23 ديسمبر، 2024 12:08 م

كما تقرأها “خراسان” الإيرانية .. رسائل القصف الصاروخي على “أربيل” !

كما تقرأها “خراسان” الإيرانية .. رسائل القصف الصاروخي على “أربيل” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

قامت مجموعة مجهولة باسم (سرايا أولياء الدم)، بقصف قاعدة (الحرير) الأميركية، في “أربيل” باستخدام شاحنة بسيطة، طراز (كيا)، مزودة بـ”راجمة صواريخ”، وأسفر عن إسقاط طائرة ركاب مدنية طراز (350-air king super)  ومُسيرة هجومية أميركية، بخلاف مقتل متعاقد أمني وإصابة 14 عسكري أميركي بجراح خطيرة. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية.

وتجدر الإشارة إلى عدد من الملاحظات بخصوص هذا القصف، كالتالي…

براءة “الحشد الشعبي” وضعف الإستراتيجية الأميركية..

1 – تبنت منظمة (سرايا أولياء الدم)، حديثة النشأة، الهجوم، وهو ما يُثبت كذب الإدعاءات حول منظمة (الحشد الشعبي)، ودورها في الهجوم على المنشآت الدبلوماسية والقواعد العسكرية؛ وإثارة الاضطرابات بشكل عام في “العراق”.

والحقيقة؛ فقد تشكلت بـ”العراق” الكثير من المنظمات المسلحة التي تعارض الوجود الأميركي بالبلاد، وربما لا تندرج تحت زمرة الفصائل المكونة لـ (الحشد الشعبي).

أضف إلى ذلك، استخدام آليات بدائية وأسلحة تكنيكية في الهجوم، مع هذا فقد تسبب في خسائر كبيرة للطرف الأميركي.

بعبارة أخرى، إن تحدي القوى الغربية الكبيرة بأسلحة بسيطة؛ إنما يعكس ضعف الإستراتيجية الأميركية في التعامل مع الهجمات، وأن منظومة الدفاع الجوي المتطورة، مثل: (RAM-C) ، لن توفر الأمن لـ”الولايات المتحدة”.

رسائل موحية لواشنطن..

2 – سعت “الولايات المتحدة”، مطلع العام 2020م، إلى سحب قواتها من مرمى النيران، بحشدهم داخل قاعدتي (عين الأسد) بالأنبار، و(الحرير) في أربيل، والإحتماء داخل النطاق الأمني بـ”إقليم كُردستان”، وسعت في المرحلة  التالية إلى تصعيد، “مصطفى الكاظمي”، إلى منصب رئيس الوزراء في “العراق”، وكذلك تصعيد بعض الشخصيات، مثل: “عبدالوهاب الساعدي”، إلى رئاسة الأجهزة الأمنية، بغرض الإلتفاف على قرار “البرلمان العراقي”، بخصوص طرد القوات الأميركية من “العراق”، لكن إطلاق ما لا يقل عن 14 صاروخ على مناطق استقرار المحتل الأميركي؛ إنما يبعث برسالة واضحة للإدارة الأميركية مفادها أن اللجوء للمحافظات العراقية الشمالية لن يزيد من تأمين القوات الأميركية.

وفي ضوء الأوضاع الراهنة، تأتي هذه الرسالة، بعد شهر واحد فقط، على بدء نشاط الإدارة الأميركية الجديدة، والتي تتطلع إلى تدعيم وجودها العسكري بـ”العراق”.

تقويض دعائم خطة “بايدن”..

3 – “جو بايدن”؛ سياسي تربى في كنف الهيكل السياسي الأميركي، ولذلك يضغط أكثر من سلفه، “دونالد ترامب”، على مسألة التواجد العسكري الأميركي في المناطق الإستراتيجية حول العالم، لكنه يتحسس من جهة أخرى، إزاء خسائر العسكريين.

وقد سعى سلفه بالرد على هذه الهجمات بقوة، وأطلق عمليات مباشرة ضد قيادات وعناصر المقاومة العراقية، مع هذا لم يتمكن من توفير الردع اللازم للقوات الأميركية.

وفي ظل هذه الأوضاع، فالقصف الصاروخي بـ”أربيل” قد يوجه رسالة للإدارة الأميركية، مفادها: “كفوا أياديكم العسكرية والسياسية في العراق؛ وإلا فسوف تواجه الإدارة الجديدة التي تُصر على بقاء العسكريين الأميركيين في العراق أو نقلهم إلى منطقة كُردستان بالمقاومة العراقية، بحيث لن تجد هذه القوات أي بقعة آمنة على الأراضي العراقية”، لاسيما وأن الإدارة الأميركية الجديدة لا تعتزم سحب القوات من المنطقة، وبخاصة “العراق” و”أفغانستان”، وسط مخاوف من تفعيل مشروع الإدارة الديمقراطية، بخصوص تقسيم “العراق”.

ومازال الأميركيون يعملون على توسيع قاعدة (الحرير)، بغرض شق طريق بري آمن جديد يسهل عملية الوصول إلى الشمال السوري، عبر الاستفادة من معبر “سیمالکا”، وقاعدة العربية العسكرية شمال-شرق السورية. وقد يكون الهجوم إشارة سلبية بالنسبة لهذه الخطة.

ضرب خطة بعث “داعش” من جديد..

4 – رغم قرار “البرلمان العراقي”، فقد عملت إدارة، “ترامب”، بتجاهل القرار وكسب المزيد من الوقت، على تقوية وتدعيم قواعدها العسكرية، في (عين الأسد)، فضلاً عن نقل القوات إلى “إقليم كُردستان العراق”، وسارعت من جهة أخرى لنقل عناصر تنظيم (داعش) من “سوريا” إلى “العراق”، وتنظيم هذه القوات مجددًا، بحيث تضع القوات العراقية أمام تحديات أمنية جديدة على نحو يبرر بقاء القوات الأميركية في “العراق” بذريعة مكافحة بقايا عناصر تنظيم (داعش).

وبهذا القصف؛ توجه (سرايا أولياء الدم) رسالة للطرف الأميركي؛ تؤكد عزم هذه التنظيم على طرد جنود الاحتلال الأميركي من البلاد.

ويبدو بالنظر إلى قرار “البرلمان العراقي”؛ أن على قيادات “واشنطن” إما القبول بضرورة الانسحاب أو الاستعداد للمزيد من الخسائر والوقع تحت ضغط الرأي العام الداخلي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة