19 أبريل، 2024 4:05 ص
Search
Close this search box.

“كشمير” .. وسيلة “إردوغان” للتقرب من باكستان وقنبلة تُفجر علاقته بالهند !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

فى خطوة تؤشر على إتجاه العلاقات “الهندية-التركية” إلى الانهيار، غداة تصريحات جديدة لـ”إردوغان” حول “إقليم كشمير”، المتنازع عليه بين “الهند” و”باكستان”، خلال زيارته، الأسبوع الماضي، إلى “إسلام آباد”.

واستدعت “الهند”، السفير التركي لديها، أمس، لتقديم احتجاج دبلوماسي على تصريحات الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بشأن “إقليم كشمير”، المتنازع عليه مع “باكستان”.

وكان “إردوغان”، قد قال إن وضع الشطر الهندي من “كشمير” آخذ في التدهور بسبب التغييرات الجذرية التي طبقتها “نيودلهي” في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة، وأن “تركيا” تتضامن مع شعب “كشمير”.

وقالت “وزارة الخارجية” الهندية إنها أبلغت السفير التركي، “شاكر أوزكان تورونلار”، بأن تصريحات “إردوغان” أفتقرت لفهم تاريخ النزاع في “كشمير”.

وقال المتحدث باسم الوزارة، “رافيش كومار”: “الموقف الأخير ضرب مثالًا آخر على نمط التدخل التركي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. تعتبر الهند ذلك أمرًا غير مقبول البتة”، مضيفًا أن “الهند” قدمت احتجاجًا رسميًا دبلوماسيًا قويًا لـ”تركيا”.

رفض التدخل في الشؤون الداخلية..

وكانت “وزارة الخارجية” الهندية قد دعت، القيادة التركية، إلى عدم التدخل في شؤونها الداخلية، مؤكدة رفضها لجميع التصريحات الصادرة عن الجانب التركي حول الوضع في الجزء الهندي من “كشمير”.

وقال الناطق باسم الوزارة، في بيان: “إن الهند ترفض جميع الإشارات لولاية جامو وكشمير، التي تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الهند. ندعو القيادة التركية إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للهند، وأن تجري تقييمًا دقيقًا للوقائع، بما فيها التهديد الإرهابي الكبير القادم من باكستان، والذي يستهدف الهند والمنطقة”.

وقال “إردوغان” إن بلاده ستواصل دعم “باكستان” والوقوف معها في وجه الضغوط السياسية التي تتعرض لها، مضيفًا: “لن ننسى تقاسمهم رغيف الخبز معنا في حرب استقلالنا”.

إلغاء الحكم الذاتي في آب 2019..

وتعتبر “الهند”، “إقليم كشمير” بأكمله، جزءًا لا يتجزأ من البلاد. وألغت “الهند” الحكم الذاتي لـ”كشمير”، في آب/أغسطس 2019، وأخضعته للحكم الاتحادي؛ وتقول إن ذلك يهدف إلى دمج المنطقة بالكامل في “الهند” والقضاء على تمرد مستمر منذ 30 عامًا هناك. وأدانت “باكستان”، التي تُسيطر على شِطر من “كشمير”، الخطوة. كما دعت دول مسلمة مثل: “تركيا وماليزيا”، “الهند”، لإعادة النظر في تلك الإجراءات.

وتلقي “الهند” بمسؤولية تأجيج التمرد في “كشمير”، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف، على “باكستان”. وأتهمت “نيودلهي”، “أنقرة”، بمحاولة تبرير استغلال “باكستان” لما وصفته: “بالإرهاب عبر الحدود”.

وتنفي “باكستان” أي ضلوع مباشر لها في التمرد، لكنها تقول إنها تقدم دعمًا دبلوماسيًا ومعنويًا للشعب الكشميري في نضاله من أجل تقرير المصير.

إلغاء زيارة “مودي” كتعبير عن الاستياء !

يُشار إلى أنّ رئيس الوزراء الهندي، “ناريندرا مودي”، كان قد ألغى زيارة كانت مقررة لـ”أنقرة”، في أواخر 2019، وذلك لإظهار استيائه من تعليقات الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، إزاء إلغاء “الهند” للوضع الخاص لـ”كشمير”.

وكان “إردوغان” قد حثّ “الهند” على عقد مباحثات مع “باكستان” حول “إقليم كشمير”، المتنازع عليه، بعد أن قرّر “مودي”، في آب/أغسطس 2019، إلغاء الوضع الخاص المستمر منذ سبعة عقود للشطر الخاضع لسيطرة “الهند” من “إقليم كشمير”.

وحينها؛ ذكرت وكالة (بلومبرغ) للأنباء أن صحيفة (هيندو) نقلت عن المسؤولين القول؛ إن تأجيل الزيارة يأتي بالإضافة إلى تدابير أخرى من بينها إلغاء محتمل لعطاء بقيمة 2.3 مليار دولار تمّ منحه لشركة “أناضول شيبيارد” التركية لبناء السفن، في وقت سابق هذا العام، لمساعدة شركة “هيندوستان شيبيارد” المحدودة في بناء خمس سفن لدعم الأسطول الهندي حمولة كل منها 45 ألف طن.

ودخلت “تركيا” على خط الوساطة بين الجارتين النوويتين، “الهند” و”باكستان”، مع إنحياز واضح للأخيرة، وذلك لنزع فتيل التوتر الذي تصاعد بينهما، في شهر شباط/فبراير الماضي، حيث رحبت كل من “إسلام آباد” و”نيودلهي” بتلك الجهود.

ترحيب “عمران خان”..

وعوّل “عمران خان” على العلاقة الجيدة التي تربطه بـ”إردوغان”، والتي توجتها زيارته لـ”تركيا”، مطلع العام الحالي، على إمكانية أن تلعب “تركيا” دورًا في التهدئة مع “الهند”.

وعمل “إردوغان” على تعزيز علاقات بلاده مع “باكستان”، العدو التقليدي لـ”الهند”، وذلك ضمن مساعي استغلال “عمران خان”، كرئيس لوزراء “باكستان”، في إعادة “الإخوان” للحكم، وإن بأسلوب غير ظاهر للعلن، وذلك ضمن مُخططات تحقيق أهداف الإسلام السياسي.

وقدّمت “باكستان” دعمًا نادرًا لـ”تركيا”، في هجومها الأخير على المقاتلين الأكراد في “سوريا”، فيما من المتوقع أن يزور الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، “إسلام آباد”، في وقت لاحق هذا الشهر.

حيل مفضوحة وغير مجدية..

ويرى موقع (العين) الإخباري أن الموقف الهندي الحاسم يُشير إلى أن تكتيك “إردوغان” وحيله الاستعمارية القديمة باتت مفضوحة وغير مجدية؛ ما يجعل وهمه المتعاظم من أجل استعادة “الخلافة العثمانية” الساقطة، منذ وصوله و”حزب العدالة والتنمية” للحكم في “تركيا”، ورقة محروقة في أعين العالم.

وذكر أن المواقف المتذبذبة كان لابد من صدها عبر لهجة حادة، ذلك أن الإصطفاف الكاذب الذي تبديه اليوم “أنقرة” إلى جانب “إسلام آباد”، لطالما أظهرته لـ”نيودلهي” في وقت ما، لكن مع تبدل مصالحها، تتغير بوصلة الدعم، ويحضر ويغيب مفهوم الحياد الكاذب الذي تُعلنه بين الحين والآخر.

يؤجج الصراعات بين الأطراف..

وبغض النظر عن التصريحات الجوفاء، تشي الحيثيات والحقائق بأن “إردوغان” دخل على الخط في النزاع “الهندي-الباكستاني” حول “إقليم كشمير”، لتأجيج الصراعات بين الأطراف المتنازعة في الخفاء، والوقوف في العلن على الحياد، لضمان السيطرة وتحقيق أعلى المكاسب من الجانبين، قبل أن ينزع ثوب الحياد ويتموقع بشكل فج.

وأوضح الموقع أنه حين يتعلق الأمر بـ”كشمير”، لا يتردد “إردوغان” في إرتداء قناعين، إسلامي وعلماني. فتارة يرتدي القناع الأخير ويدعم “الهند” في نزاعها مع “باكستان” حول “كشمير”، مقابل إقامة علاقات اقتصادية متينة وفتح أسواق جديدة للأتراك في هذا البلد.

ولكن حين يلتقي الباكستانيين، يُلقي بالوجه العلماني ويُظهر آخر إسلاميًا، ويتقمص دور الشقيق الأكبر ورجل السلام والمحبة.

صفقات اقتصادية وعسكرية..

بيد أن الموقف الأخير لـ”نيودلهي” يُشير إلى أن سلطات هذا البلد تفطنت أخيرًا لسياسة المكيالين، التي يعتمدها “إردوغان” لإمتصاص عشرات المليارات من حكومة “نيودلهي” ذات الاقتصاد القوي، والحصول على المزيد من الصفقات والعقود العسكرية والاقتصادية من “إسلام آباد”، وعلى موطيء قدم في “المحيط الهندي” ومنطقة “جنوب آسيا”.

سياسة إبتزاز أراد من خلالها تأجيج النزاع عبر الطرفين في الخفاء؛ مقابل حصد مليارات تساعده على تخفيف حدة الأزمات الاقتصادية التي تضرب بلاده منذ فترة، وليس ذلك فقط، وإنما يخطو عبر ذلك نحو تجسيد وهمه باستعادة أمجاد “الإمبراطورية العثمانية”، وتنصيب نفسه سلطانًا على العالم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب