كتبت عبير العزاوي : سارع مثقفون وصحافيون عراقيون للتعليق بسخرية ونقد لاذع، على تصريح طه اللهيبي، النائب السني السابق في البرلمان، حين وصف سكان مدينة العمارة (جنوب) بأنهم ينحدرون من الهند.
وكان الإعلامي عدنان الطائي قد استضاف النائبين حنان الفتلاوي وطه اللهيبي، في برنامج تبثه قناة “دجلة”، وقد تحول الحوار بينهما إلى اشتباك لفظي وتهم متبادلة عدها كثيرون “تحريضاً” علنياً على الطائفية.
ووضع مدونون عراقيون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمشاهير هنود كصور تعريفية، فيما أنشأ أخرون حملة للتهكم تحت هاشتاق “#انا عراقي _انا هندي”.
وانتقد الكاتب والشاعر محمد غازي الاخرس، على صفحته في فيس بوك تصريح اللهيبي قائلاً، “كثرت التعليقات والتعليقات المضادة حول تصريح اللهيبي بـ(هندية) أهل العمارة، وما لاحظته هو قول بعض المثقفين أن سخرية (العمارتليين) والجنوبيين عموما من التصريح يعكس احتقارا للهنود واستعلاءً عليهم وهذا غير صحيح بالمرة”.
ويتابع الاخرس، “التصريح مهينٌ وجارح وهو نفسه يستبطن نسقا تحقيريا للهند. ومن هذا الباب سخرنا من (هنديتنا) كما نسخر دائما من (صفويتنا) و(مجوسيتنا) التي نتهم بها منذ قرون مع أننا ننتمي لأعرق الأقوام التي سكنت بلاد الرافدين ولدينا (شهادة جنسية) مكتوبة بالدماء والدموع والأغاني”.
وتقول الفنانة يسر القزويني، “ليس من حق أي شخص الانتقاص من وطنية الآخر ففي الهوية كلنا (عراقيون)، هنا ولد أجدادنا وعاش أهلنا وتعلقنا بكل شيء يذكرنا بالعراق”.
وتضيف” متى يدرك اللهيبي من الدول المتقدمة كيف يتم التجنيس بعد سنوات معدودات فقط، فيما القانون يضمن حقوقك كمواطن”.
من جهته، يقول الشاعر ميثم العتابي، إن “الاتهام امتداد واضح لتصريحات سابقة أطلقها سابقاً الرئيس السابق صدام حسين، وغيره من البعثيين الذي كانوا يرون سكان الجنوب معارضين يهددون وجودهم”.
أما الإعلامي احمد العسكري فيقول إن “تصريح اللهيبي كان بمنزلة رد على ما اعتبره هو إساءة من النائبة حنان الفتلاوي، وكلا الشخصيتين لا تعكسان حالة المجتمع العراقية، إنما يجسدان حالة مرضية تسللت في غفلة سياسية إلى البرلمان العراقي”.
ويقول الباحث واثق البيك، “كان الاجدر بالنائب اللهيبي ان يتدارك الخطأ ـ ان كان خطأً غير مقصود فعلا ـ خلال اللقاء التلفزيوني ذاته، ذلك ان اصدار بيان شخصي بالاعتذار غير كاف مطلقا لاسيما انه صدر بعد اتساع دائرة الاستنكار الشعبي والوطني”.
وكتب اللهيبي، في رسالته التي نشرها أخيراً، “لم أقل ان اهل العمارة هنود، انما جاء في سياق ردي على حنان الفتلاوي عندما قالت ان ثورة العشرين لم يصنعها طه اللهيبي، تهكماً عليّ، فرددت تهكماً (لا عملها الهندي الذي في العمارة) واقصد الهنود الذين كانوا متواجدين مع الجيش البريطاني وليس اهالي العمارة”.
واضاف”سبق وان نشرت اعتذاراً في صفحتي على موقع ولكن كانت ردود البعض مسيئة ليس لي فقط ولكن تجاوزت على رموز المسلمين”.
وطالب محافظ ميسان علي دواي، في وقت سابق، اللهيبي بالاعتذار، وهدد بإقامة دعوى قضائية ضده لـ”رد الاعتبار”.
وأعلنت عشيرة اللهيب، السبت الماضي، البراءة من تصريحات النائب السابق، مؤكدةً انها “لا تمثل موقف العشيرة الداعي إلى التوحد وعدم اثارة النعرات الطائفية والعشائرية بين أبناء العراق”.