كما يراها “راديو الغد” .. إيران على حافة الهاوية !

كما يراها “راديو الغد” .. إيران على حافة الهاوية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في آخر تصريحاته؛ أختار آية الله، “علي خامنئي”، المرشد الإيراني، سياسة “لا للحرب ولا للتفاوض”؛ حيال التهديدات الأميركية وحرب “دونالد ترامب” النفسية بإعلان الإستعداد للتفاوض بلا شروط مسبقة.

واعترف كعادته بغلطة “الاتفاق النووي”، وأعلن رفضه المطلق للتفاوض مع “الولايات المتحدة الأميركية” وإبرام أي اتفاقيات معها، وقال، في الوقت نفسه: “على فرض تبرير إستحالة التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، فإن الجمهورية الإيرانية لن تتفاوض مع دونالد ترامب”.. وأوضح مكتب “خامنئي”، بعد ذلك: “أنه قصد بالخطأ السماح لوزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، بلقاء نظيره الأميركي آنذاك، جون كيري”..

“أوباما”.. الفرصة الضائعة..

وفيما يلي يحاول المحلل السياسي، “علي أفشاري”، على موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية، استعرض المسكوت عنه في اعتراف “خامنئي”؛ وهو خسارة فرصة التصالح في الفترة الثانية للرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”..

لقد كانت تركيبة، (أوباما + كيري)، أسهل فريق في تاريخ الإدارة الأميركية بعد الثورة في مواجهة “الجمهورية الإيرانية”، ومن المستبعد تكراره مستقبلاً.. لقد اتضحت الشفرة في تصريحات “خامنئي”؛ وهي أن النظام بإغلاق المسار الدبلوماسي يُحجم، في الوقت نفسه، عن إتخاذ أي خطوات قد تؤدي إلى اندلاع حرب مع “الولايات المتحدة الأميركية”.

لذا يمكن القول: “إن القطاع المسيطر على السلطة لا ينأى فقط عن التفكير في الحرب؛ وإنما يحتاط بإتخاذ تدابير ردع حيال مواجهات عسكرية محتملة”. وهذا القرار ملائم بالنسبة لسياسات التدرج العسكري بعد صعود “ترامب” إلى السلطة، حيث تراجعت بشكل كبير تحركات “الحرس الثوري” الاستفزازية.

لكن وبالتوازي مع هذا الحزم، فالإمتناع عن التفاوض والحوار لن يقلل المخاطر الناجمة عن زيادة احتمالات الصدام. ومن المعلوم أن النظام يستطيع، وحتى إشعار آخر، المقاومة وإحباط الضغوط الأميركية على الأقل حتى نهاية العام الفارسي الجاري، حتى يتخذ القرار النهائي بعد اإستيضاح نتائج التجربة..

ورصد المواقف يعكس أنه، وعلى الرغم من إنعدام التناغم الكامل داخل كتلة السلطة بشأن كيفية المواجهة ضد سياسات إدارة “ترامب” الهجومية، إلا أن النظام الإيراني يصوت للنظرة القائلة بالتعاطي الحذر وتجنب المفاوضات.

ما بين رؤية “خامنئي” ورؤية “روحاني”..

وقد انتقد سياسات النظام، (بشكل صريح أو ضمني)، بعض الإصلاحيين والقوى المعتدلة التي تفتقر إلى النفوذ داخل كتلة السلطة. وتتفق رؤية، “حسن روحاني”، وحكومة الإعتدال مع “خامنئي” في المواجهة ضد “ترامب”.. لكن ثمة اختلاف يتعلق بنوعية النظرة للاتفاق النووي، وقد إزداد الاختلاف بعد تصريحات مرشد الجمهورية الأخيرة.

لقد أجاب “روحاني” بإفشاء ملف المفاوضات السرية مع “صدام حسين”، عشية القبول بالقرار (598)، على مسألة الخطأ التي طرحها “خامنئي”؛ والدفاع عن مبدأ المفاوضات بغرض تخفيف حدة الصراعات في التعامل مع الأزمات الخارجية. الأمر الذي لم يكن على هوى قوى الولاية السياسية حتى أن رجل الدين الأصولي، “علي رضا پناهیان”، اتهم الرئيس، “روحاني”، بشكل مباشر؛ قائلاً: “إما أنه جاهل أو يعتقد أن الجماهير فقدت عقلها”.

واستنفر بالنهاية “مجلس صيانة الدستور” ضد “حسن روحاني”، الذي فقد بالتأكيد القدرة على المناورة بعد تعارض مواقفه الأخيرة في حوزة السياسة الخارجية مع ما كانت عليه إبان فترته الرئاسية الأولى والاستسلام لمؤسسة “ولاية الفقيه”، لذا من المستبعد إجراء تغيير على السياسات.

والواقع إن سلوك “الجمهورية الإيرانية”، التي تعاني أزمة في السياسة الخارجية، سوف يستمر حتى مشارف الخطر الكبير، وسوف تستلم للمصالحة في أسوأ الظروف، وبعد تكبيد البلاد تكلفة باهضة يصعب تعويضها.

بعبارة أدق تقف الدولة على حافة الهاوية ثم ستتراجع. لكن رفض المفاوضات مع الإدارة الأميركية، في ضوء عجز دول أوروبا عن الحيلولة دون “العقوبات الأميركية” المدمرة، بينما هيكل الاقتصاد الإيرانية على وشك الإفلاس، سيكون رغم سوء “ترامب” ذا تبعات تخريبية على البلاد، لاسيما الفئات الضعيفة..

أخيرًا؛ فإن معارضة “الولايات المتحدة الأميركية” وتنظيم العلاقات مع “روسيا” و”الصين”؛ يخرج عن التقييم العقلاني، وفي هذا الصدد يمكن تحليل قوة الإستراتيجية الإيرانية خلال العقود الماضية. وقد فقدت البلاد من المنظور الجيوسياسي الكثير من المزايا التي يتحسب تعويض بعضها. والوضع الجديد الذي تسوده معادلة “السلام المسلح” سوف يزيد من خسائر الدولة في هذه الحوزات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة