6 أبريل، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

“كلير هولينغورث” .. أول مراسلة حرب في العصر الحديث

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

لم تكن تعلم المراسلة الشابة “كلير هولينغورث” أن رسالتها التي أنبأت بها العالم ببداية الحرب العالمية الثانية سوف تجعلها أول وأشهر مراسلة عسكرية في العصر الحديث.

ولعبت الصدفة والطموح دوراً كبيراً في حياة “هولينغورث”، إذ لاحظت مرور أول قافلة من الدبابات الألمانية أثناء توجهها لغزو بولندا، وكانت مراسلة جريدة “ديلي تليغراف” البريطانية آنذاك في طريقها من بولندا إلى الحدود الألمانية في إطار عملها بعد أسبوع واحد من استلامها الوظيفة.

أدركت الفتاة الشابة أنها أمام خبر خطير للغاية قد يغير خريطة العالم، فأسرعت عائدة إلى مكان عملها في بولندا وأرسلت رسالة إلى الجريدة تخبرها فيها بما رأت وكان هذا هو السبق الصحافي الذي أخبر العالم بالغزو النازي لبولندا وبداية الحرب العالمية الثانية، ثم توجهت إلى مكتب السفير البريطاني في العاصمة البولندية وصرخت فيه مؤكدة على أن الحرب قد بدأت للتو، لكنه لم يصدقها وأكد لها أن المفاوضات لا تزال مستمرة ولم يعرف أنها حملت له معلومة لم يسبقها إليها أحد حتى سمع بنفسه صوت الدبابات الألمانية أثناء دخولها المدينة.

ولدت “هولينغورث” في بلدة “كينغتون” غربي مدينة “لستر” في إنكلترا في 10 تشرين أول/أكتوبر عام 1911، وتوفيت بهونغ كونغ في كانون ثان/يناير عام 2017 عن عمر ناهز 105.

وظيفة “للرجال فقط”..

استمرت “هولينغورث” في عملها كمراسلة وصحافية تغطي أخبار الحروب في عدة بلدان حتى تحولت إلى مرجع لمراسلين الحرب، بعدما كان قد ختم على هذه الوظيفة بختم “للرجال فقط”.

ورغم أن رغبتها في تغطية حرب إفريقيا كانت قد قوبلت بالرفض لكونها امرأة، إلا أنها بعدما أصبحت أول من أخبر العالم ببداية الحرب العالمية الثانية، تمكنت من تحقيق حلمها في نقل أحداث الحرب في فيتنام والجزائر والهند وباكستان والثورة الثقافية في الصين، إلى العالم.

وقضت السيدة الطموحة حياتها بين ثنائي خطير هو مزيج من الصحافة وروح المغامرة، إذ وهبت عمرها للعمل مراسلة في أخطر المواقع وأشدها إلتهاباً، وكانت تميل إلى روح المغامرة، وكان هذا الثنائي الذي يحمل جانباً كبيراً من الخطورة هو المحبب إلى قلبها طوال فترة عملها.

ومن بين النجاحات التي حققتها أيضاً أنها كانت أول صحافي يجري حوار مع شاه إيران آنذاك، “محمد رضا بهلوي”.

والدها وراء تطوير موهبتها في الكتابة..

بدت على “هولينغورث” منذ الطفولة معالم حب الكتابة، ورغم معارضة والدتها إلا أن كان لوالدها الدور الأكبر في تطوير موهبتها من خلال السماح لها بزيارة مواقع تاريخية ذات طابع عسكري، مثل مسارح الحرب في المملكة المتحدة وفرنسا وهناك قضى ساعات يحكي لها عن الجيوش وتسليحها واستراتيجيات الحروب وأسبابها وجوانب الإخفاق.

وكانت أعمالها ذات الطابع الإنساني مرتبطة بالحروب والصراعات أيضاً، إذ عملت في منظمة لدعم آلاف الفارين اليهود خوفاً من البطش النازي في أوروبا، وخلال الفترة ما بين آذار/مارس وتموز/يوليو من العام 1939 ساهمت في إنقاذ آلاف الاشخاص من خلال منحهم جوازات سفر بريطانية.

شغوفة بعملها أكثر من الحياة الشخصية..

أن تكون سعيداً في عملك شعور لا يصل إليه الكثيرون، لكن “هولينغورث” كانت شغوفة بعملها لدرجة أنه كان يمثل لها مصدراً للسعادة والمتعة، ذلك لأنها تقدر أهمية المعلومة ومصدرها بالإضافة إلى ما به من جانب كبير من المغامرة، وقالت أثناء حوار صحافي: “أقضي كل وقتي في العمل، طوال اليوم أنقل الأخبار وفي المساء وفي الأجازات الأسبوعية أقوم بتأليف الكتب، وأشعر بالشغف في العمل أكثر من حياتي الشخصية”.

وفي حوار آخر ذكرت: “تعودت على النوم على الأرض كي لا أشعر بالاختلاف عندما لا تسنح لي وسائل الراحة في الأماكن التي كنت أعمل بها في تغطية الأحداث”.

“كلير هولينغورث” تلك المرأة التي أبهرت العالم وقدمت نموذجاً يحتذى به للمرأة القوية التي يمكنها النجاح في أي عمل، وأكدت أن السيدات يستطعن تحقيق أحلامهن رغم صعوبتها لم تتمكن من الاستمرار طويلاً في زيجاتها وفضلت حياة الكتابة والدبابات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب