23 أبريل، 2024 2:26 م
Search
Close this search box.

كما يراه الإيرانيون .. ضوء المصريين الأخضر لـ”السيسي” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

شعوب الشرق الأوسط عجيبة؛ لاسيما المصريون، فلطالما حكم العسكر هذا البلد على مدى السبعين عامًا الماضية، ويتبادل العسكريون على السلطة بالانقلاب على بعضهم البعض.

ورغم تجربة المصريين مع رؤساء الجمهورية العسكريين والفترات الطويلة؛ لأفراد مثل “جمال عبدالناصر”، (مدة 14 عامًا)، و”أنور السادات”، (مدة 11 عامًا)، و”حسني مبارك”، الذي مكث في السلطة مدة 30 عامًا، فقد صوتوا بنسبة 44% في الاستفتاء على تعديل الدستور لصالح بقاء، “عبدالفتاح السيسي”، بالسلطة !

في حين أن “السيسي” كان قد أعلن، قبيل أشهر، وخلال اللقاء الصحافي الذي جمعه ونظيره الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، في “القاهرة”: “أنه سيترك السلطة إذا يريد الشعب المصري ذلك”. وجاء رد الفعل، على هذه التصريحات، في انتشار هاشتاغ (#أرحل) على شبكات التواصل الاجتماعي !.. والسؤال: ماذا يدفع شعب دولة ما، بالنظر إلى تجاربهم السابقة، على التصويت لإطالة الفترة الرئاسية لشخص وسط مخاوف باستمراره في السلطة مدى الحياة ؟.. بينما إنطلقت المظاهرات في جميع الدول، مثل “الجزائر”، لإنهاء فترة حكم الرئيس، أو دول أخرى، مثل “أوكرانيا”، حيث صار ممثل كوميدي شاب عديم الخبرات السياسية رئيسًا للجمهورية.

ما هي أسباب كل هذه الاختلافات وما مصدرها ؟..

يعتقد الأستاذ الجامعي، “علي بيگدلي”، خبير الشأن الدولي، في “هندسة الانتخابات”، (مصطلح إيراني يعني تورط جهات معينة في دفع الناخبين لإتخاذ خيار معين)، واعتياد المصريين على الوجوه العسكرية. معربًا عن أسفه لسيادة فكر كبار السن في المجتمعات الشرقية، لاسيما بين العرب.

تصويت المصريين لقانون الانتخابات..

وصل “عبدالفتاح السيسي”، إلى السلطة عام 2013، بعد الانقلاب على، “محمد مرسي”. وفي العام 2018؛ وبحسب النقاد فقد وصل إلى السلطة مجددًا رغم الاستياء عبر قمع المعارضة وإقصاء المنافسين. ولم تكن تمر عدة أشهر على الفوز وفترة الرئاسية الثانية للجمهورية، حتى أعد الأجواء لاستفتاء المصريين على بقاءه في السلطة مجددًا مدة 6 سنوات.

وعليه جاءت نتائج الاستفتاء، الذي جرى يوم السبت 20 نيسان/أبريل الجاري، واستمر ثلاثة أيام، بمشاركة 88.33% من المصريين، إيجابية. واستنادًا إلى وسائل الإعلام المصرية، فقد بلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 44.33%، بحسب “الهيئة الوطنية للانتخابات المصرية”. وبإعلان خبر تعديل الدستور فقد تهيأ المجال لبقاء، “عبدالفتاح السيسي”، في السلطة حتى العام 2030.

هاشتاغ “#أرحل”..

كان “السيسي”؛ قد صرح في وقت سابق: “أنا هنا بموجب الإرادة الشعبية، ولن أبقى يومًا واحد بالسلطة إذا لا يريد الشعب”.

وعقب هذه التصريحات؛ أطلق المعارضون والمنتقدون لحكومة “السيسي”، وهم يتشكلون من أطياف الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين، حملة ضد “السيسي” ودشنوا هاشتاغ (#أرحل يا سيسي)؛ حتى قبل انتخابات 2018. واستنادًا للاستطلاعات؛ عارض 74% من المصريين استمرار “السيسي” في السلطة، لأنهم يعتقدون في رغبته الأكيدة بالسيطرة على كامل الأمور السياسية في “مصر” والإمساك بزمام الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالدولة، مثل “السادات”، (المعدم)، و”مبارك”، (المخلوع)، وتهيئة مجالات استمراره بالرئاسة مدى الحياة.

والآن؛ صوت 44% من المصريين بالإيجاب على تعديل قانون الانتخابات، الذي يهييء المجال لبقاء رئيس الجمهورية الحالي.

النجاح الاقتصادي السهم الأكبر للبقاء في السلطة..

في حواره إلى صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية، وصف “على بيگدلي”، خبير الشأن الدولي، أداء “السيسي”، خلال السنوات الأخيرة، للسيطرة على الأسعار وخفض معدلات البطالة بـ”الجيد”، بخلاف التوفيق في السياسات الخارجية، وأضاف: “رغم هندسة الانتخابات المصرية، لكن بالنظر لأن السيسي نتاج انقلاب، وأداء المصريين المتمرد بعد مبارك، فقد بدا أنهم يرغبون في بقاء رئاسة السيسي، الذي نجح في جذب الأزهر وتوطيد العلاقات مع المملكة العربية السعودية والمحافل السُنية مثل باكستان وشمال إفريقيا. لكن كان للمكون الاقتصادي السهم الأكبر في نجاحه”.

أداء “السيسي” الجيد في السياسة الخارجية..

يضيف خبير الشأن الدولي: “السيسي؛ جنرال شاب، وعلاقاته مع العالم جيدة، وقد نجح في التفوق نسبيًا على المشكلات الاقتصادية المصرية.. والأوضاع في مصر ليست وكأن المصريين تحت الهيمنة على غير إراداتهم، فلقد أطلقوا الاحتجاجات والتظاهرات على مدى السنوات الأخيرة. وهم يتمتعون حتى الآن بالقدرة على الاحتجاج ضد السيسي. لكن أداء السيسي، لاسيما في المجالات الاقتصادية والسياسية الخارجية جيد. وفتحت علاقاته مع الدول العربية الطريق أمام استثمارات المصريين في هذه الدول، وبالتالي رفع معدلات الإشتغال في مصر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب