18 أبريل، 2024 5:02 م
Search
Close this search box.

كما تراه إيران .. تراجع “ترامب” إزاء “كيم” يعكس تخبط سياسات واشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في خطوة غير متوقعة، ألغى الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لقاءه المرتقب مع نظيره الكوري الشمالي، “كيم جونغ-أون”.. هذا اللقاء الذي كان من المقرر أن يكون الأول بين رئيسا البلدين؛ في “سنغافورة”، حزيران/يونيو المقبل.

تخبط وحيرة السياسات الأميركية..

وأعلن “ترامب”، في رسالته إلى زعيم كوريا الشمالية، أنه قرر إلغاء الاجتماع بسبب ما وصفه بتصريحات “بيونغ يانغ” العدائية، وقال: “كنت متشوقًا للقائك هناك، ولكن للأسف، ونظرًا لموجة الغضب العارمة والعدائية التي إنطوت عليها التصريحات الأخيرة، أشعر أنه من غير المناسب في الوقت الراهن عقد هذا الاجتماع”.

في المقابل؛ كانت كوريا الشمالية قد أعلنت تدمير مركزها للاختبارات الذرية كبادرة على حسن النية. وأستنتج “أمیر علي أبوالفتح”؛ مراسل فضائية (برس توداى) الإيرانية الحكومية، من قرار “ترامب” بالموافقة على لقاء زعيم كوريا الشمالية ثم إلغاء اللقاء، تخبط وحيرة السياسات الأميركية حيال تطورات شبه الجزيرة الكورية.

ومعروف أن “الولايات المتحدة الأميركية” بنت، قبل نصف قرن، سياساتها الأمنية والاقتصادية على أساس العداء مع “كوريا الشمالية”، لدرجة أنها تبيع سنوياً، “اليابان” و”كوريا الجنوبية”، أسلحة بمليارات الدولارات، فضلاً عن الإبقاء على أكثر من 90 ألف عسكري أميركي في البلدين بحجة التهديدات النووية لكوريا الشمالية.

إستهداف الصين..

كذا إستحال موضوع البرنامج النووي والصاروخي لكوريا الشمالية أداة ضغط أميركية على “الصين”؛ باعتبارها منافس تجاري للولايات المتحدة الأميركية. لذا يبدو مستبعداً أن يغير “دونالد ترامب”، بإنعطافة واضحة، السياسات الأميركية العامة حيال منطقة شرق آسيا وشبه الجزيرة الكورية.

مع هذا تسببت التوقعات، غير الواقعية، لنتائج لقاء رئيسا “أميركا” و”كوريا الشمالية” في فشل مشروع اللقاء بالنهاية. وحديث، “جان بولتون”، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، عن تدهور ملف السلام بين البلدين كان ذا دور محدد سلفاً؛ حيث حدد “بولتون” بشكل صريح، “ليبيا”، كأنموذج لكوريا الشمالية، فيه تكون “بيونغ يانغ” ملزمة بتلسيم كل أسلحتها النووية والصاروخية مع منشآتها وعلماءها إلى الولايات المتحدة الأميركية، من ثم تجهز الإدارة الأميركية المجال أمام دخول القطاع الخاص الأميركي إلى “كوريا الشمالية”.

النموذج الليبي..

وكانت “تشوي سون-هوي”، نائب وزير الشؤون الخارجية في كوريا الشمالية، قد وصفت التعليقات التي أدلى بها، “مايك بنس”، نائب الرئيس الأميركي، وقال فيها إن كوريا الشمالية قد تنتهي نهاية “ليبيا”، بـ”الحمقاء”.

من جهته؛ انتقد “ريتسارد هاس”، رئيس مركز دراسات نفوذ مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، تباهي حكومة “دونالد ترامب” إزاء كوريا الشمالية، قائلاً: “لو يتبع البيت الأبيض سياسة كل شيء أو لا شيء، فالأفضل أن يعَد نفسه لخيار لا شيء”.

وقد أثار الإفصاح عن النموذج الليبي غضب وإستياء “كوريا الشمالية”، وأعلنت “بيونغ يانغ” أنها لن تسمح إطلاقاً بالمضي قدماً في طريق فشل، “معمر القذافي”، الرئيس الليبي المُطاح به.

وبهذه التصريحات تبخرت آمال المسؤولين الأميركيين بشأن الوصول إلى النتائج المطلوبة من اللقاء المرتقب؛ بين “ترامب” و”كيم”، ومن ثم أُلغي اللقاء.

وبهذا الشكل سوف تستمر مكاسب الجماعات المستفيدة من استمرار الصراع في شرق آسيا، وتشمل التيارات الباحثة عن الحرب والعسكريين وشركات السلاح الأميركي.

وسلوك الرئيس الأميركي المتردد حيال “كوريا الشمالية” يعكس في الوقت نفسه، فقدان الحكومة الأميركية الحالية للحد الأدنى من السياسات الإستراتيجية حيال الموضوعات العالمية الحساسة، وأن القرارات الأميركية تصدر بناء على مشاعر “دونالد ترامب” المثيرة للشغب.

واستمرار هذا المسلك، كما يقول “أمیر علي أبوالفتح”، يزيد من إنعدام الثقة العالمية في الحكومة الأميركية أكثر من ذي قبل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب