خاص : ترجمة – آية حسين علي :
يعتبر رئيس إقليم كردستان العراق المستقيل، “مسعود بارازاني”، الرجل الأخطر في صراع الأكراد مع الحكومة العراقية، فخلال عقود قاد كفاح الأكراد ضد الرئيس الراحل، “صدام حسين”.
ورفض “بارازاني”، الذي يحكم الإقليم منذ حوالي 12 عاماً، تعديل قانون رئاسة الإقليم لتمديد فترة ولاية الرئيس، بعدما تحكم في المشهد السياسي منذ الاستفتاء على انفصال “إقليم كردستان العراق” في 2005، إذ اختير رئيساً للإقليم في الانتخابات التي عقدت عقب الإطاحة بـ”صدام حسين” ونهاية الحرب الأهلية الكردية، وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 2009، وبعد انقضاء فترة رئاسته للإقليم قرر البرلمان الكردستاني عام 2013 مد ولاية “بارزاني” لعامين، إلا أنه بقي في السلطة لمدة أطول، نظراً للظروف التي مر بها العراق عقب هجوم تنظيم “داعش” وسيطرته على مساحات واسعة من البلاد.
وعقب الاستقالة قرر البرلمان توزيع مهامه بين رئيس وزراء الإقليم السابق، “نيجيرفان بارزاني”، والبرلمان والسلطة القضائية، حتى إجراء الانتخابات لاختيار رئيس جديد.
الآمال الانفصالية دُمرت..
تأتي اسقالة “بارازاني” في وقت يشهد فيه الإقليم، الطامح في الاستقلال، فترة تشهد تدمر كل الآمال، ويواجه الكثير من المشكلات السياسية بسبب رفض جيرانه (تركيا وإيران) والمجتمع الدولي لفكرة الاستقلال، وتحديات اقتصادية خاصة بعد عملية 16 تشرين أول/أكتوبر 2017 وما نتج عنها من استرداد القوات العراقية لأراضي متنازع عليها، ومنها مدينة “كركوك” الغنية بالبترول، والتي كان ينتوي الإقليم الاعتماد عليها في التمويل بعد الاستقلال.
مَن مِن الممكن أن يخلف “بارازاني” ؟
في ظل الأوضاع السيئة التي يتعرض لها الإقليم، لن تكون مهمة اختيار رئيس جديد سهلة، وتأجل إجراء الانتخابات التي كانت مقررة في الأول من تشرين ثان/نوفمبر الجاري حتى حزيران/يونيو 2018، بسبب الظروف التي يمر بها الإقليم.
برزت عدة أسماء لشخصيات من الممكن أن تخلف “بارازاني” في السلطة، منهم نجله ورئيس استخبارات الإقليم، “مسرور بارزاني”، ورئيس وزراء الإقليم السابق ونجل شقيقه، “نيجيرفان بارزاني”.
ومن الشخصيات أيضاً التي من المحتمل أن تخلف “بارازاني”، هو “محمد توفيق رحيم”، الذي أعلن ترشحه في الانتخابات المقبلة، ويعد “رحيم” أحد أبرز المعارضين لبارازاني ولإجراء استفتاء الانفصال.
ويتوقع أيضاً أن يخلفه “بافل طالباني”، الأبن الأكبر للرئيس العراقي الراحل “جلال طالباني”، ومدير جهاز المخابرات، إلا أن احتمالات وصول الأخير للسلطة باتت ضعيفة للغاية، خاصة بعد اتهامه بالخيانة بسبب موافقته على تسليم “كركوك” للقوات العراقية.
“بارازاني” يتهم منافسيه بالخيانة ويؤكد أنه سيستمر في خدمة الأكراد..
اتهم “بارازاني”، خلال خطاب الاستقالة، منافسيه الأكراد بالخيانة عقب ترتيب انسحاب قوات “البيشمركة” الكردية دون إبداء أي مقاومة أمام القوات العراقية في هجومها على مدينة “كركوك”، ما أدى إلى تكبد الأكراد الكثير من الخسائر على الأرض بالإضافة إلى حقول النفط التي كتبت سطر النهاية في حلم الانفصال.
ومع ذلك أكد المقاتل المخضرم على أنه سيستمر في خدمة الشعب الكردي، وعلق عضو الحزب الديموقراطي الكردي، “ديار أمين”، بأن “بارازاني” رفض تمديد رئاسته لفترة جديدة وهذا دليل على أن الأكراد يؤمنون بالديموقراطية، مؤكداً على أن حكم “بارازاني” كان له عظيم الأثر على الإقليم.
العراق يحرز تقدماً عسكرياً ودبلوماسياً..
استطاع العراق، الذي يعاني من العنف بسبب النزعات الطائفية منذ سنوات، أن يحصل على التأييد الدولي ووجه ضربة في مقتل للقوات الكردية “بيشمركة” باستعادة الأراضي المتنازع عليها، التي كانت قد سيطرت عليها أثناء تقدم “داعش”.
ومن جانبه، أدان “بارازاني” صمت المجتمع الدولي أمام العملية العسكرية التي بدأها الجيش العراقي في 16 تشرين أول/أكتوبر الماضي، وقال: “لقد ظهر جلياً أن الشعب الكردي ليس لديه أصدقاء”. موضحاً أن القوات العراقية استخدمت ترسانة أميركية في هجومها ضد البيشمركة “بقيادة شخصيات تعتبرهم الولايات المتحدة إرهابيين”، في إشارة إلى قوات “الحشد الشعبي” الشيعية المدعومة من قبل إيران.