كسكين حاد في قالب من الزبد .. “طالبان” تنتشر وتسيطر على المدن الأفغانية أمام صمت وقلة حيلة الجميع !

كسكين حاد في قالب من الزبد .. “طالبان” تنتشر وتسيطر على المدن الأفغانية أمام صمت وقلة حيلة الجميع !

وكالات – كتابات :

فرضت حركة (طالبان) سيطرتها، اليوم الجمعة، على مدينة “بولي علم” الرئيسة، في محافظة “لوغار”، والواقعة على مسافة: 50 كلم فحسب عن جنوبي “كابول”، وفق ما نقل مسؤول محلي.

وقال “سعيد قريب الله سادات”؛ لـ (فرانس برس)؛ إن: “(طالبان) تُسيطر على كافة المنشآت الحكومية، في بولي علم.. وفرضوا سيطرة تامة والمعارك متوقفة حاليًا”.

الاستيلاء على “قندهار”..

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة؛ أعلنت حركة (طالبان) الاستيلاء على مدينة “قندهار”، ثاني أكبر المدن الأفغانية، في خطوة قد تُمثل انتصارًا كبيرًا للمسلحين.

وكانت المدينة معقلاً سابقًا لـ (طالبان)، وتحتل أهمية إستراتيجية كمركز تجاري بارز. وسقطت عدة مدن، يوم الخميس، في سلسلة انتصارات جديدة لمسلحي الحركة.

واشنطن تجلي موظفيها..

وقالت “الولايات المتحدة”؛ إنها سترسل قرابة ثلاثة آلاف جندي إلى “أفغانستان” للمساعدة في إجلاء الموظفين من “السفارة الأميركية”.

وأضافت أنها سترسل قوات إلى “مطار كابول” للمساعدة في إجلاء عدد: “كبير” من موظفي السفارة في رحلات خاصة.

وقالت “وزارة الخارجية” الأميركية؛ إن وزير الخارجية، “آنطوني بلينكن”، ووزير الدفاع، “لويد أوستن”، تحدثا إلى الرئيس، “أشرف غني”، الخميس، وأبلغوه أن “الولايات المتحدة”: “ما زالت تستثمر في أمن واستقرار أفغانستان”. كما قالوا إن “الولايات المتحدة” ملتزمة بدعم حل سياسي.

تأمين الموظفين المتعاونين..

وقالت “بريطانيا”؛ إنها ستنشر أيضًا نحو 600 جندي على أساس تقديم دعم قصير الأجل للمواطنين البريطانيين الذين يغادرون البلاد، بعد تقليص عدد الموظفين العاملين في “السفارة البريطانية”، في “كابول”، إلى فريق أساس.

وقال وزير الداخلية الألماني، “هورست سيهوفر”، الجمعة، إنه يتعين على “ألمانيا” التخلي عن البيروقراطية لتمكين الموظفين المحليين، الذين عملوا مع جيشها في “أفغانستان” من مغادرة البلاد بسرعة. وأضاف في بيان له أن: “الوضع في أفغانستان أصبح أكثر تهديدًا، ليس هناك وقت للبيروقراطية، يجب أن نتحرك”.

الاستيلاء على الأراضي بسهولة..

وتحرك المسلحون بسرعة، واستولوا على أراض جديدة في ظل انسحاب القوات الأميركية والأجنبية الأخرى، بعد 20 عامًا؛ من العمليات العسكرية.

وفي غضون ساعات؛ استولوا، يوم الخميس، على بعض أهم المدن الأفغانية: “هرات وغزني وقلعة نو”.

كما أعلن متحدث باسم (طالبان) أن: “قندهار قد احتُلت بالكامل”، بيد أنه لا يوجد تأكيد لذلك.

وقالت مصادر لـ (بي. بي. سي)؛ إن المسلحين سيطروا على مدينة “لشكركاه”، عاصمة “إقليم هلمند” في جنوب البلاد، على الرغم من عدم تأكيد ذلك.

وتسيطر (طالبان) حاليًا على معظم مناطق شمال “أفغانستان”، ونحو ثلث العواصم الإقليمية في البلاد.

وثمة مخاوف متزايدة من مواصلة المسلحين هجومهم السريع على العاصمة، “كابول”، بعد أن فر عشرات الآلاف من المدنيين من القتال العنيف في الشوارع.

وقال “أنبارسان إثراغان”، محرر شؤون جنوب آسيا لـ (بي. بي. سي)، إن: “سرعة تقدم (طالبان) صدمت حتى المحللين العسكريين المخضرمين”.

ونقل مسؤول دفاعي أميركي عن المخابرات الأميركية؛ قولها، هذا الأسبوع، إن (طالبان) قد تستولي على “كابول”، في غضون 90 يومًا.

وقال وزير الدفاع البريطاني، “بن والاس”؛ إن “أفغانستان” تتجه نحو دولة فاشلة وحرب أهلية؛ تزدهر فيها جماعات مثل (القاعدة) ومن المرجح أن تشكل تهديدًا للغرب مرة أخرى.

لماذا تعتبر “قندهار” مهمة جدًا ؟ 

تُعد “قندهار” معقل (طالبان) السابق، وتمثل السيطرة على المدينة جائزة كبرى للمسلحين.

وكان المسلحون قد احتلوا أطراف المدينة عدة أسابيع؛ قبل أن يشنوا هجومهم على المركز.

واخترقت حركة (طالبان)، يوم الأربعاء، “سجن قندهار المركزي”، وأظهرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الخميس، مسلحين في وسط المدينة.

وقال أحد السكان، لوكالة (فرانس برس) للأنباء؛ إن القوات الحكومية انسحبت على ما يبدو بشكل جماعي إلى منشأة عسكرية خارج المدينة الواقعة جنوبي البلاد.

وتُعد “قندهار” مهمة من الناحية الإستراتيجية بسبب مطارها الدولي وإنتاجها الزراعي والصناعي؛ ومكانتها كواحدة من المراكز التجارية الرئيسة في البلاد.

كما تُمثل مدينة “غزني”، التي استولوا عليها، يوم الخميس، مكسبًا كبيرًا لـ (طالبان)، نظرًا لموقعها على الطريق السريع الواصل، بين “كابول” و”قندهار”، والذي يربط معاقل المسلحين في الجنوب بالعاصمة، “كابول”.

في غضون ذلك، ظلت مدينة “هرات”، وهي مدينة قديمة على “طريق الحرير”، تحت الحصار منذ أسابيع قبل أن تنسحب قوات الأمن إلى ثكنات الجيش.

أصبحت مقلقة عالميًا..

ويُظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي المسلحين؛ وهم يركضون في شارع مركزي ويطلقون النار من أسلحتهم، وشوهد علم (طالبان) يرفرف فوق مقر للشرطة.

وقال “معصوم جان”، أحد سكان “هرات”، لوكالة (فرانس برس) للأنباء: “تغير كل شيء في وقت متأخر بعد الظهر. دخلوا (مسلحو طالبان) المدينة بسرعة، ورفعوا أعلامهم في كل ركن من أركان المدينة”.

وقالت “السفارة الأميركية”، في “كابول”؛ إنها علمت أنباء تفيد بأن (طالبان) كانت تعدم القوات الأفغانية التي كانت تستسلم، قائلة إن ذلك: “مقلق للغاية ويمكن أن يُشكل جرائم حرب”.

وتقول “الأمم المتحدة” إن أكثر من ألف مدني قتلوا في “أفغانستان”، الشهر الماضي.

كما نزح، هذا الأسبوع فقط؛ آلاف الأشخاص داخليًا من المقاطعات الشمالية، وسافروا إلى “كابول” بحثًا عن الأمان، ووصل نحو: 72 ألف طفل إلى العاصمة في الأيام الأخيرة، وهم ينامون في الغالب في الشوارع، وفقًا لـ”منظمة إنقاذ الأطفال”.

وأُقيمت مخيمات مؤقتة في أحراش تقع في ضواحي العاصمة، فيما وردت أنباء تفيد بأن كثيرين آخرين ينامون في الشوارع أو في مخازن مهجورة.

وقال بائع متجول، يبلغ من العمر (35 عامًا)، فر من مقاطعة “قندوز”؛ بعد أن أضرمت حركة (طالبان) النار في منزله، لـ (بي. بي. سي): “ليس لدينا نقود لشراء الخبز أو الحصول على بعض الأدوية لطفلي”.

ووصف “برنامج الغذاء العالمي”، نقص الغذاء: بالـ”مريع”. وحذر من كارثة إنسانية.

وهددت الحكومة الألمانية بوقف دعمها المالي السنوي، البالغ: 500 مليون دولار لـ”أفغانستان”، إذا سيطرت (طالبان) على البلاد بالكامل.

كما علّقت “ألمانيا”، الإعادة القسرية للمواطنين الأفغان، الذين لم تُقبل طلبات لجوئهم، وتقول الحكومتان: الفرنسية والدنماركية؛ إنهما ستتبعان نفس السياسة.

ماذا تفعل الحكومة الأفغانية ؟ 

أخفق الرئيس الأفغاني، “أشرف غني”، حتى الآن؛ في توحيد الفصائل الأفغانية ضد حركة (طالبان).

وكان “غني”؛ قد سافر، يوم الأربعاء، إلى مدينة “مزار الشريف” الشمالية، والتي تُعد معقلاً تقليديًا مناهضًا لـ (طالبان)، في مسعى لحشد القوات الموالية للحكومة.

كما أجرى محادثات أزمة مع أمير الحرب الأوزبكي، “عبدالرشيد دستم”، والزعيم الطاجيكي البارز، “عطا محمد نور”، بشأن الدفاع عن المدينة.

وسعى “غني”، على مدى سنوات، إلى تهميش أمراء الحرب في محاولة لتعزيز الجيش الوطني الأفغاني، وهو الآن يلجأ إليهم في وقت الحاجة، حسبما قال مراسل (بي. بي. سي)، “إثراغان أنباراسان”.

كما وافق الرئيس، في وقت سابق؛ من الأسبوع الجاري، على تسليح الميليشيات الموالية للحكومة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة