كفاح “بايدن” .. للخروج من مأزق “الاتفاق النووي” !

كفاح “بايدن” .. للخروج من مأزق “الاتفاق النووي” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

صدق “جو بايدن”، في يومه الأول، على عدد 15 قرار تلغي أهم سياسات إدارة “دونالد ترامب”، في مجالات مثل: “اتفاقية باريس”، والجدار المكسيكي وغيرها.

ومع أن “بايدن”؛ قد قال أثناء التوقيع: “لا أملك رفاهية الوقت”. لكن يبدو أن لديه الكثير من الوقت، فيما يخص “إيران” !.. إذ لم يرتبط أيًا من هذه القرارات بـ”الاتفاق النووي” الإيراني.

ولذلك يعتقد الكثيرون أن “بايدن”؛ لن يتخذ، حتى انتخابات الرئاسة الإيرانية 2021م، موقف فعال إزاء الملف النووي الإيراني. ويتعلل المدافعون عن هذا التوجه؛ ببقاء مدة 6 شهور فقط على الانتخابات الإيرانية.

بينما يعدد المفكرون السياسيون، الكثير من الخيارات للأشهر المقبلة؛ كالإجماع وتشديد العقوبات والعودة الفورية لـ”الاتفاق النووي” وغيرها. بحسب صحيفة (قدس) الإيرانية الأصولية.

وفيما يلي نعرض بشكل مختصر؛ لآراء خبراء الشأن الدولي، ورؤيتهم لتعاطي إدارة “بايدن”، مع “إيران”، خلال الأشهر القليلة المقبلة…

“علي بيگدلي”؛ الأستاذ بجامعة “بهشتي”..

رغم أن التطورات “الإيرانية-الأميركية” قد اتخذت، خلال السنوات الأخيرة، منحى سلبي، لكن ومع الأخذ في الاعتبار لخيارات الإدارة الأميركية الجديدة، يبدو أن “بايدن” يسعى لحل الخلافات مع “إيران”.

في الوقت نفسه فقد تبلورت، خلال الأيام الأخيرة، سلوكيات جديدة، حيث جددت “فرنسا” التحذير من الأنشطة النووية الإيرانية، وسافر “كوهين”، رئيس (الموساد) إلى “واشنطن” للتباحث مع الرئيس الأميركي حول “الاتفاق النووي”.

من جهة أخرى، فإن تشكيل مربع في الشرق الأوسط، من “تركيا والسعودية ومصر وإسرائيل”، سيكون شديد السوء بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”، لذلك علينا الاستفادة من الإستراتيجية حكيمة؛ وإبداء المزيد من المرونة.

فلا سبيل سوى المفاوضات، وسوف يسعى “بايدن” للحشد ضد “إيران”.

“مصطفى خوش ݘشم”؛ خبير الشأن الدولي..

تكبدت “إيران” تكلفة باهظة؛ بسبب عقوبات “أوباما” و”ترامب”، حيث استفاد كلاهما من أداة التهديد في تغيير الحسابات الإيرانية.

لكن أثر العقوبات، في فترة “ترامب”، كان أقل؛ وأقترن بإسقاط مصداقية التهديدات لأسباب، مثل قصف قاعدة (عين الأسد)، وإسقاط مسيرة، (غلوبال هوك)، وتوقيف السفينة البريطانية وغيرها.

بعبارة أخرى؛ تضررت آلية التهديد والعقوبات في عهد “ترامب”. وبالتالي فسوف يستفيد، “بايدن”، في تقديم إمتيازات صغيرة، مثل تفعيل آلية (إينستكس) بمقدار حجم تصديرات “النفط الإيراني” الفعلي، واتخاذ خطوات بناء الثقة؛ مثل رفع عقوبات وزراء النفط، “زنگنه”، والخارجية، “ظريف”، وكذلك السماح بتصدير السلع الإنسانية؛ مثل مصل (كورونا)، إلى جانب الاستفادة من آلية العقوبات والتهديد بالخيار العسكري بغرض إنهاك “الجمهورية  الإيرانية” والتأثير على حساباتها.

“مهدي مطهرنيا”؛ عضو الهيئة العلمية جامعة “آزاد”..

“ترامب”؛ كان ظاهرة نهضت من “نيويورك”، لكن “بايدن”؛ باعتباره الوريث الأعظم لـ”الحزب الديمقراطي”، هو نوع من التوليف، بين “أوباما” و”ترامب”.

وسوف يتجه، خلال الأشهر القليلة المقبلة، لإقرار حكومته وحل مشكلات مثل (كورونا)، والاتقسام السياسي بسبب انتخابات 2020م، والمشكلات الاقتصادية.

وسوف يعمل في الوقت نفسه؛ على تصدير التفاؤل لـ”إيران”؛ بدلاً من الخوف، والتقارب بدلاً من الاستبداد، وتحسين صورة “الولايات المتحدة” باعتبارها حكومة مسؤولة على الساحة الدولية، والعودة إلى “الاتفاق النووي” بشروط.

إن فريق “بايدن”؛ هو بالحقيقة فريق مفاوضات، لكنه سواجه تحدي كبير إزاء “إيران”. وبالنظر إلى احتمالات حدوث إنفراجة مبدأية، فالمبادرة مع “طهران”.

“سيد جلال ساداتيان”؛ مدير عام وزارة الخارجية السابق..

من أهم إستراتيجيات “بايدن”؛ تهدئة الشرق الأوسط، نقل القوات الأميركية إلى الشرق الأقصى، التحرر النسبي من “إسرائيل”؛ مع المحافظة على أمن “الكيان الصهيوني”، التشاور مع حلفاء “واشنطن” للاتفاق على معايير في الإدارة العالمية وإحياء التعددية.

ولو تريد “واشنطن” الحشد ضد البرنامج الصاروخي والدور الإيراني الإقليمي، فإن هذه المسألة لن تكون سهلة على المدى القصير. ويتعين على الحكومة الإيرانية الجديدة اختيار دبلوماسيون خبراء للصمود ضد هذا الحشد.

“أمير علي أبوالفتح”؛ خبير الشأن الأميركي..

يتوقع ملايين الأميركيين، من الرئيس الجديد، حل المشكلات المتعلقة بـ (كورونا)، ثم مواجهة المشاكل الاقتصادية والبطالة، بخلاف معضلة الهجرة.

ومن الطبيعي أن يُضطر “بايدن”، في الفصل في هذه المشكلات، أبتداءً ثم التوجه صوب المصالحة الوطنية ورأب الصدع الأميركي الداخلي.

في ضوء هذه الأوضاع؛ يسكون من العسير الفصل في مسألة “الاتفاق النووي”.

بشكل عام؛ سوف يسعى “بايدن”، على صعيد العلاقات الخارجية، لاحتواء “روسيا” و”الصين”، وترميم العلاقات مع “أوروبا”، والسيطرة على الحرب اليمنية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة