“كوروش أحمدي” : قادة دمشق الجدَّد يريدون أن يكونوا براغماتيين !

“كوروش أحمدي” : قادة دمشق الجدَّد يريدون أن يكونوا براغماتيين !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بذريعة زيارة وفد دبلوماسي ودفاعي واستخباراتي سوري إلى “الرياض”، أجرت صحيفة (اعتماد) الإيرانية، الحوار التالي مع؛ “كوروش أحمدي”، الدبلوماسي الإيراني المتقاعد، بهدف دراسة أبعاد زيارة الوفود السوري إلى “السعودية”، كأول وجهة خارجية للحكومة الانتقالية الجديدة في “دمشق”؛ حيث علق: “تنطوي سيطرة السعودية الذاتية على سوابق دعم مالي وعسكري للجيوش التي تُصارع حروبًا أهلية، والآن ومع الاستهداف الإسرائيلي لكامل البُنية التحتية السورية، فإن دمشق بحاجة إلى الدعم من جانب السعودية”.

وفيما يلي نص الحوار…

أسباب اختيار “السعودية” كأول واجهة لحكومة “الجولاني”..

نُشرت تحليلات وملاحظات مختلفة بخصوص زيارة الحكومة السورية الجديدة إلى “السعودية”، والتي قيل إنها جاءت بناءً على دعوة وزير الخارجية؛ “فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود”، علمًا أن اختيار “السعودية”؛ كأول وجهة خارجية للحكومة السورية الجديدة، ينطوي على أهمية كبرى؛ لا سيّما وأن المسؤول السوري وصف هذه الزيارة: بـ”التاريخية بهدف بناء علاقات استراتيجية مع السعودية”.

وهذا الخيار قد يكون له أسباب متعددة، أحدها: الوضع المالي والاقتصادي السوري غير المناسب.

وفي ظل الأوضاع الراهنة، لا يبدو أن الدول الأخرى؛ مثل “تركيا”، التي ارتبطت قبلًا مع الحكام الجدد في “سورية”، تمتلك القدرة اللازمة للمساعدة في إحياء الاقتصاد السوري وإعادة إعمار هذا البلد.

من جهة أخرى؛ تُعاني الدول الأخرى؛ كـ”الأردن” وباقي دول الجوار السوري، أوضاعًا سيئة لا تؤهلها تقديم مساعدات رئيسة لإحياء الاقتصاد السوري.

ومن المستَّبعد أن تُفكر الدول الغربية؛ على المدى القصير، في مساعدة حُكام “سورية”، طالما لم يتضح التوجه السياسي للحكام الجدَّد.

في غضون ذلك؛ ربما تكون المملكة وبعض حلفاءها في “مجلس التعاون الخليجي”، في موقع أفضل للمساعدة؛ حيث تستطيع من المنظور المالي مساعدة الحكومة السورية الجديدة على تجاوز الأزمة الاقتصادية الراهنة. وقد ساهمت تغريدة ولى العهد السعودي؛ “محمد بن سلمان”، بشأن مناقشة كيفية مساعدة “السعودية” في انتقال السلطة بدولة “سورية”؛ خلال لقاء وزير خارجية “دمشق”، في تقوية هذه الشكوك.

اصطفافات إقليمية جديدة..

علاوة على ذلك؛ ثمة عامل آخر مهم يتعلق بنقاشات الاصطفافات الجديدة للقوى الإقليمية. وقد لاحظنا خلال الأسابيع الماضية؛ نفوذ “قطر وتركيا” الكبير داخل السلطة السورية الجديدة.

وتمتلك الدوليتان ميول إخوانية، وعليه ثمة افتراض بأن التيار الجديد في “سورية” قد يمتلك ميولًا إخوانية، ويحتل مكانًا في معسكر الدول ذات الميول الإخوانية، ومن هذا المنطلق هناك تحول في اصطفافات الدول ذات الميول الإخوانية؛ (مثل تركيا وقطر)، في مواجهة الدول المعارضة لذلك التوجه؛ مثل: “مصر والسعودية والإمارات” وغيرها.

وفي هذا الصدّد؛ من المتصور أن يكون للدول مثل: “السعودية والإمارات”، موقفًا سلبيًا من التطورات الجديدة في “سورية”؛ لأن انتصار تيار (تحرير الشام) قد يُفضي إلى تقوية الطيف الإخواني بالمنطقة.

من ثم؛ فإن زيارة وفد الحكومة السورية الجديدة الدبلوماسي، الأمني، الاستخباراتي إلى “الرياض”، قد يعني أن الحكومة الانتقالية السورية ربما تُراعي توجيه رسائل متفاوتة لـ”السعودية”، وإثارة الشكوك حول تعلق (تحرير الشام) بالمحور الإخواني في المنطقة.

كذلك؛ فإن هذه الزيارة قد تعنّي أن حكام “سورية الجديد” يعتزمون اتباع سياسات براغماتية، وأنهم لا ينخرطون في الاصطفافات النظرية والإيديولوجية بالمنطقة، ويُريدون تطور العلاقات مع كل دول المنطقة.

وعليه؛ ربما الأوضاع السورية بعد التطورات الأخيرة؛ لا سيّما القصف الإسرائيلي المكثف للمنشآت العسكرية السورية، يُفرض على السلطة الجديدة تبّني فكرة أساسية عن شؤون الدفاع في البلاد في المرحلة الجديد.

وتمتلك “السعودية” مكانة جيدة تؤهلها للمساعدة المالية في عملية إعادة ترميم القوات الدفاعية والأمنية السورية. ومشاركة وزير الدفاع السوري في الوفد الذي زار “السعودية”؛ إنما يدل على عزم “سورية” ترميم وتقوية قواتها العسكرية من خلال دعم “السعودية” وإمكاناتها.

كذلك تُشير مشاركة مسؤول المخابرات في الزيارة، إلى إمكانية تعاون الحكومة السورية الجديدة استخباراتيًا مع “السعودية” وغيرها من الدول مثل “البحرين والإمارات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة