17 أبريل، 2024 1:08 ص
Search
Close this search box.

كما تراه صحيفة إيرانية .. “صالح” و”عبدالمهدي” ومشروع العراق الجديد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

اختيار تكنوقراط؛ مثل “برهم صالح”، رئيسًا للجمهورية العراقية، بعد أشهر من الصارعات السياسية؛ لم يكن مستبعدًا بالنسبة له. لأنه كلف بمجرد انتخابه رئيسًا للجمهورية، السيد “عادل عبدالمهدي”، بتشكيل الحكومة. وهو عضو “المجلس الإسلامي الأعلى” في “العراق” ومن البديهي أن تتسم علاقاته مع “طهران” بالحميمية. بحسب ما نشرته صحيفة (همدلي) الإيرانية الإصلاحية.

صنعية أميركية أم صديقي لإيران ؟

ورغم علاقات “صالح” الجيدة نسبيًا مع “طهران” بسبب عضويته في “الاتحاد الوطني الكُردستاني”، لكن وبعد انتخابه كرئيس للجمهورية، وتكليف “عبدالمهدي” بتشكيل الحكومة، دارت أحاديث كثيرة حول دور الدول الأجنبية في هذه الانتخابات. وبينما يرى البعض في “صالح” خيار مناسب لـ”إيران” يعتبره البعض خيار أميركي، لأنه التقى “قاسم سليماني”، قائد “فيلق القدس” الإيراني؛ وكذلك “برت ماك غورك”، المندوب الأميركي الخاص في “التحالف الدولي” ضد (داعش).

ولو أن انتخاب “برهم صالح” و”عادل عبدالمهدي”؛ كرئيسا للجمهورية والوزراء، هو نتاج مساعي كبيرة من “قاسم سليماني” لانتخاب “نوري المالكي” و”هادي العامري”، هو من منظور “السعودية” هزيمة ساحقة لقائد “فيلق القدس”. وقبل فترة شبهت صحيفة (عكاظ)، السفارة الإيرانية في “بغداد”، بـ”غرفة عمليات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة”.

من جهة أخرى؛ لم يكن “برهم صالح” الخيار المشترك والنهائي للقوى الكُردية، وأعني “الاتحاد الوطني الكُردستاني” و”الحزب الديمقراطي الكُردستاني”، فلم يجتمعوا عليه بشكل قاطع.

ولعل معارضة، “برهم صالح”، لاستفتاء استقلال “كُردستان العراق”؛ كانت بمثابة نقطة ضعف ضده من جهة “الأكراد”، ونقطة قوة من جهة “البغداديين”.

“عبدالمهدي”.. إبتكارات مستفزة لقوى سياسية !

كذلك تؤكد الأخبار أن “عادل عبدالمهدي” لم يكن مستعدًا للقبول بمنصب رئيس الوزراء إلا بشروط؛ منها الحرية الكاملة في اختيار أعضاء الحكومة. وهذا الأمر إنما يؤشر إلى أن الحكومة العراقية الجديدة قد تتشكل على أساس المصالح الوطنية، وليس الصفقات السياسية والحزبية.

في غضون ذلك؛ إتخذ “عبدالمهدي” خطوة إبداعية، وربما شعبوية، ودشن موقع إلكتروني يوجه دعوة لكل من يرى في نفسه القدرة على تحمل المسؤولية في المناصب الوزارية لتسجيل أسماءهم في الموقع، وإرسال نسخة من مؤهلاته العملية. ورغم أن هذه الخطوة قد تهيء أسباب القبول الشعبي للسيد “عبدالمهدي” وحكومته، لكن لم تستسيغها الأحزاب العراقية.

وفي حوار إعلامي؛ وصف “شوان محمد”، مسؤول جناح “الحزب الديمقراطي الكُردستاني العراقي” بمدينة “بغداد”، إجراء “عبدالمهدي” بالمشروع المحكوم بالفشل، وقال: “الحكومة العراقية الجديدة يجب أن تتفاوض مع الأحزاب السياسية لتشكيل الحكومة”. وكذلك انتقد الحكومة الجديدة بدعوى أنها لم تحدد سهم معين لـ”الشيعة” و”السُنة” و”الأكراد” في الحكومة.

“فندق بابل” أمام “فندق الرشيد” وتصارع التحالفات السياسية..

وهذه الانتقادات ربما تعبر عن الكثير من الأحزاب العراقية، لاسيما الخاسرة في الانتخابات البرلمانية. وقبل شهر تقريبًا كشفت الأخبار العراقية عن ظهور تحالف عُرف باسم، “فندق بابل”، وقد تشكل هذا التحالف من “سائرون” بقيادة “مقتدى الصدر”، و”تيار الحكمة الوطني” بزعامة “عمار الحكيم”، و”تحالف النصر” بقيادة “حيدر العبادي”، فضلاً عن تحالف “إياد علاوي” و”أسامة النجيفي”.

ورغم اتهامات التيار المنافس، بقيادة “هادي العامري” و”نوري المالكي”، تحالف “فندق بابل”، بـ”غير الواقعي”، لكنهما سعيا إلى تشكيل تحالف آخر عُرف باسم تحالف “فندق الرشيد”.

وفي الوقت نفسه؛ وجهت اتهامات لتحالف “فندق بابل” بالدمية بين يدي القوى الأجنبية.

من جهة أخرى؛ تحافل “فندق الرشيد”؛ بسبب تقارب “العامري والمالكي”، الذي لا يمكن إنكاره مع “الجمهورية الإيرانية”، كان الأكثر شبهة بالتعاون مع الأجانب.

ولعل معارضة “مقتدى الصدر”، وتحالفه، لأداء الدول الأجنبية دورًا في السياسة العراقية جعله يحصد المزيد من الأصوات في الانتخابات البرلمانية. ولقد لعب كلا التحالفين، “فندق بابل” و”فندق الرشيد”، دورًا في اختيار “برهم صالح” و”عادل عبدالمهدي”.

في غضون ذلك؛ كان دور السادة “عمار الحكيم” و”مقتدى الصدر”؛ وكذلك “هادي العامري” الأكثر قوة. وقد نجحت القيادات السياسية الثلاث بالتعاون معًا في إيصال “صالح” و”عبدالمهدي” إلى رئاسة الجمهورية والوزراء. لكن المسألة تتعلق بمدى قدرة “عادل عبدالمهدي” والحكومة الجديدة على حل مشكلات “العراق”، لاسيما وأن سوابق وجود “برهم صالح” بأوربا وأميركا، وشهرته باعتباره الشخص الذي يسعى لحل الخلافات عبر المباحثات تلقي بعبء كبير على كاهله.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب