تصديق الحملة القومية لمكافحة (كورونا) على قرار يُتيح إمكانية السفر لكل من حصل على ثلاث جرعات من اللقاح، تغير القرار إلى الحصول على جرعتين فقط مع نتيجة سلبية لاختبار (pcr).
يأتي هذا التقصير بعد مناشدة الكثير من الخبراء وأعضاء الحملة القومية لمكافحة (كورونا)؛ وقف الرحلات الداخلية، وتحذير المواطنين من المشاركة في التجمعات، الأمر الذي تسبب في الحيرة للمواطن.
يُعلق “محمد بهلوان”؛ مدير العلاقات العامة بجامعة “مشهد” للعلوم الطبية: “لا توجد ضمانات بشأن الإلتزام بالبرتوكول الصحي في مشهد خلال أعياد النيروز”.
بدوره؛ ناشد “إحسان مصطفوي”؛ رئيس مركز دراسات الأمراض المستحدثة، جموع الإيرانيين عدم السفر والتنقل داخل الدولة في أعياد “النيروز”، وقال: “رغم الهدوء النسبي سوف نشهد بعد النيروز طفرة في أعداد الوفيات والمصابين بالفيروس”.
في المقابل؛ يعتقد “رضا”، مواطن من “طهران”، رغبة المسؤولين في إثارة حيرة المواطنين بإصدار تصريحات متضاربة؛ وقال: “من يعتزمون السفر بالطائرة والقطار وحتى الأتوبيسات، قد اشتروا التذاكر سلفًا، والكثيرون توجه إلى الشمال أو المحافظات القريبة قبيل العيد بيومين أو ثلاثة خوفًا من تكرار الأزمات المرورية واضطراب الأوضاع. لكن في ظل هذه الأوضاع يتعرض الشعب للغرامات فقط، والسبب انعدام المعلومات الصحيحة”.
ومؤخرًا أعلن المسؤولين في “وزارة الصحة” والحملة القومية لمكافحة (كورونا)، تتبع لوحة أرقام السيارات عبر منظومة؛ (إيران من)، والتي أُطلقت للاستعلام عن حالة تطعيم المواطنيين.
وقد حصل “رضا”؛ حتى الآن، على جرعتين من اللقاح، وموعد الجرعة الثالثة؛ في نيسان/إبريل، ويعتزم السفر إلى محافظة “جيلان”. ويقول: “اشتريت ورقة تحليل (pcr). والمسألة بسيطة ولا تحتاج إلى صداع. لا شك أن القوات الشرطية أو المرورية لن تسأل أصلًا إذا كنت أملك نتائج التحليل أم لا بسبب سوء الأحوال المرورية، هم بالنهاية يريدون تحصيل غرامة مضاعفة للقيام بالتحليل”.