كتبت – بوسي محمد :
حذر الحاخام الروسى “بيريل لازار”، من وضع اليهود الفرنسيين في فرنسا حال فوز مرشحة اليمين المتطرف “مارين لوبان” برئاسة فرنسا، مطالباً أياهم بمغادرة البلاد على الفور حسبما أفاد موقع “هاأرتس” الإسرائيلي.
وقد ادلى كبير الحاخامات الروسي لازار، وهو حاخام “شاباد” ولد في ايطاليا وعاش في روسيا منذ 25 عاماً، بهذه التصريحات يوم الجمعة الماضية 21 نيسان/ابريل 2017 خلال حضوره مؤتمر حول التعليم اليهودي بالقرب من موسكو نظمته جمعية “ليمود”.

وخلال المؤتمر قال لازار: “إذا انتخبت مارين لوبان رئيساً لفرنسا، فان اليهود يجب أن يغادروا”. لافتاً إلى أن لوبان إذا فازت بالرئاسة سوف يكون الوضع في فرنسا مقلق للغاية لتصاعد التوجه العام نحو التطرف في جميع النواحي، وخير مثال على ذلك الشعبية التي يحظى بها اليمين المتطرف حالياً. وكان لازار متحدثاً رئيسياً في هذا الحدث، الذي استقطب 2500 مشارك، وهو حضور قياسي منذ أن بدأت “جمعية ليمود” عقد مؤتمرات بعد الاتحاد السوفياتي السابق.
اليهود والمسلمين سواء لدى لوبان..
أظهرت استطلاعات الرأي التي سبقت الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد 19 نيسان/ابريل 2017، أن المرشح المستقل الوسطى “ايمانويل ماكرون” واليميني المتطرف “مارين لوبان”، المعروف عنها التحريض على الكراهية بجانب العنصرية التي تمارسها وتدعو إليها ضد اليهود، قد تصدرا نتائج التصويت في الجولة الأولى بالانتخابات الرئاسية في فرنسا مقارنة بالمرشحين الآخرين، إذ حصلوا على حوالي 22% من الاصوات فى استطلاع “ايفوب”.
وذكر موقع “هاآرتس” الإسرائيلي، أن مرشحة اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية الفرنسية “مارين لوبان” قد وعدت بحظر ارتداء “الكيباه” اليهودية، وهي قبعة الرأس الشهيرة التي يرتديها اليهود في الأماكن العامة، بالإضافة إلى قيامها بمنع منح الجنسية الفرنسية للمواطنين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، في اشارة منها إلى تحقيق المساواة مع المسلمين الذين يواجهون تعنت في بعض الدول الأوروبية ومنها حظر الحجاب حال فوزها في الانتخابات الفرنسية. وكانت السلطات الفرنسية قد سبق وألزمت مواطنة فرنسية مسلمة بخلع البوركيني “المايوه الاسلامي” اثناء تواجدها على احد الشواطئ في باريس، وهي الواقعة الشهيرة التي اشعلت تكهنات عدة تصدرت الصحف العالمية بين مؤيد ومعارض.
وقالت لوبان، أن الإسلام الراديكالي يشكل “تهديداً للثقافة الفرنسية”، ودعت اليهود إلى تقديم “تضحيات” معينة من اجل محاربة الجهادية.
ميلينشون ولوبان.. حذر اليهود وترقبهم..
بحسب موقع “هاآرتس”، يعتبر العديد من اليهود الفرنسيين “مارين لوبان” خطراً عليهم، حيثُ صرح الرئيس الاشتراكى “فرانسوا أولوند” في احدى البرامج التليفزيونية إنه سوف يشعر بـ”الذنب” إذا أصبحت لوبان رئيسة لتأتي بحزب من اليمين المتطرف إلى السلطة في البلاد.
وأبدى اليهود الفرنسيين خوفهم وانزعاجهم من المرشح الشيوعي اليساري المتطرف “جان لوك ميلينشون”، من شعبيته التي تزيد يوماً بعد يوم، مؤكدين على أنها تشكل خطراً حقيقياً على ديمقراطية بلادهم.
وقد ارتفع ميلينتشون من المركز الخامس إلى الثالث فى استطلاعات الرأي في شباط/فبراير الماضي بنسبة 19%.
ولفت الموقع الإسرائيلي، إلى أنه في عام 2014، أدان ميلينشون، خلال خطاب حول غزة، اليهود الفرنسيين الذين يؤيدون إسرائيل.
وقال “لازار”، خلال خطابه في ليمود، أن الوضع في فرنسا مقلق للغاية، ليس فقط بسبب المهاجرين، ولكن أيضاً لأن عامة السكان يتجه نحو التطرف، وأفضل مثال على ذلك هو صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة.
اليهود يخشون التطرف !

يؤكد تحليل لازار للوضع في أوروبا الغربية تلك التصريحات السابقة للمسؤولين داخل الكرملين، التي سعت إلى تشويه سمعة الحكومات الأوروبية التي تنتقد سياسات الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، بما في ذلك حظر أي أعمال أدبية تدافع عن المثلية الجنسية، وإساءة استخدام السلطة القضائية للقضاء على الخصوم السياسيين، وإدخال قيود شديدة على حرية التعبير.
واشاد كبير الحاخام الروسي “بيريل لازار” في خطابه، الذي عُقد يوم الجمعة 21 نيسان/ابريل 2017 في ندوة حول التعليم اليهودي، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلاً: “ان بوتين كان اول رئيس يتحدث علناً ضد معاداة السامية، وكان الاكثر انتصاراً لليهود فى روسيا”.
يُشار إلى أن مرشح اليمين المعتدل الفرنسي “فرنسوا فيون” دعا بعد شعوره بالهزيمة، وذلك بعد أن أعلن التليفزيون الفرنسي الرسمي الأحد 23 نيسان/ابريل 2017 عن أن مرشح الوسط “إيمانويل ماكرون” ومرشحة الجبهة الوطنية “مارين لوبان” قد حصلا على نتائج تؤهلهما لخوض الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية، وكذلك رئيس الوزراء الفرنسي “برنار كازنوف”، ووزير الخارجية الفرنسية “جان مارك إيرولت”، المواطنين بالتصويت لصالح المرشح الاشتراكي “ايمانويل ماكرون” في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية.