14 أبريل، 2024 2:44 م
Search
Close this search box.

كاتم الصوت يلاحق مرشحي الانتخابات العراقية ‏

Facebook
Twitter
LinkedIn

صرخات وعويل اختلطت ببكاء اطفال انطلقت من داخل منزل المحامي صلاح العبيدي الذي قتل بيد ‏مجهولين الاسبوع الماضي بعد ترشحه لخوض انتخابات مجلس محافظة بغداد، فيما جلس الرجال في ‏صمت خيم عليه حزن عميق,‏

 
والمرشح الراحل، محام وعضو في المكتب السياسي للقائمة العراقية التي يمثلها في هذه الانتخابات، ‏ويتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي. واغتيل منذ العاشر من اذار/مارس الحالي 12 مرشحا ‏لانتخابات مجالس المحافظات، جميعهم من السنة وسبعة منهم من مرشحي القائمة العراقية. وجرت ‏عمليات القتل السابقة في محافظات نينوى وصلاح الدين، وكلاهما شمال بغداد، وفي الانبار (غرب).‏
وتحدث تحسين محمد (37 عاما) ابن شقيقة العبيدي وهو يجلس في غرفة الضيوف في منزل الراحل ‏يتقبل العزاء مع اهله، “احد اصدقاء المرحوم وجده مقتولا بالرصاص داخل مكتبه” حيث يسكن في ‏السيدية، في غرب بغداد.‏
واضاف وهو يجلس بمواجهة صورة للمرشح الراحل، ويدخن سيجارة “لم يكن له اعداء .. الجهات ‏الامنية هي المسؤول عن مقتله لانها مسؤولة عن حمايته كما هي حال باقي العراقيين الذين يقتلون كل ‏يوم”.‏
كان صلاح العبيدي الذي توفي عن 48 عاما ابا لسبعة اطفال، وكان تسلسله 23 في القائمة العراقية. ‏وهو الرابع بين اربعة اشقاء قتل اثنان منهم في الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) واعدم ‏الثالث على يد نظام صدام حسين.‏
ويرى حميد ابن عم العبيدي، احد الحضور في الجلسة، والمعروف بابو سيف، ان “الدافع سياسي وراء ‏الجريمة على الاغلب، لانه قتل بعد ان رشح نفسه للانتخابات”.‏
فيما يعتقد طه ابو محمد، الموظف في البنك المركزي العراقي، الحاضر في مجلس العزاء، ان ‏‏”استهداف عدد كبير من مرشحي القائمة العراقية، اشارة واضحة بانه استهداف للقائمة للوقوف في ‏طريق نجاح عملها ولمنع فوزها في الانتخابات”. واعتبرت القائمة العراقية في بيان لها الاسبوع ‏الماضي، الاستهداف المتكرر لمرشحيها “عملا ليس اعتياديا وانما مقصود ومبرمج”.‏
واكد عبد الكريم عبطان الجبوري القيادي في القائمة العراقية، متحدثا لفرانس برس في مجلس العزاء ‏الذي اقامته قبيلة العبيد في المسيب، جنوب بغداد، ان العبيدي كان عضوا في المكتب السياسي ‏للعراقية.‏
ويرى الجبوري وهو محام ان “هناك بصمات لدول الجوار ولقوى ظلام داخل البلد تسعى لاستهداف ‏الرموز الوطنية وبينهم المرحوم” العبيدي.‏
واعتبر الجبوري فقدان المرشحين “كارثة”. وتابع متسائلا “كيف وصل هؤلاء (المسلحون) ومعهم ‏اسلحة بينها كاتمات للصوت وبدم بارد تحت انظار قوات الامن؟”‏
وتخضع منطقة السيدية التي تسكنها غالبية سنية، الى اجراءات امنية مشددة ولايمكن الدخول اليها الا ‏عبر نقاط تفتيش وتقديم بطاقة تعريف تؤكد السكن فيها احيانا.‏
وعن تحرك القائمة العراقية اثر استهداف مرشحيها، قال الجبوري “خاطبنا الامم المتحدة والجامعة ‏العربية ورئيس الجمهورية (جلال طالباني) و (رئيس المحكمة الاتحادية) مدحت المحمود، وقلنا ان ‏‏+هذا الاستهداف مستمر ويجب ايقافه+”.‏
واقتصرت الهجمات التي استهدفت الممرشحين للانتخابات على مناطق سنية، رغم مشاركة خمسين ‏ائتلافا ممثلين ب87 كيانا سياسا، ابرزها الائتلاف الوطني العراقي والقائمة العراقية.‏
وقال الحاج ابو سرمد وهو في نهاية السبعينات، ومن وجهاء عشيرة العبيد، بحسرة شديدة “كنا نتوقع ‏ان يصبح المرحوم صلاح رئيسا للوزراء يوما، اذا واصل عمله السياسي”.‏
فيما وصف فيصل الشاوي، احد وجهاء قبيلة العبيد والضابط برتبة عميد طيار في الجيش العراقي ‏السابق في مطلع السبعينات، الامر ب”هجمة صفراء من دول اقليمية تهدف لافراغ العراق من رموزه ‏وشق صفوف شعبه”.‏
من جانبه، قال رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات سربت مصطفى رشيد ان “اسبابا سياسية ‏تقف وراء هذه الهجمات”. واضاف ان “هذه الهجمات هي السبب وراء تأجيل الانتخابات في محافظتي ‏نينوى والانبار”. ولكنه اكد في الوقت نفسه ان “المفوضية مستعدة من جانبها لاجراء الانتخابات في ‏جميع المحافظات”.‏
وقررت الحكومة العراقية في 19 اذار/مارس تاجيل انتخابات مجالس محافظتي الانبار ونينوى بسبب ‏الظروف الامنية لكن مفوضيالانتخابات ووزارة الداخلية اتقرحتا اليوم الثلاثاء اجراءها في 18 الشهر ‏المقبل..‏
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال زيارته بغداد الاسبوع الماضي، ان بلاده “تعتقد بقوة ‏ان جميع المحافظات يجب ان تصوت في نفس الوقت في الانتخابات المحلية، ونأمل ان يتمكن رئيس ‏الوزراء (نوري المالكي) من العمل على اعادة النظر في هذه القضية”. واضاف “اكدت على قلقنا من ‏تأخر اجراء الانتخابات المحلية في المحافظتين، ودعوت مجلس الوزراء الى اعادة النظر في هذا ‏القرار”. واضاف كيري “الحقيقة، بالرغم من التطرق الى عدم توفر الامن كسبب منطقي لهذا التأجيل، ‏فان العراق من اكثر البلدان خبرة في التصويت في ظل الظروف الصعبة”.‏
وقال رئيس الدائرة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان “هذه الهجمات لن تعرقل ‏اجراء الانتخابات”.‏
وشهدت الايام التي اجريت فيها العمليات الانتخابية السابقة في العراق اعمال عنف على مستوى ‏محدود، لكنها لم تعرقل او توقف العملية الانتخابية بشكل كامل.‏
ومن المقرر ان اجراء انتخابات المحافظات في العشرين من نيسان/ابريل، وهي الثالثة منذ اجتياح ‏العراق وسقوط نظام صدام حسين في اذار/مارس 2003.‏

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب