كشف اساليب المخبر السري بايصال الناس لحبل المشنقة

كشف اساليب المخبر السري بايصال الناس لحبل المشنقة

‏ ‏
في رسالة مثيرة الى قضاة محكمة التمييز العراقية يكشف المحامي العراقي بيدع عارف معلومات مذهلة عن ‏اساليب المخبر السري في الايقاع بالمواطنين عن طريق معلومات مزيفة تقود بهم في الختام الى حبل ‏المشنقة. ‏

ويقول المحامي في رسالته الى القضاة التي حصلت (كتابات) على نسخة منها انه “في الوقت الذي ‏اقدر  نزاهة ومهنية قضاة محكمة التمييز الاتحاديه فاني اجد لزاماً ان اوضح الحقائق والوقائع التالية ‏والتي تضع قضاة هذه المحكمة العليا التي يتعلق بقراراتها مصير المواطنين الأبرياء وسفك دمائهم ‏‏(في صورة ما يحدث في هذا البلد ) استناداً الى تقارير من مخبرين سريين  لا دين ولا ضمير لهم او ‏اعترافات انتزعت منهم تحت اشنع طرق التعذيب التي تمارسها جهات تحقيقيه لا صله لها بالقضاء لا ‏من بعيد ولا من قريب إضافة الى ان معظم الاعترافات تنتزع بشكل غير قانوني وغير مشروع وهي ‏كما اسلفت تحت تأثير التعذيب والموثق في معظم الحالات بتقارير طبية أضافه الى ان الجهات ‏التحقيقية هذه لا صله لها ولا معرفه  لها بابسط المبادئ القانونية ولا تمتلك مؤهلات قضائية ولم ‏تتخرج من دورات ينضمها مجلس القضاء لا بل اؤكد بان معظم هذه الاعترافات تنتزع في ثكنات ‏عسكريه هي بعيده كل البعد عن ابسط مبادئ التحقيق .. أضافه الى ذلك فان قرارات التحقيق غير ‏الشرعيه تنسب مصادرها الى المخبر السري”.‏
ويسرد المحامي نبذه مختصرة عن هؤلاء الذين يسمون بالمخبرين السريين فيقول ان المخبر السري ‏هو موظف او منتسب او متعاقد  مع الجهة القابضة ويأخذ راتبا” شهريا” او على دفعات عن كل ‏قضيه يقوم بالإخبار عنها ومن مصلحته ان يقوم بالإخبار عن  اكبر عدد ممكن  من حوادث ينسبها الى ‏أشخاص أبرياء تحت ضغط الجهة التحقيقية القابضة  أضافه الى انه كلما زاد عدد الاخبارات الكاذبه ‏‏ التي يرفعها كلما زادت حصيلة الدفعات الماديه  .‏
ويشير الى ان المخبر السري يبدأ دوره كما يلي : عندما تلقي الهيئة التحقيقة القبض على متهم تختاره ‏هذه الهيئة لأسباب معينه يتحرك هذا المنتسب او بشكل اصح الى مركز الشرطة الذي وقعت  في ‏حدود الجريمة .فيبادر بالاستفسار عن الحوادث التي وقعت في تلك المنطقة التي يقع مركز الشرطة ‏فيها .. وخصوصا في سنوات القتال الطائفي من عام 2003الى عام 2007 فيأخذ تقرير مفصل عن ‏هذه الحوادث اني هنا سادتي القضاة اجد لزاما ان أوضح لجنابكم الكريم  هناك حشدا هائلا من ‏المظلومين القابعين وراء قضبان السجون مع صمت وتعتيم وتجاهل رهيب مما يتعرضون له من ‏ممارسات يندى  لها الجبين .. أنا  بصدد الحديث عن واحدة من اكبر جرائم القانون على مدى التاريخ ‏فهنا في بلدي عمليه ظلم جماعي لاتقل في قسوتها عن إبادة جماعية لم يرتكبوا جرما قط سوى أنهم ‏كانوا ضحية المخبر السري الكاذب والوشيات الواهية والأحقاد الطائفية وهنا أعود  لأكشف لكم سرا ‏خطيرا عن خلفيه المخبر السري.‏
ويؤكد المحامي ان المخبر السري هو في الحقيقة موظف او منتسب لدى الجهة القابضه او متعاقد معها ‏فكلما زادت عدد اخباراته ازدادت  حصيلته الماليه فحين يلقى القبض على متهم تختاره الجهة القابضه ‏لغايات معينه يوعز لهذا المنتسب (المخبر) بالتحرك الى مركز الشرطه التي وقعت في حدوده حادثه ‏او حوادث ويقوم المخبر بالسؤال عن هذه الحوادث وتفاصيلها التي وقعت في تلك المنطقه خلال السنه ‏الاخيرة او السنتين الاخيرتين ويزود بتقرير مفصل عن هذه الحوادث وتاريخها ويقوم بدوره بتقديمها ‏الى الهيئة التحقيقة حيث ينتظرها هناك من يريد الايقاع بهذا المتهم او المتهمين ويقوم الاخير بتقديم ‏هذه المعلومات الى رؤسائه لكي يبين نشاطه ومقدرته بكشف حوادث قام بها مجهولين لم يستطع هو ‏والسلطات التوصل الى هوياتهم وهنا تبدا حفله تعذيب الشخص الذي اختاروه واجباره بالتعذيب ‏الوحشي بالاعتراف عن كل هذه الحوادث التي وقعت ضمن قاطع المركز المذكور فتاتي بالطبع ‏المعلومات بوقوع هذه الحوادث التي اعترف عليها هذا المتهم او المتهمين متطابقة مع ما املي عليه ‏ولإكمال هذا المخطط تقوم الهيئة الحقيقة بطلب أصول الإخبار من مركز الشرطة المختص وبعد ان ‏تاتيهم أصول الاخبارات بحدوث  هذه  الافعال  التي  لا علاقة له بها لآمن قريب ولا من بعيد فيقومون ‏بعرضها على قاضي التحقيق  ويحرصوا على  الحضور في غرفه القاضي في معظم الأحيان  لكي ‏يتأكدوا بانه لن يتراجع عن أقواله او ينتظرونه خارج غرفه قاضي التحقيق(عندما يكون هناك قاضي ‏تحقيق صارم في تطبيق القانون حيث يقوم بمنعهم من حضور التحقيق )  ليكونوا له بالمرصاد في ‏حالة رجوعه عن أفادته حيث سنتتظره حفله جديدة ..حفله أعاده تعذيبه بأشنع الوسائل الشنيعة واعرض ‏لمقامكم الكريم مثل واحد لما يحدث وهي قضيه المتهمين (جعفر مصطفى حامد وعلي محمد حافظ) ‏رقم الدعوى (15_هيئة عامه ع 2008 ت 56) التي تتعلق بقضية مقتل اولاد النائب مثال الالوسي ‏والتي لازالت منظورة أمام محكمتكم وهي مثال واحد من عشرات الألف من القضايا التي تحدث في ‏هذا البلد المبتلى
ويختم المحامي موجها كلامه الى قضاة التمييز قائلا “أليكم سادتي القضاة اتجه  منطلقا من واجبي ‏المهني والأخلاقي والإنساني حرصا مني وانتم قبلي على تحقيق العدالة وعدم سوق البريء إلى ساحة ‏الإعدام عن فعل لم يقم به  ..أنا فخور بعدالة محكمتكم واعرف أنكم في معظم الحالات  تقعوا  أسرى ‏لما يقدم لكم من وقائع غير صحيحة ..أناشدكم والفت عنايتكم إلى التمعن في القضايا التي تنظرونها ‏وأنا لا اشك للحظة واحدة بعدالة محكمة التمييز وقراراتها فانتم  ولازلتم جزء من قضاء  وادي ‏الرافدين العتيد” .‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة