29 مارس، 2024 7:59 ص
Search
Close this search box.

كما يراها خبير إيراني .. إيران والعراق علاقة تناغم من أجل هدوء الشعبين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

زيارة الرئيس العراقي، “برهم صالح”، لـ”إيران”، ولقاء نظيره الإيراني، “حسن روحاني”، وكذلك المرشد، “على خامنئي”، يحوز الأهمية لأنه يدلل على وجود سياسة عراقية واضحة، ويعكس في الوقت نفسه إنتهاء ما كانت تطالب به بعض القوى في السابق بخصوص توقف “العراق” عن إتخاذ أي سياسة إقليمية واضحة.

زيارات تعيد العراق لمكانته الإقليمية المحورية..

إن زيارة السيد، “صالح”، إلى دول الخليح و”إيران”، إنما تأتي في إطار السياسة العراقية التي تلبي مصالح “العراق” الوطنية؛ وتعيد “العراق” إلى احتلال موقعه الحقيقي على صعيد العلاقات الإقليمية. بحسب ما نشره “جعفر قناد باشي”، خبير شؤون الشرق الأوسط، بصحيفة (آرمان) الإيرانية.

لقد كانت الحرب ضد “إيران” و”الكويت”، ناهيك عن الجور الأميركي على العراق، والحروب الأهلية على مدى السنوات الماضية؛ سببًا في إنشغال البلدين، ومُني “العراق” للأسف باضطرابات وتوترات داخلية حالت دون حصول “العراق” على مكانته الإقليمية بشكل كامل. وبالتالي كان “العراق” ينشط على الصعيد الإقليمي بشكل غير مؤثر، واستحال دولة سلبية، بسبب الوجود الأميركي من جهة والحرب الأهلية من جهة أخرى.

لكن الآن؛ وفي عهد السياسات العراقية الجديدة، يسعى المسؤولون العراقيون إلى إبداء الوجه الجديد على الصعيد الإقليمي. والرئيس العراقي، “برهم صالح”، ليس بدعًا، وإنما أجمع البرلمان، والحكومة، والتيارات والفصائل السياسية المختلفة على ضرورة أن يستعيد “العراق” مكانته الأساسية في السياسة الخارجية.

وعلى تلكم الإستراتيجية تقوم زيارات الرئيس العراقي.

رئيس الجمهورية يمثل وحدة العراق..

جدير بالذكر أن منصب “رئاسة الجمهورية”، في “العراق”، إنما يعكس مظاهر الوحدة والاتحاد والتعايش السلمي وانسجام العرقيات والطوائف العراقية، وفي هذا الصدد قد يلعب الرئيس، “برهم صالح”، هذا الدور بشكل جيد.

إن جولة “صالح”، في دول المنطقة، قد يكون حجر البناء الجديد على طريق استعادة “العراق” مكانته الإقليمية المهمة. ولا شك أن الكثير من القضايا الدبلوماسية والمشاورات مع قادة الدول، لا يتعلق بالمهام الوظيفية للرئيس العراقي، وإنما تندرج تحت نطاق صلاحيات رئيس الوزراء والبرلمان العراقي. لأن منصب الرئيس في “الجمهورية العراقية”، شرفي، يفتقر إلى الكثير من الصلاحيات بشأن إتخاذ القرارات العامة في السياسية الخارجية والدبلوماسية، لكن هذا المنصب “الشرفي” قد ينتهي بالجولات الإقليمية للرئيس العراقي، إلى فتح فصل جديد من العلاقات الخارجية مع “إيران” وسائر دول المنطقة.

حقائق ومصالح..

المهم أن يراعي، “برهم صالح”، الحقائق القائمة في المنطقة حتى يعمل من منظور هذه الحقائق على مصلحة دولة وشعب “العراق”.

أولى هذه الحقائق يتعلق بعلاقات “العراق” مع الدول العربية في المنطقة، وهي على صنفين، الأول: دولة كانت تعادي “العراق”، طوال الفترة الماضية، وبذلت كل أنواع الجهود الرامية إلى نشر العنف والفوضى داخل “العراق”، ورفضت قيام سلطة ديمقراطية استنادًا إلى آراء الشعب العراقي.

تلك الدول الرجعية والممالك تعاني مشكلة مع الديمقراطية في المنطقة، بل لم تتحمل الديمقراطية في “مصر”، أو التأسيس لسيادة ديمقراطية في “اليمن”. وعليه هذه الممالك المتناغمة مع الكيان الصهيوني والمتحالفة مع “الولايات المتحدة”، لم ولن ولا تريد إطلاقًا وجود نظام ديمقراطي في “العراق”، ويعارضون توجه المسؤولين العراقيين.

ومن السمات التي تميز هذه الدول التي تعارض أي سيادة لشعوب المنطقة على مصائرهم، التناغم مع الكيان الصهيوني والتحالف مع العرب المقربين منهم والرجعية السلطوية. ويتعين على “العراق” الإنتباه لمثل هذه الملاحظة وسياسيات هذه الدول.

الثاني: دول تدافع عن الديمقراطية وتطوق لسيادة الديمقراطية في “العراق”، وأن يحدد العراقيون مصيرهم بأيدهم عبر صناديق الاقتراع، وهي تعارض من جهة أخرى التدخل الأميركي والدول العربية الرجعية في “العراق”، ودائمًا ما تنتقد هذه التدخلات ولا تتقارب مع الكيان الصهيوني. وهذه الدول، (وبينها إيران)، هي الصديق الحقيقي والخير لـ”العراق”.

وعليه؛ وبالنظر إلى السمات الشخصية للرئيس، “برهم صالح”، فسوف يسعى بلا شك إلى التعاون مع أصدقاء “العراق” الحقيقيين الذين أثبتوا صداقتهم مع “العراق”. ومن الطبيعي أن تتكتل “أميركا” مع شيوخ الرجعية في المنطقة والكيان الصهيوني بغرض توجيه ضربات سياسية لـ”العراق” والحكومة العراقية، والحد من تأثير هذا البلد في الشرق الأوسط، ونحن تابعنا مثل هذه التحركات في الماضي ممثلة في الدعم الشامل والكامل للتنظيم الإرهابي التكفير، (داعش).

والمشتركات المذهبية والعرقية والثقافية والسياسية بين “العراق” و”إيران”، والتعاون الاقتصادي الجيد جدًا بين البلدين؛ فالأجواء مهيئة أكثر من ذي قبل لتوطيد علاقات “طهران-بغداد”، وبالتأكيد سوف يصمد البلدان في مواجهة المحاولات الخبيثة، وسوف تعملان على تطوير التعاملات في ضوء التعايش السياسي والثقافي السلمي والعميق.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب