خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
زيارة الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، للشرق الأوسط، والتي بدأت بـ”المملكة العربية السعودية”، قد تكون بداية مرحلة جديدة في هذه الجغرافيا المَّعقدة والمضطربة. بحسّب ما استهل “صادق ملكي”؛ تحليله المنشور على موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية”.
وبإعلان “الولايات المتحدة”؛ تحت قيادة “ترمب”، رفع العقوبات عن “سورية” ولقاء “أبو محمد الجولاني”؛ فضلًا عن الاستفادة من المزايا الاقتصادية والسياسية لتلك الزيارة، تُقدم نفسها أن تفكر فقط وفقط في المكاسب.
لقاء “الجولاني” ورفع العقوبات عن سورية..
وقد أعلن “ترمب”؛ بعد لقاء “الجولاني” في “السعودية”، أنه لا توجد عداوة دائمة، رغم أن “الجولاني” كان جاسوسًا من الأعداء.
لكن لقاء “ترمب” و”الجولاني”؛ الذي كان مطلوبًا بالنسبة لـ”الولايات المتحدة”، يفضح “أميركا” ويوضح أن الكثير من المعايير كانت جزءًا من لعبة ميدان السياسة.
المناورة الإيرانية..
وفهم هذه النقطة قد يكون عامل للمناورة الإيرانية؛ لأن “الجولاني” كان في الظاهر أكثر عداءً لـ”الولايات المتحدة” من “إيران”، ومع ذلك، ربما كان ظهور “الجولاني” و(داعش) وغيرهما جزءً كبيرًا من اللعبة وعاملًا لإخضاع وتدمير رأس مال “إيران” المادي والمعنوي.
على كل حال؛ يبدو أن مرحلة الألعاب المَّعقدة والمتعدَّدة في الشرق الأوسط قد بلغت نهايتها، ويجب أن يكون التأثير في الميدان السياسي بعد ذلك بسيطًا وشفافًا وألا يتعارض في الأجزاء الاستراتيجية مع المصالح الأميركية العامة.
وتسّعى “واشنطن” إلى تحقيق هذا الهدف بأدوات الضغط الصعبة في حال لم تتوفر إمكانية التحول الناعم.
فهم المرحلة الجديدة للشرق الأوسط..
وتأثير المرحلة الجديدة في الشرق الأوسط، تتجاوز هذه الجغرافيا، وفهمها مهم بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ باعتبارها قوة إقليمية، ومواءمة شروطها مع هذه المرحلة حتّمي لا يمكن تجنَّبه.
فإذا سّلمنا بأن إخضاع “إيران” هو الحلقة الأخيرة لـ”الشرق الأوسط الجديد”، فسوف نفهم تطورات الأحداث في “غزة ولبنان وسورية والعراق” بشكلٍ أفضل، وسنرى رحلة “ترمب” إلى الشرق الأوسط كمقدمة للتغييّرات القادمة، وسنُحدّد لأنفسنا مكانة لائقة في هذه التحولات.
أما “الولايات المتحدة” فقد تمكنّت من تغييّر “أوروبا” ما بعد الحرب بما يتوافق مع سياستها الاستراتيجية، ومن غير المُرجّح أن تعجز عن تنظيم الشرق الأوسط وفقًا لأهدافها الكبرى.
التغيير في استراتيجيات إيران حتمية..
وفي الواقع، يسعى النسيج الاجتماعي في الشرق الأوسط المُنهك من الحرب، والممتّد من “فلسطين” إلى “إسرائيل ولبنان وإيران” وغيرها… والذي أنهكته الحروب والتحديات، إلى تحقيق السّكينة التي يمكن أن يجلبها السلام عبر التخلي عن بعض المباديء والاستجابة للواقع الملموس.
المهم أن “إيران” قد بلغت؛ وكذلك الشرق الأوسط، النقطة الأخيرة بالحرب أو بدونها، والتغيّيرات الجذرية في الاستراتيجيات والسياسيات الإيرانية الداخلية والخارجية حتمية.
وإثمار المفاوضات “الإيرانية-الأميركية” قد يؤدي إلى إدارة التغييّرات في قطاعات مهمة من “إيران”، وهذا بحد ذاته يمكن أن يحول التهديد إلى فرصة تتَّيح لـ”إيران” والإيرانيين أن ينضموا إلى دائرة التنمية مثل دول المنطقة.
وقد تم احتبسّاب الأنفاس والتناقضات في جميع الأبعاد. وقد انتهت أيام الصراع والتناقض في مجال السياسة والحكم مع البيئة الاجتماعية للشعب الإيراني، وستبدأ مرحلة جديدة بأدوات صلبة أو ناعمة. لقد أثبتت “إيران” والإيرانيون؛ في اللحظات الحاسمة، وفي العديد من المنعطفات التاريخية، قدرة “إيران” على تجاوز المخاطر.
واليوم هو يوم حساس بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”. والسلطة في “إيران” بإدراكها الحقائق القائمة والمعتمدة على القوة؛ لا سيّما في اللحظات الحاسمة، لن يُساعد “إيران” فقط على تجاوز التهديدات، وإنما يجب أن يمنح “إيران” نصيبها ومكاسبها من التغيّيرات عبر إدارة قدراتها الهائلة في مواجهة التحولات.
ولتعبَّر “إيران” هذا الممر الصعب والتاريخي ليس فقط منتصرة، بل وأن تتمكن من وضع “إيران” والإيرانيين في المكانة التي يستّحقونها.