19 أبريل، 2025 12:35 م

كما تراه “اعتماد” الإيرانية .. إيران وأميركا واللقاء في مسقط

كما تراه “اعتماد” الإيرانية .. إيران وأميركا واللقاء في مسقط

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بالنهاية نجح التدبير الإيراني في فتح المسدّود؛ وبعد سنوات من الجذب، أعلنت “إيران” و”أميركا”؛ مساء الإثنين الموافق 07 نيسان/إبريل 2025م، اللقاء والتفاوض. بحسّب تقرير “علي آهنـﮔر”، المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

وكعادته القديمة؛ فجر “دونالد ترمب”، هذه القنبلة الخبرية من الغرفة البيضاوية بـ”البيت الأبيض”، وهز العالم.

وبعدها بساعات كشف وزير الخارجية؛ “عباس عراقجي”، في تغريدة على شبكة (إكس)، أن “مسقط”، تستضيف هذا اللقاء التاريخي، ووضع قدمه في موقع عظماء تاريخ الدبلوماسية الإيرانية.

الدبلوماسية الإيرانية عبر التاريخ..

ولعل أول حوار رسمي ودولي للدبلوماسية الإيرانية تحت رئاسة؛ “ميرزا تقي خان أمير كبير”، كان في مدينة (ارزروم)؛ والتي  اتخذت قالب مفاوضات (1+3)، حيث جلست “إيران” إلى القوى الكبرى آنذاك؛ (روسيا، وإنكلترا، والعثمانيين)، للتفاوض حول وضع الحدود الغربية للبلاد.

وبعد ثلاث سنوات من المفاوضات المجهدة كان وجه “أمير كبير”، الذي كان شابًا آنذاك، قد بدت عليه مظاهر التقدم في السن.

والحوار الكبير الثاني يرتبط به؛ “مسعود أنصاري”، الملقب: بـ”مشاور الممالك”، في “موسكو”؛ حيث تخلت “روسيا” القيصرية عن مكانتها لصالح الثوار البلشفيين بزعامة “لينين”.

وقد تمكن “أنصاري”؛ في هذا الاجتماع، من إلغاء جميع الحقوق الاستعمارية للدولة الروسية، وضمان استقلال “إيران”. وجاء في المادة الأولى من الاتفاقية: “بالنظر إلى ما قيل، وإلى توق الشعب الإيراني للاستقلال، وحرية التصرف في ممتلكاتهم، فإن حكومة السوفييت في روسيا تُعلن إلغاء جميع المعاهدات والاتفاقيات التي عقدتها روسيا القيصرية مع إيران وفرطت في حقوق الشعب الإيراني، وتعتبرها باطلة وعديمة القيمة”.

معركة “الاتفاق النووي” في النظام العلمي المستقبلي..

و”الخطة الشاملة للعمل المشترك”؛ هي المفاوضات الثالثة في تاريخ “إيران” على صعيد العلاقات الدولية، وقد اتسمت بالتعقيد، والطول، وقدمت صوة جديدة للعالم عن “إيران” إلى جوار مجموعة الست.

والآن نزل السيد “عراقجي” الميدان محملًا بخبرات المرة السابقة، حتى يرسم مكانة “إيران” السياسية، والاقتصادية، والعملية في النظام العالمي المستقبلي.

نظام استولى على بنُيته “الذكاء الاصطناعي” وتحول الطاقة. عالم فيه الروبوتات تعمل، وتنتج، وتقدم الخدمات، بدلًا من البشر، عالم مليء بالطاقة عديمة القيمة والثروات الوفيرة لا تُقيد الإنسان بقيود العيش.

عالم ما بعد الندرة؛ حيث لا يحتاج الإنسان للمرة الأولى في تاريخ البشرية للعمل المستمر لتلبية متطلبات الحياة. عالم حيث توفر الروبوتات الاحتياجات المادية بلا انقطاع، ويجد الإنسان الفرصة ليجلِس، ويُفكِّر، ويُشاهد ويستمتع بالوجود.

عالم “الذكاء الاصطناعي” والروبوتات، خلافًا لكل عصور البشرية السابقة، لن يكون بعد الآن مسرحًا للحسرة والأسى على ما فات. عالم على مشارف هجرة كبرى من عالم القلة إلى الوفرة، وهذا الانتقال ليس مسألة سهلة؛ وسيقوم الكثيرون بتدمير القديم، ويخلق الكثيرون الجديد.

وفهم وعبور هذا العالم المختلف، يتطلب التحرر من الثرثرة المقيدة، وضرورة الانضمام إلى “القافلة”. وإذا كان المشرق متخلف عن الغرب في الصناعة والتكنولوجيا، ولا يستطيع تعويض ذلك مطلقًا، لكن لا يجب أن يتخلف هذه المرة عن القافلة في عصر “الذكاء الاصطناعي” ومستقبل بلا ندرة.

و”إيران” بامتلاكها العلم والاستثمار البشري الشبابي منقطع النظير، يمكن أن يكون مساعدًا للعالم في هذه المرحلة الانتقالية الساحرة نحو عالم “ما بعد الندرة”، والآن فإن السيد “عباس عراقجي” هو من يصنع هذا المستقبل. وأدعو له وللجمهورية الإيرانية من صميم قلبي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة